18 ديسمبر، 2024 8:23 م

هجوم مروّع — لترامب على الخليج الوهابي

هجوم مروّع — لترامب على الخليج الوهابي

هل تذكرون مقالي في 11-24-2016 ( نهاية المعسكر الوهابي السعودي) و مقالي الآخر (عرض خسيس و صفقة خطيرة بين السعودية و ترامب ) في 2-14-2017 و مقالي الثالث ( حرب ترامب ضد الوهابية — قد بدأت ) في 11-10-2016 –الآن جاء التأكيد بصحة كل ما كتبته طيلة تلك الفترة و ها هو ترامب ينقلب عليهم تماما رغم الحقيقة لا أنا و لا أيّ شخص عمل في الحقل السياسي او الدبلوماسي أو متابعي السياسة أو حتى محلليها يستطيع أن يتصوّر أن تصل الدبلوماسية الأمريكية الى درجة من الصفاقة و الوقاحة و العفوية و الأرتجالية و الأبتزاز و الرعونة و الأستهتار الى ما وصلت الى الآن في عهد ( ترامب المنفلت ) هذا لقبه الرسمي في الصحافة الأمريكية — فليلة أمس فقط شنّ هجوما مروّعا على ( ملوك الطوائف في الخليج الوهابي ) عندما أستخدم أقذع وأوطأ تعابير تعدّت حتى السوقية ليصف بها حلفاءه الشطرنجين فيقول لهم ( سأقيم مناطق أمنة في سوريا و غيرها و عليكم أن تسددوّا كل هذه الفواتير ودون نقاش فأنتم لا شيء لولا المال — أذن سأجعل أموالكم مقابل بقاءكم و لا أريد نقاش فأنتم لا تملكون غير المال و لا تساوون شيئا بدونه ) ——–

يا ألهي هل هذا معقول الى هذه الدرجة وصلت أهانته لأعراب الخليج الوهابيين !!!!؟ أمقابل صمت مقبري من أعراب الخليج و دون أدنى رد و لا حتى تنديد و لا حتى تغريدة على تويتر — يا لكم من حثالات و رحم الله شاعر العراق الرصافي القائل ( عبيد للأجانب هم و لكن —- على أبناء جلدتهم أسود ) — نعم أعراب الخليج أسود على الأبرياء العزّل في العراق و سوريا و اليمن و ليبيا لكنهم أكثر من عبيد لأمريكا و أسرائيل !!! مالذي حصل و ما هذا التغيير المفاجئ لترامب — سأبدأ من مقولة ( بنيامين نتنياهو ) قبل يومين من لقائه ب ترامب حيث قال : ( أنني ذاهب للقاء رجل لا أحد يتنبأ بقراراته و لا بسياسته — أنه يتقلب بشكل عفوي ) — نعم أنا د رسول عدنان مع هذا التعريف الدقيق — لكن أنا أعرف تماما ما حدث قبل يومين في البيت الأبيض حيث طلبت المؤسسة الأمريكية الحاكمة ( البيت الأبيض الكونكرس و لجانه و الحزبان الديمقراطي و الجمهوري و حتى يقال حضور باراك أوباما – هذه الأخير غير مؤكد ) في أجتماع أستغرق 4 ساعات متواصلة مع الرئيس ترامب تمخض عنه عدة قرارات خطيرة جدا و منها ( أقامة حلف سني أسرائلي ضد أيران ) ( عدم المساس بأتفاقية أيران ) و ( أستغلال أيران فزاعة لحلب الخليج الوهابي الذي يكره و يهاجم أمريكا ) و( أقامة مناطق أمنة بتمويل وهابي خليجي ) و التعامل بأزدراء و أحتقار و نظرة دونية لهم –حقيقة هنا تذكرت مساعد شرطي دبي ( ضاحي خلفان ) الذي راح يسخر من الدول السبع التي وضعها ترامب في قائمة الحظر فقال ( هذه دول لا فائدة تجني منا و مواطنوها لا يعرفوا شيء و أنا أويد قرار ترامب بل تمادى كثيرا بقوله أن مراكز الحضارة و التمدن أنتقلت من بغداد و القاهرة و دمشق الى دبي و الرياض و الدوحة ) — الآن جاءه ردّ ترامب صريحا واضحا أنتم لا شيء بدوننا و ليس لكم قيمة غير أموالكم و ستكون أموالكم ثمن بقائكم — أنا حقيقة غير متشفي و لا شامت لكن هذه الدويلات التي أقامتها بريطانيا و لم يكن لها وجد أصلا في التأريخ و ما هم الآ أعراب أجلاف متناثرون في الصحراء — فجأة يجدون النفط تحت أقدامهم ليملآ خزائهم و يجعلهم يمشون في الأرض مرحا حتى صدقوا أنفسهم بأنهم أصبحوا دولا” و لها قوة أو حتى قيمة و أصبحوا يهددون دولا كانت تصنع الحضارة قبل 7 ألاف سنة ( العراق مصر سوريا اليمن ) بل وصلت سخرية القدر أن الكويت تهدد العراق و السعودية تهدد مصر و قطر تهدد سوريا —

يا لها من سخرية و مهزلة و قدر أحمق أن جعل من هؤلاء الأعراب أسيادا — لكن ( كارتونيين ) — الآن أصبحوا على المحك فميزانياتهم خاوية و تعاني العجز و خزائنهم تعاني الأفلاس و دولهم تحوّلت الى التقشف و حكوماتهم الى الأستدانة من الداخل و الخارج و مشاريعهم كلها توقفت و الضرائب أرتفعت على شعوبهم و الكارثة قادمة لأجتثاثهم و بعد كل هذه الكوارث مالذي أستفادته السعودية و حلفائها في الخليج الوهابي من سياساتهم التخريبية في دول المنطقة غير الخسران و الحروب و الدمار — و أوهامهم في صداقة أمريكا و أسرائيل لحمايتهم قد تبددت الى غير رجعة حتى و ان تظاهروا بحمايتهم فهم غير صادقين و ما قاله أوباما لمجلة ( أتلانتك ) كان واضحا و كان أكثر واضحا ما قال ليلة أمس من خلف أوباما و أقصد ترامب ( ليس لكم أية قيمة غير أموالكم و سوف تسددون جميع الفواتير ثمن بقائكم ) — ألم أقل لكم أنهم سوف يرددون قول الأمام علي ( ع ) : ( أنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض )