23 ديسمبر، 2024 12:19 ص

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (6)

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (6)

القسم السادس :
إنتاج المعرفة عملية تتطلب إمتلاك عقل نقدي تحليلي متحرر وثائر ، وسعي نحو الكمال .. وتحطيم لما يسمى رموز أو مثال أعلى ، وعدم الرهبة من الكلام المكتوب في الكتب والأسماء الرنانة … لابد لمنتج المعرفة والمثقف الحقيقي ان يتخطى هذا ولاينتظر إعتراف الآخرين به ، وينظر الى البشر بروح الأبوة هم من يحتاج حكمته وليس هو من يحتاج تصفيقهم ، وينتج أفكاره الخاصة وفق معايير منطقية وقيم أخلاقية ، وقناعة بنسبية العقل وتعدد أوجه الأشياء ، وغياب الحقيقة المطلقة ، في فيزياء الكم توجد نطرية مفادها : كيف ماتنظر الى الألكترون يتشكل ، وهذه النظرية الخطيرة يمكن تعميمها على الحياة وتنسف مايسمى الحقائق الثابتة ، وربما تعطي للبشرية الأمل بصناعة أقدارهم كيما يشاؤون !
هنا بعض ماجاد به العمر من أفكار .. علما أنا لست مناضلا ولاصاحب قضية كبرى ، فقط عندما أشعر بخاطر أو فكرة أكتبها بشكل عفوي على شكل عبارات قصيرة مكثفة ، وهي قد تصلح مشروع كتاب لن يتحقق في ظل الشعور باللاجدوى والعدم :
***
– من الخطأ جدا الإدعاء بالتصالح مع النفس .. فالتصالح لايحدث مادمنا لانعرف طبيعة مكبوتات اللاشعور ونظل في حالة غربة عن الذات وجهل بأعماقها .. إلا إذا عمل الشخص لنفسه تحليلا نفسيا على يد محلل مدته ثلاثة أعوام وبعدها يحصل الإتصال ما بين اللاشعور والشعور.
***
– البشر في حقيقتهم لا يحبون العقل والقيم الأخلاقية وعمل الخير .. بدليل فشلهم طوال التاريخ في نشر العدالة في الحياة !
***
– معظم أفراح البشر سببها الحصول على رغباتهم الأنانية .. وليس الفرح بعمل الخير من أجل الآخرين وهذا عار بشري!
***
– حب الناس ليس فضيلة لأنه عفوي من دون إختيارنا .. بينما السيطرة على مشاعر النفور والكراهية ومنع خروجها هو الفضيلة الأخلاقية النبيلة.
***
– نظام العقل البشري قائم على قانون : لكل شيء سبب ، والسؤال هل توجد أنظمة أخرى أكبر من العقل السببي؟
***
– عندما يتعهد الرجل والمرأة أحدهما للآخر بتوفير السعادة كل واحد للآخر .. فهذه صفقة مشروطة بالضد من نبل العلاقات الإنسانية .
***
– لايوجد إختلاف بين البشر والحيوانات والحشرات في ان الأقوى يعتدي على الأضعف ويفترسه !
***
– نقطة ضعف المرأة إنهيارها أمام الرجل صاحب المال أو السلطة أو الوسامة ، ونقطة ضعف الرجل كل شيء في هذه الحياة فهو ليس لرغباته وشهواته وأطماعه حدود ولهذا ترى الصراعات والجرائم والحروب التي يقوم بها الرجال !
***
– حوالي 99% من الكتب الفكرية والعلمية هي عبارة عن ( شرح وتلخيص ) لأفكار الآخرين ولاتحتوي جديدا .. معرفة هذه الحقيقة تجنبنا ضياع الكثير من الوقت والجهد على قراءة كتب لاتستحق الإهتمام.
***
– مادام الإنسان في أصل الخلقة والتكوين هو كائن أناني شرير .. من باب أولى ان يتوجه غضبنا بسبب غياب العدالة وتوزيع الثروات بالتساوي ، ونحتج على طبيعة الوجود وليس البشر .. أو نقرر الإنتحار .