23 ديسمبر، 2024 9:29 ص

ماذا فعل بنفسه هذا الرجل؟! أي جريمة أقترفها لتعاقبه السماء, بمثل هكذا عقوبة؟! ألا يجدر به ترك العمل السياسي, ومغادرة كراسي السلطة, بعد أن فشل فشلا ذريعا؟! اليس الاعتراف بالخطأ فضيلة, وفقا للمذهب الأخلاقي؟!
أعجبتني كثيرا هذه الصورة، التي تعبر ميكانيكيا عن التنافس السلبي بين المتنافسين, وهو ما أوصل البلاد، للجدل المشهور باسم الجدل البيزنطي، في الصورة: إمرأة تقود سيارتها، وكان أمامها بقرة، أي ” هايشة ” بالعامية العراقية, ولم تنتبه لها، وعندما حاول أحدهم نصيحتها، بأن تلتفت لطريقها الطويل والصعب, فنادى باعلى صوته، ويقصد المرأة التي تقود السيارة: ” هايشه “!
ولان طبيعة المرأة الانثوية وكرامتها، ترفض هكذا الفاظ, إذ دائما ما يحلو لها ان تسمع الغزل، بمعاني أخرى حتى وأن كانت الالفاظ مقاربة, فمثلا هي ترضى ان يصفوها غزال, أو كناري، ولا ترضى ان يوصفوها “هايشه”، مع ان ذاك وهذا حيوانات, بما فيهم هي, مع فارق بسيط!
المرأة سارعت لتأخذ حقها، ولتسترد كرامتها المسلوبة, فنعتت الرجل الذي كان ينوي نصيحتها, ومنعها من كارثة محققة، بنعت يرفض الرجل ان ينعت به, برغم ان بعض الرجال لا يصلون لمستوى هذا الوصف ! فالمرأة ردت بالمثل وتلفظت بمفردة أكثر وقعا على الرجل، ونعتته بالـ” الزمال”!..الرجل احتج؛ ولكن بعد فوات الأوان!
التنافس السلبي ؛يخلق من المشاكل ما لا تتسع الحياة لحلها, بلحاظ ان اغلب المتنافسين، يدسون السم في يوميات الاخر, ويعكرون صفو العمل الناجح ان وجد.
ما دأب عليه نائب رئيس الجمهورية الحالي، رئيس الوزراء السابق، في الأيام التي تلت ازاحته عن الولاية الثالثة, محاولات رسمية وواضحة للعودة من جديد, بينها محاولات كثيرة، للانقلاب على خلفه الذي بدا أكثر سذاجة من بقية الرؤساء, سيما الذين ينتمون لذات الحزب, فهو لم يعمد لابعاد سلفه عن مسؤوليته الحزبية، وهو ما عمله السلف نفسه، بالأمين العام السابق لحزبه الدعوة!
لا اعلم لماذا ذهب تفكيري الى الهايشة والزمال عندما استحضرت حال العراق!