22 ديسمبر، 2024 7:49 م

هذا حال العراق اليوم‎

هذا حال العراق اليوم‎

خراب، وشلل مؤسساتي تام، برلمان مُنقسم ومُعطل، ومجلس وزراء بلا نِصاب إنعقاد مع إنسداد أفق الحوار السياسي وعدم جدواه، الجميع يدرك حجم الفشل دون إعتراف، أو إعتذار، العملية السياسية في عراق ما بعد 2003 فشلت، أو تلفظ أنفاسها الأخيرة، علينا الإقرار، والعودة لنقطة صفر نراجع فيها مجمل خطاها، مدنٌ مُحتلة، وأخرى مُحررة مُخربة، أو تبسط مجموعات مسلحة سطوتها عليها، لا عنوان لدولة، أو وجود، التحالف الشيعي، بكافة عناوينه يتحمل الوزر الأكبر لما آلت إليه الأمور، أفقر مدنه، عطل مؤسسات الدولة، وتعامل مع بقية المكونات بفوقية، كان عليه إدراك أن المتغير العراقي نتاج دولي لم يُسهم به، وحكم الأغلبية السكانية لاتمنحه حق البطش بالآخر، وحرمانه شعور المواطنة الحقيقية وبالتالي دفع الناس نحو قوى الإرهاب للإحتماء، حتى في أزمة مكوناته الأخيرة وصراع مغانمها، برع ساسته، في قذف الآخرين بها لإشراكهم، يقول يان كوبيتش الممثل الخاص للأمين العام للأم المتحدة في العراق في إفادته أمام مجلس الأمن؛ “سائر البلاد تشهد أزمة سياسية عميقة، العراق بحاجة لحوار بناء، لا للخروج من المأزق فقط، بل لصنع أفقاً واضحاً لمستقبل أفضل للناس، بعدها يمكن حشد المساعدات الدولية للتخفيف من أزمات البلاد، وعودة المشردين داخلياً”، المساعدات الدولية التي أتى على ذكرها كوبيتش تحتاج لإستقرار سياسي، مراقبة آليات صرفها في دولة ينخرها الفساد، مع عجز متوقع بمقدار ٢٥ مليار دولار لهذه السنة على أساس سعر ٤٥ دولار لبرميل النفط.

البلاد بحاجة لتحسين إدارة الحكم، وتحقيق العدالة للجميع، ولا ضير هنا من الإعتراف بالفشل، والعودة لمربع أول، مراجعات شاملة، بدءاً بالدستور، والمحاصصة الحزبية للوزارات والمؤسسات المستقلة، إلى مجموعة قوانين وتشريعات صيغت بإنتقام ولا يمكن لها إلا تعميق الشرخ المجتمعي، بدل تجسيره، الإصرار على المضي بالترقيع، والحلول الوقتية، والوعود الكاذبة بالإصلاح، لن تجدي نفعاً، الخراب يزداد، ونزيف الدم يستمر، والموارد تُنهب. العراق، ليس بحالٍ جيد، سيء جداً، البلاد مُفلسة، قد لا تقوى خزينتها على سداد معاشات موظفيها، أزمات إنسانية، وأمن مشوب بالحذر، لا دولة، يمكن لفصيل مسلح أن يُقلب الطاولة، ويجعل من أماننا النسبي الذي نشعر به لحظة لجحيم، ينزل بمسلحيه، يقطع أوصال الطرق والمدن دون رادع، أخبار الأمس تتحدث عن تفجيرات دموية في بعقوبة التي يديرها محافظها بقبضة بلطجي، يزرع العبوات الناسفة، واللاصقة، ويدك المدن بقنابر الهاون كلما أقترب موعد إقالته، تفجير مدينة الصدر اليوم يزيد مواجع الناس وآلامها، إضافة لمئات حالات الإغتيال الفردية، والسطو المسلح، الواشنطن بوست تحدثت عن دولة ضعيفة، هشة، يكتب ديفيد أغاشيوس “علينا البحث مع حلفائنا عن هيكل للحكم بديلاً عن سايكس بيكو، ونظام مابعد ٢٠٠٣”، الوضع لايمكن له الإستمرار والحال هذه، داعياً لفدرالية، أو كونفدرالية، العالم يبحث لنا عن مخرج، يختار لنا الحلول، المأزق كبير، والطبقة السياسية عاجزة، الغريب، والمُعيب، وبعد ١٣ عاماً من التغيير نكون هنا، يحيا الجميع، ساسة سلطة، وأناس بسطاء خلف سواتر كونكريتية، في جزر نائية، يحتمون بها، لا يشعر كلاهما بالآخر، حالٌ لا يسر، القيادي الفلسطيني ياسر الزعاترة يغرد ساخراً؛ “جعلتم العراق بلا هيبة”، الخراب في كل بقعة ولا بصيص لأمل بإنتظار ثورة جياع كما يقول سياسي عراقي.