18 ديسمبر، 2024 10:18 م

الدعوة لحل الميليشيات التابعة لإيران في العراق خصوصا والمنطقة ومع مرور الزمن، أثبتت وتثبت أهميتها وضرورتها الملحة کإجراء لابد منه خصوصا وإن هذه الميليشيات قد أکدت على الدوام من إنها ليست سوى مجرد أذرع مشبوهة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تعبث بالامن والاستقرار بالشکل والاسلوب الذي يخدم المصالح العليا لهذا النظام، بل وإنها”أي هذه الميليشيات”، أثبتت على الدوام بأنها جزء من النظام الايراني وتتبع له وتماشيه وتسايره في کل شئ.
تلويح النائب في البرلمان العراقي عن كتلة “صادقون” التي تمثل ميليشيا”عصائب أهل الحق” عدي عواد، بتشكيل فرق شبابية للقتال في اليمن، دفاعا عن “المدنيين”، متجاهلا وبصورة واضحة تأكيد منظمة العفو الدولية، الخميس، أن ميليشيات الحوثي عمدت إلى “العسكرة المتعمدة للمستشفى” الوحيد في مدينة الحديدة متخذة المرضى والطاقم الطبي دروعا بشرية. هذا التلويح وفي البرلمان العراقي ذاته يجسد حقيقة أن الميليشيات التابعة للنظام الايراني تصر على تبعيتها لطهران وتعتبر ذلك فوق کل إنتماءاتها الاخرى.
هذه الميليشيا التي سبق لها وأن تورطت في المستنقع السوري الذي سنرى عما قريب کيف سيتم طردهم وإخراجهم من سوريا بعد أن تم تقليم أظافر النظام الايراني وصار دوره ثانويا هناك، تحاول اليوم أن تورط الشباب العراقي في المستنقع اليمني بعد أن صار الحوثيون ومن خلفهم النظام الايراني في وضع صعب بعد أن أصبح الوضع الدولي يسير في غير صالحهم وإمکانية إدراج الحوثيين ضمن قائمة الارهاب، ولايوجد أي شك بأن السعي للزج بالشباب العراقي في المطحنة الدموية اليمنية لايمکن أبدا أن تخدم مصلحة العراق وشعبه بل وإنه مغامرة طائشة وغير محمودة العواقب من أجل النظام الايراني الذي کان ولايزال معاديا ليس لشعوب المنطقة فقط وإنما للشعب الايراني نفسه الذي يطمح الى إسقاطه والتخلص من شره ومن البٶس والفقر والجوع والحرمان الذي جلبه له من جراء نهجه الاخرق في التدخل في دول المنطقة.
دور هذه الميليشيات المشبوه سواء في العراق أو لبنان أو اليمن أو سوريا، دور خبيث لايمکن أبدا أن يتفق ويتطابق مع مصالح شعوب هذه البلدان خصوصا وبلدان المنطقة عموما، ولاسيما وإن المقاومة الايرانية سبق وأن کشفت عن قوائم تثبت عمالة قادة العديد من هذه الميليشيات للنظام الايراني ومن کونهم يتلقون رواتب شهرية تعويضا عن عمالتهم، وقطعا فإن الايام القادمة ستثبت وتٶکد بأن عهد التدخلات الايرانية في المنطقة يسير نحو نهايته المحتومة وإن کل من يراهن عليه کمن يراهن على أن تخضر کل صحارى العالم في وقت واحد!