20 ديسمبر، 2024 2:18 ص

هاشتاك اسمي_بابل

هاشتاك اسمي_بابل

لم تمض دقائق قليلة حتى انتشرت كالنار في الهشيم دعوات الامتعاض والتهكم والغضب من خبر الدعوة الى تغيير اسم بابل الى مدينة الحسن.. فلم يدر بخلد المنظمين من العتبتين الحسينية والعباسية  للمهرجان السنوي في الحلة أن تصريحهم بالتغيير سيأخذ هذا المنحى من الغضب الجماهيري والشعبي بل والعالمي رغم نفي الخبر ومحاولة تفسير التغيير بأنها صفة تشريفية لاأكثر ولاأقل..
فمما لاشك فيه أن كثيرا من أبناء المجتمع العراقي ينظر باهتمام واحترام الى القرارات والآراء والأفكار والمقترحات التي تصدر عن هاتين العتبتين وأهمها مايصدر عن خطيبيهما الصافي والكربلائي في خطب الجمعة لما فيه من ارتباط سياسي وثيق بما تمر به البلاد من فساد وخلل وخطل وحمق وسوء إدارة ولامبالاة..ومما لاشك فيه أيضا أن جزءا كبيرا من هذا الاهتمام كان سببه الرئيس هو تدخل المرجعية في صياغة اللحظات الكبرى الفاصلة في تأسيس النظام السياسي الجديد بعد 2003 فهي التي أصرت على كتابة الدستور بأيد منتخبة .. وهي التي دعمت القوائم الكبرى التي قادت البلاد خلال السنين الماضية ..فكان لابد للناس أن تشرئب أعناقهم لكل كلام يقوله ممثلو المرجعية في النجف..
بيد أن خبر تغيير اسم بابل الى مدينة الحسن كان وقعه سيئا وصاعقا على الناس فلم تنفع قدسية الاسم ولا صاحب الدعوة (العتبتان) ولا الكرنفال الكبير الذي يعد منذ تسع سنوات في قبول الناس لهذه الفكرة الحمقاء والتي نفتها وهونت من أمرها ناطقية العتبتين لامتصاص ردود الفعل الغاضبة..
كيف نفهم هذه التطورات .. والتي قد يظنها بعضنا بأنها موضوعة منفصلة عما يجري في البلاد من حراك تغييري ومن امتعاض وغضب جماهيري من ادارة الدولة من قبل أحزاب دينية تغولت فيها فلبست الدين جلبابا لتبسط نفوذها في كل مؤسسات الدولة سواء التنفيذية او التشريعية أو القضائية وحتى مؤسسات الاعلام والمنظمات المدنية غير الحكومية وغيرها..ويوما بعد يوم تجلى فسادها وسوء ادارتها للبلاد فأنتجت هذه الأحزاب الدينية نظاما لايقل سوءا عن النظام الذي سبقها فهي لم تفشل فحسب في اصلاح ماخربه نظام صدام بل أكملت مسيرة التخريب والفساد والحمق فأصبحت البلاد قاعا صفصفا رغم الأموال الانفجارية الضخمة التي دخلت خزينته..
على العتبتين أن تلفتا جيدا أن واحدا من أهم أسباب غضب الجماهير هو هذه الأحزاب التي سرقت من الدين روحانيته وأخلاقياته مثلما سرقت من الدولة هيبتها وكرامتها . ولأنها كذلك فلم يصدر منها موقفا صادقا يفقه تاريخ البلاد وحضارتها لأنها تريد أن تلصق نفسها بكم كيما تحمي نفسها لتمارس فسادها ولكن التغيير قادم لامحالة فالعدل أساس الملك وهؤلاء ظلمونا وظلموا أنفسهم ..فهل سيتعظ القوم ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات