قصة هجرة بنات الناصرية الى بغداد خلال التاريخ المعاصر .. حملت معاني البحث عن الحرية وتحقيق الأحلام والطموحات ، وهي هجرة مميزة بكثافتها والأسماء النسوية المهاجرة التي تنوعت مابين بنات سياسيات ضمن اليسار ، وفنانات ، ومذيعات ، ورياضيات ، وأخريات حلمن ببغداد والعيش فيها .
بنات الناصرية حمل في داخلهن وهج المدينة وعنفوانها وحبها للحياة والإبداع .. كنا مجهزات بمقومات الإغتراف من أفراح بغداد وترك بصمة إبداعية فيها ، كانت طاقة الحياة فيهن عالية ومشعة ، وكل واحدة منهن لها قصة وحكايات ، وكانت بنت الناصرية كسائر أبناء وبنات المحافظات يقدرون مزايا وجمال بغداد وماتوفره من مجالات وفرص أكثر من سكان البغداد الذين ألفوا مدينتهم .
لدى بنت الناصرية تجد إمتزاج فلكور الجنوب وعاداته والروح الحميمية مع الناس … وأيضا تجد إبتكار نمط حياتها على ضوء تجربتها البغدادية والحريات الإجتماعية والمساحات الثقافية والفنية والسياسية خصوصا في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات ، وليت أحد من الراغبين يجري بحثا عن الأسماء المهاجرة وما صرحت به بشأن عوالم بغداد وكيف كانت رحلة حياتهن ومسارهن.
ظاهرة هجرة بنات الناصرية الى بغداد بحاجة الى روائي وسيناريست لتناولها إبداعيا في نص روائي عراقي بإمتياز ، وأيضا سيناريست لتقديمها كمسلسل إجتماعي خاص بالمرأة ، وأعتقد هذا الموضوع ثري وممتع والجديد على الأدب والفن بهذا التخصيص الدقيق ، ولاأعرف لماذا تم إغفاله لحد الآن !
على الرغم من أنني من سكان كربلاء ومن المؤسف لم أزر مدن الجنوب في حياتي ، لكن في داخلي إحترام وتقدير لنساء مدينة الناصرية .