23 ديسمبر، 2024 4:44 ص

هذا ماتدعو إليه منظمة مجاهدي خلق

هذا ماتدعو إليه منظمة مجاهدي خلق

تعاني جميع شعوب و دول المنطقة قاطبة دونما إستثناء من الآثار و التداعيات السيئة للسياسات المشبوهة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تزداد تأثيراتها السيئة يوما بعد يوم، وقد بات واضحا جدا بأن کل ماإدعاه و زعمه هذا النظام ومنذ مجيئه قبل أکثر من 36 عاما، کان کذبا و تمويها و مجرد شعارات براقة في ظاهرها و جوفاء في داخلها.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تحت مزاعم”الصحوة الاسلامية”المزعومة، قام بنشر أفکاره و مبادئه الاستبدادية وفق سياق وفهم خاطئ و مشوه و غير صحيح للإسلام، حيث سعى و يسعى لإستغلال الدين کوسيلة لتحقيق غاياته و أهدافه من أجل إقامة إمبراطورية دينية على حساب جميع شعوب المنطقة و في مقدمتها الشعب الايراني نفسه، والذي يجب أن نشير إليه هنا و نقف عنده مليا، هو إنه على الرغم من إن العديد من الاطراف و الجهات السياسية الايرانية وقفت ضد هذا النظام، لکنه تمکن من القضاء عليها و إقصائها الواحدة تلو الاخرى، ماعدا منظمة مجاهدي خلق التي صارت کشفرة الحلاقة عالقة في بلعومه فلا هو قادر على بلعها ولا على إخراجها.

الذي ميز منظمة مجاهدي خلق عن غيرها من الاطراف و الجهات السياسية الايرانية المعارضة الاخرى التي إنتهى أو خفت تأثيرها، هو إنها تمتلك مشروعا فکريا ـ سياسيا متکاملا دأبت على طرحه کبديل أساسي لمشروع النظام، وقد أجادت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، الوصف عندما قالت في أول مقال لها يتم نشره في الصحافة العربية قبل أيام:” إن ما ندعو إليه هو إلغاء ورفض كل استبداد تحت غطاء الدين. ثم إن النتيجة التي توصلت إليها حركتنا بفضل تجربة تاريخية طويلة تتنبأ بانهزام الدكتاتورية الدينية في إيران. فغايتنا هي القضاء على أسس الطائفية، شيعية كانت أو سنية. إن استغلال الدين من أجل السلطة يجب أن يتوقف اليوم لا غدا.”، والحقيقة هي إن معظم شعوب و دول المنطقة بما فيها الشعب الايراني ذاته، يٶمنون إيمانا قطعيا بهذا الطرح الموضوعي للسيدة رجوي، والذي ينبع من التعاليم و المبادئ السمحة للدين الاسلامي.

الملفت للنظر، هو إن السيدة رجوي وخلال مقالها المهم هذا و الذي هو في الحقيقة بمثابة تفنيد و دحض کامل لکل مبادئ و أفکار هذا النظام الذي ملأ المنطقة مشاکلا و فتنا و أزماتا عميقة تلقي بظلالها السوداء على الاوضاع فيها، وقد نوهت السيدة رجوي في مقالها آنف الذکر الى هذه المسألة، مشيرة الى أساس رٶية هذا النظام و الرٶية المضادة لها و التي تحملها و تنادي لها منظمة مجاهدي خلق عندما قالت:” هناك رؤيتان متناقضتان للإسلام. الرؤية الأولى كانت تقوم على الطغيان، بينما كانت الثانية تقوم على الحرية. الأولى كانت تقوم على الإكراه والخبث والخدعة، بينما كانت الثانية تقوم على الاختيار الواعي والحر. الأولى كانت تنظر إلى الماضي وتدافع عن قوانين وعلاقات اجتماعية بائدة، بينما كانت الثانية تدافع عن حقوق بشرية كونية وتلح على الحرية. الأولى كانت تقوم على قراءة حرفية وآلية للإسلام، بينما كانت الثانية تقوم على قراءة حركية متأصلة في أحكام القرآن وروح التحرير في الإسلام.”، وقطعا فإن الرٶية الثانية هي الرٶية الواقعية و المنطقية للإسلام کما هو وکما آمنت و تٶمن به الامة الاسلامية. 
[email protected]