شخصية يونس بحري شخصية جدلية هتلرية عنترية ، ليس لديه مناقب يشار لها بالبنان ، انسان مغامر على غرار علي بابا الا انه ليس حرامي .
كتب عنه الدكتور محمد سعيد الطريحي في مجلته الموسم لسنة 2014 وكانت مخصصة بمناسبة اختيار بغداد عاصمة الثقافة الاسلامية، وقد تناقضت المعلومات التي ذكرت في المقال بشكل عجيب .
واول التناقضات ذكر ان راشد الكيلاني وليس رشيد الكيلاني ـ يقول في مذكراته جمعتني المصادفة به في ابو ظبي وكان متزوجا من فتاة سورية من عائلة صوفان وقد عانت الكثير منه وكان مدمنا على الخمرة ومريضا بمرض الشيخوخة حتى توفي في ابو ظبي سنة 1972 ( مذكرات الكيلاني ص174 عن مجلة الموسم ص276)
بينما في مكان اخر من نفس الكتاب يقول انه عاد الى بغداد وتوفي فيها سنة 1979 وهو عمره تسعين عاما ، ونفس الكتاب ذكر في ص (256) ان مواليد يونس بحري (1903 او 1904 ) اين توفي وفي اي سنة وكم كان عمره كلها متضاربة
هتلرية اخرى على لسان عبد الرحمن بدوي يقول في مذكراته ان يونس بحري كان على علاقة وثيقة بالملك غازي حسب ما يدعي بحري ، حيث ذكر انه كان مع الملك غازي في سيارته لما قتل في حادث تصادم وان الذي دبر هذا الحادث هو قنصل بريطانيا في الموصل ( مونك ميسن ) ، مما دفع يونس بحري الى قتله في سنة 1939 انتقاما لمصرع الملك غازي ، وقد هرب الى تركيا ومن ثم الى المانيا حيث انضم الى حركة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941 ، وهذه من اكاذيبه ( مجلة الموسم / بغداد عاصمة الثقافة الاسلامية /2014 ص 269)
علما ان يونس بحري هو من قاد مظاهرات في الموصل ضد الانكليز واقتحموا القنصلية الانكليزية وقتل القنصل البريطاني على اثر الاقتحام .
يذكر الطريحي من هتلرياته انه في باريس يوجد مسجد والى جنبه سوق وحمامات عربية ومطعما مغربيا وملهى ليليا ، كان يونس يؤذن للصلوات الخمس من مئذنة المسجد بصوته العريض ويتولى الامامة بالمصلين عند الحاجة ، وفي الليل كان يراس تخت الموسيقى في الملهى فيضرب العود ويغني الادوار التي كان يجيدها تمام الاجادة ، ولا يتاخر عن المشاركة في الرقص الشرقي مقلدا العوالم في شارع عماد الدين في القاهرة .
ويقال عند زيارة الملك فيصل ابن حسين باريس صلى يوم الجمعة في المسجد ولاحظ ان خطيب الجمعة كان يلقي خطبته البليغة والمؤثرة باللهجة العراقية وحين اثبت تحت عمامة الامام الضخمة وجه يونس بحري لم يملك نفسه من الضحك وقال هكذا جامع يحتاج الى هكذا خطيب ( 274) .
واقول للملك ان كا رايك هذا في الجامع فلماذا اديت صلاتك فيه ؟
ويذكر في المجلة ص (274) عن لسان عبد الرحمن بدوي انه كان في النجف سوق الحويش عند مكتبة محمد كاظم الكتبي وبحضور الشيخ عبد الغني الخضري والسيد محمد صادق بحر العلوم جاء علي الخاقاني ( مؤلف شعراء الغري ) وبصحبته رجل نحيف طويل قال انه يونس بحري ، وعند حضورهم في جلسة عصرية جلس معهم متربعا لشرب الشاي وتحدث عن احدى مغامراته ، وهي انه اسس حزب التراخي وكان يكتب عن قادة العراق في جريدته التي اصدرها في باريس منتقدا نوري السعيد وتوفيق السويدي وصالح جبر واخرين ويختم انتقاده ببيان صادر عن حزب التراخي ، وعندما القى القبض عليه بهجة العطية وبحضور نوري السعيد ليعترف عن حقيقة حزب التراخي قال لهم انتم اعضاء فيه لانكم تتبعون سياسة التراخي امام المستعمر البريطاني .
يقول عبد السلام العجيلي في مذكراه كثير من هتلرياته ومنها ما ذكره ان يونس سافر الى جزر الملايو ( اندونيسيا) حاليا وكانت تحت الاحتلال الهولندي ، وكان مفلسا ، ويقال ان في الجزر نهر كله تماسيح فلا احد يجروء السباحة فيه فاعلن يونس بانه بعد يومين وفي الموعد الفلاني سيقوم بعبور هذا النهر سباحة ومن يريد مشاهدة العرض عليه ان يدفع ثمن التذكرة وقد تزاحم عليه الناس في الفندق الذي يقيم فيه وجمع مالا كثيرا ، فذهب الى الحاكم الهولندي للجزيرة وقال له ان هنالك سائحا اجنبيا يريد عبور نهر التماسيح وهو مواطن في دولة خاضعة لبريطانيا ، فاذا ما اقدم على ذلك الامر وقتل فلربما تسيء العلاقة بين هولندا وبريطانيا مدعين انكم السبب في قتله ، وهذا المواطن يسكن في الفندق الفلاني فاقتنع الحاكم بذلك وقال له يونس فما عليك الا ارسال اثنين من الحرس في الموعد الذي ذكره المواطن ليقفا في باب الفندق ومنعه من الخروج طوال اليوم ، فاقتنع الحاكم بذلك وارسل حارسين وبالفعل منع من المغامرة
وهنا التقى يونس بحري بالمراسلين الاجانب في الفندق فصرح منددا بالحاكم الهولندي الذي منع المواطن الاجنبي من القيام بمغامرته لانهم لا يريدون اظهار القوة والشجاعة الشرقية الاسلامية العربية
اما الهتلريات المتناقضة حول قصة اغتيال بكر صدقي ، يقول يونس بحري جاءني صديقي عقيد الجو محمد علي جواد قائد القوة الجوية العراقية واخبرني بان الفريق بكر صدقي قرر اعتقالي واعدامي لانني حاربت الشيوعيين وهاجمت عبد القادر اسماعيل رئيس الحزب الشيوعي العراقي ونصحني بمغادرة العراق واعطاني (100) دينار وسيارة وفي تلك اللحظة غادرت بغداد الى دمشق وثم الى بيروت وبقيت هناك ( ص261)
بعدها يقول فيما كان بكر صدقي وصديقه عقيد الجو محمد علي جواد قائد القوات الجوية في طريقهما الى المانيا تلبية لدعوة هتلر حطت طائرتهما في الموصل للتزود بالوقود وفي مطار الموصل تم لبريطانيا ما ارادت فقتلت بكر صدقي ورفيقه عقيد محمد علي جواد اغتالهما عامل في المطار ( ص 263)
ويذكر الجواهري في مذكراته ان رزوق غنام رئيس تحرير جريدة العراق اخبرني وانا في التوقيف ان غدا سيتم اغتيال بكر صدقي ورفيقه محمد علي جواد وهما في طريقهما الى المانيا ، وفي اليوم الثاني وانا اسمع الاخبار فاعلن عن اغتيالهما علما ان رزوق غانم من اصدقاء نوري السعيد المقربين جدا
هذا اؤكد ان كل من كتب عن تاريخ العراق في القرن العشرين سواء كانت مذكرات او وثائق سرية او تاريخ وزارات نصف الحقيقة وهذا النصف بحاجة للتحقيق .