كاتب كوردي دعا الى إنشاء حائط للحرية في كل مدينة من مدن كوردستان، يحقّ لكل واحد كتابة رأيه سلباً أو إيجاباً عليه الى حد السب لأي شخص عام حياً كان أم ميتاً, سواء كان قائداً أو رئيسا ًأو وزيراً أو عضوان في البرلمان أو سياسياً أو إماماً أو شيخاً دينياً .. الخ..
لماذا ؟..
يقول محمد عبدالله زنكنه في دعوته التي نشرتها صحيفة “صوت كوردستان”:
(في أقليم كوردستان هناك لكل حزب و منظمة العشرات من المقدسات التي يحاولون فرضها على الشعب و منع التحدث عنهم أو أنتقادهم بحجة كونها من الأمور المقدسة و باسم هذه القداسة المفروضة على الشعب يهاجمون الصحفيين و القنوات الفضائية و الصحف بالقنابل و الحجارة و في أحسن الأحوال يحيلون الصحفيين و الأشخاص و المثقفين الى المحاكم الصورية)،ورأى أن (تكميم الافواه بحجة القداسة و الوطنية هي دكتاتورية)..
أقول : إن إنشاء حائط للحرية مطلوب جداً لأن وسائل الاعلام الحالية إما للأحزاب أو إنها تخاف من غضب الأحزاب وبطشها، ويجب الترويج لهذه الدعوة لكن ليس الى درجة السب والشتم خصوصاً للأنبياء، وأن نهتم بدردنا ونترك الله وأنبياءه في حالهم ،وللبيت رب يحميه ، مع ملاحظة أن من حق الجميع انتقاد الرموز الدينية ومناقشة الله أيضاً. ألم نقرأ كتب كارل ماركس ولينين وغيرها من الكتب التي تروج للإلحاد والمادية وقرأها قبلنا علماء دين ومفكرون وكتبوا في مقابلها ” فلسفتنا ” و” اقتصادنا ” وما الى ذلك من كتب دافعت بمنطقية عن النظرية الاسلامية وعن الإيمان ونسفت أفكار الإلحاد ؟..
إذا كنا مؤمنين بأن الله كاف عبده، فلماذا نتدخل في شؤون الرب ولا نترك له حرية التصرف مع من يسيء له ولأنبيائه وكتبه ولرموزه البشريين من خلقه ؟.
طبعاً في العراق وباقي البلدان التي يُعتقد فيها أن الجنة خلقت لفرقة ناجية واحدة،وأن المسلمين وكلاء الله في الأرض وهم يعرفون الدفاع عنه أفضل منه، فاننا نكتفي بالدعوة لفكرة أن ( (ليس هناك قائداً مقدساً في العراق)، وأن نعمل لإنشاء “حائط الحرية ” في كل مدينة عراقية نكتب عليه كل ما في نفوسنا. و جب أن نحض على تشريع قانون يسمح بذلك وبإنشاء هايدبارك عراقي ، نقول فيه ماشئنا كل يوم جمعة، وننفس في زاويته عن المكبوت في أنفسنا، دون حسيب أو رقيب..
نعم إن التعبير عن الرأي في الهواء الطلق، يعالج الكثير من أمراض التكميم وعقد النفس الأمارة بالسوء، ويجنب مجتمعنا التأثيرات الجانبية لتلك الأمراض وأخطرها اللجوء للتعبير، الى الأقبية والاجتماعات السرية التي تنتج في أحسن الحالات، معاقين ومرضى نفسيين، وقتلة وارهابيين كتمت أصواتهم، فليجأون للتعبير عن آرائهم بالقنبلة والمفخخات وكاتم الصوت.
يا جماعة الخير …العراقيون محصورون كلام ، وهم يحتاجون لأكثر من حائط أو هايد بارك عراقي، يجتمع في إحدى زواياه المتحدثون كل يوم جمعة مثلاً لإلقاء كلمة أو المشاركة في حوار حول موضوع ما بكل حرية.
هذه المشاريع تساهم بالتأكيد في امتصاص الغضب، وربما التخدير الذي يعشقه الحكام لشعوبهم.
وعلى السادة الحاكمين أن يختاروا بين تشريع قوانين تسمح بإنشاء حائط الحرية وهايد بارك أو إنتظار نعال أبو تحسين!..
أهوووو كم نعال نحتاج؟!..
والعاقل يفهم.
مسمار :
الفيلسوف جون ستيوارت ميل : “إذا كان كل البشر يمتلكون رأياً واحداً، وكان هناك شخص واحد فقط يملك رأياً مخالفاً فان إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيام هذا الشخص الوحيد بإسكات كل بني البشر إذا توفرت له القوة” ..