18 ديسمبر، 2024 7:36 م

هذا الحسين الذي أعرفه

هذا الحسين الذي أعرفه

قديمٌ جديدٌ نزيفُ جراحي

قديمٌ جديدٌ سوادُ صباحي

بِخُفّي حُنينٍ قصدتُ طِماحاً

فعادَ بُخفّي حُنينٍ طِماحي

عليلاً درجتُ ودائي عُضالٌ

بعيدٌ مرادي كسيرٌ جناحي

قديماً شَرِبتُ مَراراً مِراراً

وما زال كأسي لصيقاً براحي

لصيقاً بروحي بكلّ جروحي

بغيضاً كعارٍ كحملِ السفاحِ…

إلى أن وقفتُ ببابِ حُسَيْنٍ

سجيناً فعدتُ طليقَ السراحِ…

غدوتُ نفيساً كدُرٍّ ببحرٍ

وقد كنتُ قبلاً غُباراً بساحِ…

غدوتُ كذلكَ حين سمعتُ

هُتافَ الحقيقةِ دونَ صياحِ…

دماءُ الحسينِ نداءُ السماءِ

إلى القاصدينَ طريقَ الفلاحِ

فلولا دماه لما أخضرَّ عودٌ

لما سالَ نهرٌ بهذي البطاحِ

ولولا دماهُ لما فاحَ عِطرٌ

لماتَ النسيمُ بعصفِ الرياحِ

ولولا دماهُ لما رقَّ شجوٌ

لما كان إلا نشيجُ النواحِ

ولولا دماهُ لما كان أمنٌ

وهل جاء أمنٌ بغير سلاح..

دماءُ الحسينِ دماءُ الصلاحِ

أيا قاصدينَ طريقَ الصلاحِ…

وهيهاتَ منها دماءُ الجراحِ

لأجل التّبّجحِ فوق الجراحِ…

وهيهاتَ منها دماءُ الرياءِ

دماءُ المباهاةِ بين المِلاحِ…