23 ديسمبر، 2024 2:20 ص

هالة الوردي وكتابها الخلفاء الملعونون الفرنسي

هالة الوردي وكتابها الخلفاء الملعونون الفرنسي

تاخذنا الحيرة في اعادة قراءة التاريخ نخشى من حقائق كاذبة واكاذيب هي صلب الحقيقة وبين هذا وذاك ترتطم احداث التاريخ مع بعضها بسبب العاطفة المفرطة ( العصبية ) وبين الكتب المزورة ، وبين من له الخبرة في التنقية . وكل هذه يكون المعيار الحقيقي للهدف المنشود هو نوايا الباحث او الباحثين فلربما اصلا يريدون تزييف التراث اكثر ، ولربما يسعون لاثارة الفتن اكثر وباسلوب علماني ، ولربما ينشدون الحق .

والمفارقة هنا قد نتعاطف مع باحث ما وهو يؤكد جانب معين نؤمن به كطائفة ، ولكننا ننصدم عندما نراه ينكر حقيقة اخرى لجانب اخر من التاريخ نؤمن بها وهنا تختلط الاوراق فيكون رايه الاول لربما عاطفي او فلتة ولربما يفكر في تقارب الخلاف التراثي ولربما يقرا وهو غير متسلح بخبرة تحقيقية من حيث الالمام بكل جوانب التاريخ ذات العلاقة .

الدكتورة هالة الوردي تونسية الهوية وفرنسية العمل في المركز الوطني الفرنسي للابحاث العلمية الفت مجموعة من الكتب التي تحدثت فيها عن حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الاسلام الا وهي وفاة الرسول وما جرى من بعده ، ولها عدة اصدارات ولكن الكتاب الاكثر جدلا هو ( الخلفاء الملعونون ) والذي لم استطع الحصول عليه ولكني اطلعت على بعض افكاره من خلال المؤلفة وكان لها بعض الاراء التي وجدت اغلبها سليمة وهي تتحدث عن هذه الحقبة لتقول انا ليس لي راي ولكني انقل ما اطلعت عليه من احداث تاريخية فهي لا تميل للشيعة ولا للسنة .

ولانها ذكرت بعض الاحداث الخلافية التي يتمسك بها الشيعة فتقول لقد وجدتها في امهات الكتب السنية ، وكل من يريد ان ينتقد فلينتقد الافكار الا اني لا التفت لمن يستهدف شخصيتي فهذا فارغ فكريا .

تحدثت عن سقيفة قس ابن ساعدة وان كان حديثها بالمرويات السنية الا انها اعترفت لما لفاطمة الزهراء عليها السلام من حقوق واكدت على رد المهاجرين للانصار بانهم اهل النبي فتعقب الدكتورة وتقول علي اصبح هو الاولى لانه اقرب شخص الى النبي .

تطرقت الى الخطبة الفدكية وقالت حاولت ان اثبت انها من متبنيات وموضوعات الشيعة أي انها نص شيعي بامتياز الا انني رايتها في مصادر سنية لاسيما العبارة الاكثر صدمة وهي دعوة فاطمة على الخليفة ابي بكر الصديق في صلاتها اضف الى ذلك اعتراف الخليفة وهو على فراش الموت بانه تمنى لو جعلها في احد الاثنين وتخلى عن الخلافة .

طبعا للكاتبة افكار اخرى لا تتفق ومبادئ الاسلام ولكنها طالما تقول انها تستقي معلوماتها من مصادر التاريخ أي انها لا تكتب اطروحة ولكنها تجمع الاحداث وتحاول التقريب فيما بينها ولكنها تعرضت لانتقادات شديدة ليس من الشيعة لانها اثارت مواضيع جدلية اثبتت عدم صحة ادعاء الطرف الاخر

أثارت الباحثة التونسية هالة وردي ضجة في عدد من الدول المغاربية على إثر ندوة أعادت فيها طرح أفكارها حول التاريخ المبكر للإسلام وحياة النبي محمد.

وهنا نقطة معاصرة تطرقت لها الوردي حيث تقول عندما كنت طفلة تعلمت ان الخلافة انتهت سنة 1924 ( تقصد العثمانية ) الا انها عادت بصورة وحشية سنة 2014 وتقصد داعش في العراق والاخطر في رايها ان العنف الذي مارسته داعش هو بعينه العنف في حروب الردة بعد وفاة الرسول

وعن كتابها الخلفاء الملعونون فانها كتبته باللغة الفرنسية وليس العربية ولا تدعي بانها جاءت بجديد بل نقلت ما موجود في كتب التراث الاسلامي وحاولت ان تجد تصالح بين النصوص المختلفة لتقريب وجهات النظر ولكنها تقول لقد وجدت خلاف بين نصوص السنة فيما بينها اكثر من الخلاف بين السنة والشيعة، ومن حاول الانتقاد فانه انتقد شخصي انا وليس الكتاب وهذا لا يعنيني فالافضل قراءة الكتاب وطرح الاشكالات الموجودة فيه حتى نصل الى الحقيقة

وتبقى هكذا دراسات محفوفة بالخطر وسيف ذو حدين وفي نفس الوقت لم تعط اجابة صريحة عندما سالها مقدم البرنامج في قناة فرانسس24 ما الجدوى من اعادة قراءة تاريخ مضى فاجابت انها قرات مجلة داعش ( دابق) بدقة لتجد نصوصا من عمق التاريخ الاسلامي اعتمدها في اعماله الوحشية .

ونؤكد هكذا دراسات لو اريد لها مصلحة الاسلام فالافضل ان لا تكون علنية ويطلع عليها نحن العوام فانها تثير اللغط والله من وراء القصد