المرتزقة والعملاء الذين يقوم النظام الايراني بتجنيدهم لصالحه وجعلهم بمثابة بيادق وطابور خامس في بلدانهم، فإنهم يختلفون تماما لاختلاف عن بقية مرتزقة وعملاء العالم الآخرين، ذلك إنه قد تم إعدادهم وتوجيههم على أساس ديني متطرف من خلال مجموعة أفکار ومبادئ ظاهرها للدين عموما والمذهب خصوصا ولکنها في حقيقة أمرها لمشروع سياسي ـ فکري، واضح المعالم يهدف لبناء إمبراطورية مترامية الاطراف على حساب شعوب وبلدان العالمين العربي والاسلامي، والوسيلة التي يتم إستغلالها من أجل تحقيق هذه الغاية هي الدين، والمميز جدا إن النظام الايراني قد دخل على السنة والشيعة على حد سواء ولکنه تعامل مع کل طرف منهما باسلوب خاص به، مع ملاحظة إن إعتمادها الاساسي کان على الطائفة الشيعية التي قامت بإستغلالها من خلال الضرب على الوتر الطائفي وماروجته وتروجه بشأن مظلومية الشيعة، لکن المثير للسخرية هو إن هذا النظام الذي يزعم بأنه ينقذ الشيعة من مظلوميتهم ويخلصهم من الخضوع والانقياد لأنظمة تمارس الظلم والتمييز ضدهم، فإنها قامت بإستعبادهم بطريقة أخرى و جعلتهم وقودا لمشروعها، مع ملاحظة مهمة جدا لابد من أخذها بنظر الاعتبار وهي إن الشيعة الايرانيين بأنفسهم يعانون من ظلم وإستعباد النظام ويعانون الامرين منه.
النفوذ الايراني في العراق ولبنان وسوريا واليمن، ليس يحافظ عليه الحرس الثوري أو الجيش الايراني وانما الاحزاب والميليشيات التابعة لها في هذه الدول، والتي تقاتل عوضا عنها حتى ضد شعوب هذه البلدان، أي إن النظام الايراني يقوم بوضع مکونات شعوب المنطقة ضد بعضها من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة، وهذا مايمکن وصفه بأخبث وأکثر الاساليب لٶما وخبثا طوال التأريخ الانساني، خصوصا وإن هذا الاسلوب يرسخ مفاهيم وقيم الحقد والبغض والکراهية، ومن الواضح إنه ليس هناك من حل عملي لهذه الحالة إلا بحدوث تغيير في مهد وبٶرة المتاجرة بالدين وإستغلاله أي في طهران دون غيرها، فمن دون تغيير نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يقوم عى أساس المبدأ المشبوه”ولاية الفقيه”، فإن هذه الحالة الشريرة ستبقى مهيمنة وطاغية ومستمرة، ولذلك فمن المهم جدا أن يصبح التغيير في إيران هدفا اساسيا لشعوب ودول المنطقة طالما کان الهدف الايراني هو إستهداف أمن وسيادة هذه الدول، بل وإن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي عندما وصفت التدخلات التي يقوم بها النظام الايراني في العراق في عام 2004، بأنه أسوأ من القنبلة الذرية بمائة مرة، فإنها أشارت بذلك لجوانبه وآثاره السلبية ليس على الشعب العراقي فقط بل وحتى على شعوب المنطقة والعالم وجعل العراق مجرد جسر وممر من أجل ذلك. ومن هنا فإن التغيير في إيران صار أمرا يهم بلدان المنطقة أيضا لأن أمنها وإستقرار يتأثر سلبا مع بقاء وإستمرار هذا النظام، وإنه من العبث الحديث عن أي تغيير إيجابي في بلدان المنطقة الخاضعة لنفوذ هذا النظام من دون قطع يد هذا االنظام وإنهاء تدخلاته وذلك لن يتم طالما بقي في الحکم وظل عونا وسندا لعملائه ومرتزقته في هذه البلدان وبناءا على ذلك فالتغيير في إيران صار هدفا يهم الجميع دونما إستثناء.