ولقد صدق النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في وصفه لحالنا, ووصف واقع أمتنا و زماننا اليوم,وما اسوءه من زمان !!و من اصدق منه وهو الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى صلى الله عليه وآله وسلم.. وكأنه اليوم يعيش بين الناس, وكأنه يرى ويعاين بعين اليقين والحقيقة واقع ما نعيشه اليوم من كذب وغش وخداع,تفشى في كل ركن من اركان الحياة!بعد ان ساد سفلة الناس وغوغائهم وتربعوا على كل منابر واركان الدول في بلدان الامة بل و بلدان وشعوب العالم اجمع!و بعد ان صار خوار الشيطان دستورا ومنهاجا ً تُحكم به الشعوب والامم!! وصار خوار الشيطان علوما ً مُصدقة ً بل هي منزهة لا يرقى اليها الشك في عقول الناس !!وهي بمنزلة القرآن عند الكثير من المغيبين فكريا ً وعقائديا ً!!ناهيك كذب وخداع اصحاب المنابر السياسية و الاعلامية والدينية و الثقافية والمنابر الاجتماعية,الذين تجمعهم سمة واضحة جلية ,وهي التفاهة و سفالة العقل وعقم العقيدة والدين وذهاب المروءة,ويتصدرهم ادعياء الدين في زماننا وهم حثالة الناس,وكيف لا وقد صار ادعاء الدين اسهل وافضل طريقة للوصول الى الدولار والثروة !!بعد ان ظهرت للامة شرذمة من الادعياء من كل الملل والنحل!من اهل الجهل والجهالة والغي والغواية و الإفراط والتفريط,الذين لوثوا وشوهوا المحجة البيضاء بعد ان بثوا سمومهم بأسم الدين,و حرفوا وبدلوا وغيروا !!فهل رأيتم في زماننا اليوم الا ادعياء الدين من عُباد الدنيا والمتسكعين على ابواب السلاطين من عُباد الجاه والدولار؟!ناهيك عن شرذمة من الناس وغوغائهم وحثالتهم, الذين تسيدوا وتصدروا منابر الامة على كل صعيد ,وصارت بيدهم امور الامة وشؤونها ومصير شعوبها!!فهل رأيتم من يحكم شعوب الامة في الامس واليوم ؟!من حكاما ً وامراء وسلاطين و ملوك ورؤساء ووزراء و وكلاء و قضاة و مدبرين لشؤون البلدان,وهل في زماننا اليوم منهم الا كل رقيع سقيع وكل سفيه فكر ٍ ورذيل وضيع ؟!وليس لهم نصيب من الدين ولا العلم و لا الخُلق ولا النسب !!فهل رأيتم أتفه و احقر و احط قدرا من هؤلاء ,الذين يتصدرون الصفوف ويتكلمون بأمور السياسة والاقتصاد والدين والاجتماع وكل ما يخص شؤون الامة وشعوبها !!ومنهم اليوم الكثير ويجتمع حولهم الالاف والملايين من الناس!وكل ٌ منهم قد غرته نفسه وسقط في مستنقع الجهل والجهالة والكِبر,وهذه من سمات السنين الخداعات !!قَالَ النبي المصطفى رَسُولَ اللَّهِ (ص) :إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ,حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا ,فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.
فساقوا جموع الناس الى الإنحراف الفكري والعقائدي والاخلاقي,وطبيعي جدا ً بأن تكتشف بأن من هؤلاء الرؤوس الجهال,الكثير من المندسين في صفوف الامة ,او من تم دسه عن قصد بين الصفوف من قبل اعداء الامة وتم الدفع به ليرتقي الصدارة,ليُحقق لهم الغاية من وصوله الى الصدارة في إضلال الناس وصرفهم عن الحق,لتدمير الامة بتدمير القيمة التي تمثلها مراكز قيادتها !حتى تصل الامة وشعوبها الى أسفل درك من الجهل والجهالة وتغرق في بحور الضياع,ويصبح سوادها غوغاء يتبعون و يصفقون لكل ناعق بالباطل!بجهل منهم بحقيقة أمر هؤلاء الرؤوس الرويبضات ,او حتى بعلم منهم خصوصا اذا كانت هذه الرؤوس قد تصدرت شيئا من أمور القيادة والمسئولية في مكان معين,او انيطت بهم مهام معينة فيها من المصالح و الجاه ما يجعل الناس تسعى خلفهم,فالمصالح والاموال تعمي عيون الساعين اليها فلا ينظرون الى سوءتها بعين الحق والحقيقة,بل كان شعارهم للوصول الى بغيتهم بأن الغاية تبرر الوسيلة!و تلك هي سجية وديدن سواد الناس اليوم إلا ما شاء الله منهم ,وما الذي سيفعله هؤلاء الرويبضات؟! وما الذي سيوجهون اليه الناس ؟!اذا كانوا هم بالاساس من حثالة الناس وغوغائهم,وتم الزج بهم الى تصدر الصفوف واعتلاء المنابر في خضم هذه الامواج العاتية من الفوضى والفتن التي تعاني منها الامة!
فكم اعتلى على اكتاف الامة من الحكام والرؤساء والامراء والملوك على هذه الشاكلة ومنذ عقود خلت,ومنهم الكثير من يحكم حتى يومنا هذا, و تنطبق عليه هذه الاوصاف؟!وكم من متصدر للصفوف اليوم من سفلة الناس وغوغائهم من اصحاب الالقاب واصحاب الافكار المنحرفة التي ظهرت في زمان الانحطاط الذي تعاني منه الامة,ومن هؤلاء من يترأس العديد من الاحزاب والتيارات التي انساق خلفها الكثير من شعوب الامة وانخدعوا بشعاراتها !!وتستغرب عندما ترى غوغاء الناس تقف اجلالا ً لهؤلاء ,بل و تقدمهم و تخضع لهم!!ولا ادري على ماذا ؟!هل هو على انحطاطهم الاخلاقي؟!ام على انحطاطهم الفكري والعقائدي فيما يحملونه من فكر وعقيدة؟! وكان أولى بالناس ان ينعتوهم بالمسوخ,بناءا على ما يعتنقوه من فكر ومنهاج أعوج أعرج, جاءوا به من لدن اعداء الامة , بل ويعترف صانعوه بانه كان نتاج عمل اروقة ودهاليز اجهزة المخابرات الدولية المعادية للامة !!ومن هؤلاء الكثير من اصحاب الفكر و المشاريع التي شاعت في مجتمعات الامة على مدى عقود في القرن الماضي,وآتت أكلها بان ساقت الامة وشعوبها الى شفير الزوال!منها الشيوعية والماركسية والليبرالية و القومية والناصرية والبعثية وما الى ذلك من الافكار والمناهج والاسماء ,والتي جاءوا بها في آخر الزمان ليركسوا بها الامة الى الحضيض,وهذا ما هو واقع اليوم
فيما وصلت اليه شعوب الامة بعد عقود طويلة من حكم وتحكم هذه المبادئ والافكار و المناهج على شعوب الامة,ولقد حكمت هذه النظريات والمبادئ شعوب الامة في مصر والعراق والشام واليمن ومغرب العرب وعلى مدى عقود طويلة,فلم تاتي للامة الا بالضياع والإنحراف الفكري والعقائدي,ولم تأتي لها الا بالضياع والتشرذم والتفكك والانهيار المجتمعي والانهيار الديني والانهيار الاقتصادي!!ولا نريد هنا ان نسهب في ادلة ذلك,فيكفي لكل باحث ان يبحث عن نتائج التجارب والافكار التي حكمت الامة خلال العقود الماضية ,في مصر والعراق والشام واليمن ليكتشف الى اي مدى من الانحطاط والضياع والتفكك قد اوصلت اليه الامة في زمانهم!ويكفي لاي فرد من ابناء الامة جميعا ً ان ينظر الى حال الامة اليوم ليعلم الى اين وصلت الامة وشعوبها ,في ظل هذه الافكار والمبادئ والعقيدة السقيمة التي ارضعوا بها الكثير من ابناء الامة,فصارت عندهم عقيدة ومنهاج يضاهي في عقولهم وقلوبهم منهاج الله الملك الحق التي جاء به انبياءه ورسله!!
بعد ان جعله دهالقة هذه الافكار و المناهج بديلا عن عقيدة الامة ودينها وفكرها وتاريخها الحق!!و هنا نعود الى حديث الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم ,في وصف زماننا اليوم و السنوات المتأخرة والخداعة التي يسود بها حثالة الناس وغوغائهم ,ويتصدر فيها الرويبضة السفيه !!
وهي السنوات الخداعة,والخداع نوع من التدليس على الناس،وهو من الاساليب والطرق القديمة للدجالين والسحرة الذين يُلبسون الحق ثياب الباطل والباطل ثياب الحق خداعا ً للناس,وطمعاً في المصلحة ,وهذا ما يتطابق على من يتصدر منابر الامة اليوم ومن يحكمها,بل ومن يحكم العالم كله من منظمات ومؤسسات عالمية ودول كبرى وما الى ذلك من المسميات,فيشابهون بفعلهم فعل الطاغوت فرعون الذي زين لقومه الباطل,والبسه ثياب الحق ,فتمادى في غيه واستخف بعقول الناس !وبالرغم من استخفافه بعقول الناس استمر غوغاء الناس بإتباعه!
بسم الله الرحمن الرحيم
“فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ”الزخرف “.وكم في زماننا اليوم من يشابه فرعون بعمله ؟!من حكام وامراء وملوك ورؤساء واصحاب مسؤولية و متصدري منابر الامة بكل الوانها وشؤونها!وكم منهم من يزين للناس الباطل ليدحض به الحق!ويستخف بعقول الناس فيصدقه الناس ويجتمعون حوله بالالاف والملايين!، وترى سواد الناس اليوم قد انفضوا عن دين الله!! و لاذوا وتجمعوا وساروا خلف ادعياء الفكر و اصحاب الاعلام و ارباب الفن والغناء !!وكذلك التفوا حول اصحاب الاحزاب و التيارات التي كانت ولا زالت صنيعة افكار مستوردة ودخيلة على الامة ومنهاجها!!وكل طير على شاكلته يقع!وكل حزب وفئة بما لديهم فرحون !!وهذا هو العجب من السنين الخداعة،والتي يصدق فيها الكاذب بل ويرفع على الاكتاف !.وهو زمان الرويبضة ,سفيه القوم وحقيرهم او حقير الشأن الذي يولونه امور الناس وحُكمها وعرشها و خزينتها ومنبرها الاعلامي و وزارتها وعسكرها وجيوشها ,ويكون له المنبر الذي يجتمع الناس حوله!!ولا مشكلة في ان يكون المقصود بالرويبضة ايضا, سفهاء الناس وحثالتهم من الرابضين خلف حواسيبهم ولوحات الكمبيوتر في زماننا اليوم وما اكثرهم ,لينظرون ويبثون أفكارهم على منابر الاعلام ليخدعون الناس,وينشرونها بإستعمال العلم الحديث وتحول عالم اليوم الى قرية صغيرة بعد تقدم علم الاتصالات..
فكم من رابض اليوم خلف حاسوبه من المتفيقهين والمتشدقين من حثالة الناس وغوغائهم,الناعقين بالباطل والمروجين لافكار الشيطان ورهطه وافراخه وابناءه,والذين يبثون سمومهم في عقول الناس تحت شعارات الانتماء للوطن و العروبة وغيرها من الشعارات التي يخدعون بها الناس,من المروجين لافكار خداعة لعقول الناس ليصلون بها الى مآربهم الخاصة!ليعلتوا على اكتاف الناس بالباطل!!فهؤلاء كذلك مقصودين من ضمن الرويبضة الناطق آخر الزمان,فما اكثر اهل الجهل والرويبضة و التوافه من شرذمة الناس,الذين تجد لهم العلامات و الدلائل على تفاهة وسفالة وسفاهة فكرهم,فمنم من يفتري على الله ورسوله ودينه الباطل ليدحض به الحق!وأكثر هولاء من ادعياء الدين من اصحاب العمائم على اختلال الوانها و احجامها !!من الذين جعلوا دين الله وكتابه “روزخونية” و صرح خاص يختصون به دون غيرهم !!فحولوا دين الله الى هيكل و نصبوا انفسهم سدنة للهيكل !!واستعملوا دين الله وكلماته وكتابه وشريعة سلعة يتاجرون بها وفق ما تقتضيه مصالحهم !!و تراهم وتعرفهم من لحن القول ومن تفسير كلام الله بغير ما اراد الله,ويفترون الكذب على رسول الله بالباطل ومن هؤلاء الكثير الكثير في زماننا,من الذين ساقوا خلفهم الالاف من الناس الى غياهب الضلال و الغواية,بعد ان فصلوا دين الله على مقاس الحاكم او السلطان !ومنهم من جعله مناطا ً به فهو المفتي وصاحب المقام الذي ينطق بالحق وكل ما خلف رايه فهو الباطل!!وهو بمنزلة العصمة فلا يمكن لاحد من العبيد ان يجادله او يعارضه فهو الدين والدين هو !!وهو الشريعة والشريعة هو !!ومن جملة هؤلاء عموم ادعياء العلم في زماننا في كل ديار الامة,ويدخل في شاكلة هؤلاء الشيعة الرافضة في زماننا الذين غيروا وبدلوا و حرفوا و جاءوا بدين جديد ليس له اي صلة بدين الله الاسلام,وجعلوا على رؤوسهم من الجهال واهل الضلال ورفعوهم على الاكتاف,فهم يسوقونهم الى سعير النار ماداموا خلفهم سائرون,و لن ينفعهم دينهم ولا رؤوسهم سوى انها سترديهم بمشيئة الله الى سعير النار,ومنهم هؤلاء ايضا من نراهم اليوم بين الصفوف ,من يدفع الناس الى ان يؤمنوا ويسجدوا ويركعوا لأصنام من البشر,بعد ان نصبوا أنفسهم سدنة على هذا الصنم!وبعد ان نزهوا هذا الصنم وجعلوه بمراتب قد لا يرقى اليها كل البشر!امثال الممجدين للزعماء و الرؤساء و المفكرين واصحاب النظريات السقيمة,وساقوا خلفهم الكثير من عبيد الاصنام,فيكفي بمكان ان تنعت احد هذه الاصنام بنقيصة اقترفها هذا الصنم في حياته قبل ان يقبره الله,لترى سيلا ً جارفا من الهجوم والتطاول والشتم من عبدة البشر والاصنام من شرذمة الناس وغوغائهم,الذين جعلوا هذا الصنم معلما ومزارا بل وآلهة دون ربهم ,فهم يسجدون لها ويركعون في العشي والابكار !!حتى امسى الربانيون في هذه الامة غُرباء بين ظهراني شعوب الامة!بعد ان غرقت الامة وشعوبها في بحور من الجهل والتغييب ,وبعد ان اركسها الطغاة الظلمة في غياهب العبودية للبشر وللأنظمة التي كانت نتاج وصنع يد البشر وصنع الشيطان ورهطه!!والسؤال هنا لهؤلاء جميعا ً حكاما ً وشعوبا ً وافرادا ً وكل من يقرأ ما اكتبه, ولو ان من يقرأ في زماننا اليوم هم قلة قليل من الناس بعد ان تفشى الجهل بين شعوب الامة..
فهل للأنسان القدرة على ان يهدي نفسه او ان يهتدي الى ما فيه خيره في حياته الدنيا وفي الاخرة؟! ان لم يكن له إلها ً هاديا ً قدوسا ً قادرا ً جبارا ً واحدا ً فردا ً متفردا ً بالقدرة ليهديه الى سواء السبيل؟!وهل كانت الهداية من هذا الاله المتصرف الملك الحق الا من خلال من ارسله لبني البشر من المختارين ليهديهم الى صراطه المستقيم؟!,وهل كانت الهداية من خلال هؤلاء الرسل الا من خلال شرائع ارسلها معهم ,فخط لبني البشر طريقا ً واضح المعالم ليصلوا من خلاله الى الفلاح في الدنيا والاخرة؟!فكيف يكون لبني البشر اي خيار او نصيب من الفلاح او الهداية في هذه الحياة الدنيا وفي الاخرة ان تركوا هذا المسار والطريق ؟!او اعترضوا عليه او خطوا لانفسهم طريقا ً بعيدا ً عن ما جاء به رُسل الملك الحق؟!وهم بذلك يتجرأون على خالقهم! بل و يدعون بان لديهم القدرة على التصرف ومشاركة خالقهم في تدبير امورهم وامور الكون او رسم الطريق الناجح لهم للوصول الى الفلاح!!وهذا ماتدعيه اليوم اغلب شعوب الارض, وفي مقدمتها الكبرى او ما يسمونها بالعظمى,التي سادت على شعوب الارض المستضعفة بجبروتها وقوتها ولسان حالها يقول من اشد منا قوة!ولسان حالها يقول يا قوم ماعلمت لكم من إله غيري!!وهذا ما يعلنه ساستهم على منابرها صباح مساء وجهارا ونهارا !!وبذلك فقد استوجبوا الخسران المبين في الدنيا وزوالهم العاجل القريب,و خسرانهم الاكبر ياتي بعد الزوال!و من ذلك نقول أي فلاح أو نجاح تبتغيه الامة وشعوبها وافرادها ,بعد ان ساروا خلف الرويبضات, من الفسدة من حثالة الناس وغوغائهم واهل الجهل و الجهالة,و بعد ساروا خلف كل ناعق بالباطل ليرشدهم الى طريق الغواية بعيدا عن طريق الحق ,وبعيدا ًعن طريق الفلاح الذي رسمه الملك الحق لخلقه من خلال انبياءه ورسله ؟!