من الامور التي كانت وما تزال مثار سخرية عند الشارع الكوردي .. هو موضوع توزيع الادوار الذي مارسته حكومتي المالكي بين اعضاء دولة القانون طوال الثمان سنوات الماضية , فهذا اختصاصه الادلاء بتصريحات ضد السنة العرب لإثارة الازمات معه , وآخر لإثارة الازمات مع اقليم كوردستان العراق . وفي الاغلب كانت هذه التصريحات مضحكة تثير الشفقة على الحال الذي الت اليه العملية السياسية في ظل مراهقي سياسة , فالقارورة عالية نصيف مثلا وظفت للتصريح ضد الكورد مع زميلتها الفارسة حنان فتلاوي وصاحبة نظرية سبعة مقابل سبعة , وفي وقت من الاوقات اقحم الصيهود معهم للغرض نفسه . اما اليوم فيبدو ان المهمة ستوكل لوجوه جديدة في حكومة العبادي وقد افتتح باب التصريحات هادي العامري هذه المرة .
فبعد ان استعادت قوات البيشمركة مدينة امرلي من سيطرة عناصر داعش وسلمتها على طبق من ذهب لما يسمى بجيش المالكي والمليشيات التابعة له بمساعدة الطيران الامريكي والإيراني .. يبدو ان هادي العامري زعيم مليشيا بدر قد اندمج اكثر مما ينبغي مع ( الدور ) وتخيل بأنه هو فعلا من حرر امرلي , فبدأ بالإدلاء بتصريحات اقل ما يقال عنها بأنها سمجة تعبر عن هذيان السياسي العراقي . فبعد ان اعترفت القوى العظمى بقدرات البيشمركة القتالية وقدرتهم على تحطيم اسطورة داعش كونها القوة التي لا تهزم , بعد ان فشلت اقوى الجيوش العربية في المنطقة وهو الجيش السوري المدعوم روسيا وإيرانيا في التصدي لها , واستطاعت قوات البيشمركة من الانتصار عليها وحولتها الى اضحوكة في ميادين القتال . بعد كل هذا يأتي طريد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ليدلي برأيه حول مؤسسة البيشمركة العريقة في تصريح لفضائية كوردية .. ويصفها بأنها مؤسسة كارتونية .
ان كانت مؤسسة البيشمركة فاشلة وكارتونية فماذا يمكن ان نقول على جيش المالكي علاوة على المليشيات التابعة له كمليشيا بدر التي يتزعمها الطريد هذا .
دعونا نرى ما يمثله هادي العامري في العراق حاليا , لنعرف وزنه السياسي والفكري وإمكانياته العسكرية ونعرف ان تصريحاته هذه لا تتعدى جدران القاعة التي كان يصرح منها.
* هادي العامري يعتبر زعيم مليشيا شكلت في ايران , لم تكن تتعدى مهمتها الحشد المعنوي للعراقيين الهاربين من الخدمة العسكرية في زمن صدام حسين , وجمع التبرعات والمساعدات , اضافة الى بعض المهام الاعلامية والاستعراضية .
* طريد المجلس الاعلى هذا لم تسعفه امكانياته المتواضعة بعد الالفين وثلاثة من تولي مناصب مهمة في الحكومة العراقية , وحتى منصب وزير النقل والمواصلات الذي استلمه مؤخرا كان بدعم مباشر من المالكي ( لمآرب تكشفت فيما بعد ) . وبمعرفة التباين الكبير بين الاختصاصين .. ( زعيم مليشيا ) .. ووزير النقل والمواصلات , يمكننا اكتشاف افتقار هذا الشخص الى اللون والطعم والرائحة في التحول الى رجل دولة حقيقي . والإمكانيات المتواضعة التي يعاني منها .
* بعد فشل هادي الطريد في ادارة شئون تلك الوزارة وفضائحه التي ازكمت الانوف فيها , لم يجد امامه افضل من فرصة دخول داعش الى المدن العراقية , كي يستغلها ويملئ النقص الذي يعاني منه , وللظهور بمظهر المقاتل مرة اخرى , وه ذا ما يفسر اصراره على الظهور في الفضائيات والإعلام بالزي العسكري اكثر من اي زعيم مليشيا عراقي اخر في هذه الفترة .
هناك نقطة تجدر الاشارة اليها وهي دخول هادي العامري مدينة كركوك قبل يومين ولقاءه محافظ المدينة نجم الدين كريم , والمؤتمر الصحفي الذي عقده فيها , حيث تناول فيه موضوع المناطق المستقطعة من اقليم كوردستان وحتمية خروج قوات البيشمركة منها … ولم نعرف على اي اساس يسمح لزعيم مليشيا الدخول الى كركوك بشكل رسمي وعقد مؤتمر صحفي بهذه التصريحات فيها . فموقعه المليشياوي لا يؤهله كي يستقبل من قبل المحافظ , وبالطبع فهو لم يذهب الى المدينة بصفته وزيرا للنقل والمواصلات ليسمح له التحرك فيها كما يشاء , فمهما حصل يبقى الرجل زعيم مليشيا ضمن مليشيا اخرى تابعة للمالكي هربت من المواجهة مع داعش بدشاديشها , تاركة خلفها كميات كبيرة من الاسلحة هدية لأفراد هذا التنظيم .
بأي حق يسمح زعيم مليشيا لنفسه بتقييم مؤسسة عسكرية ارقى من الجيش الذي يعمل هو تحت امرته ؟
ان مؤسسة البيشمركة لا تعنيها كثيرا هكذا تصريحات فارغة ولا تعنيها هذه الشطحات , ويكفي ان انتصارات البيشمركة كانت سببا في رفع بعض من معنويات المسلحين التابعين للعامري والمالكي , وباتوا يعرفون في العالم بأنهم راس الحربة في محاربة الارهاب , بينما تعرف مليشيا المركز بأنها المليشيا التي اهدرت كرامة العراقيين بهزائمهم المتلاحقة ولغاية الان امام الارهاب امنيا وعسكريا