كلما تمعنت في تصنيفات لملوم العملية السياسية في العراق لا أجد لهم حتى ” خانه” بيولوجية تجعلهم ضمن هيكل المملكة الحيوانية او النباتية وحتى تلك الكائنات الاولية في مجموعات الطفيليات والبكتيرات وعوائل الفيروسات التي تناسخت عبر المسار الزمني للارض واستهدفت إمراض ساكنتها.
هؤلاء الهوام، كما صنفتهم في احد مقالاتي السابقة ووسمتهم بمسميات عدة، لاتختلف عن حالة الغوغاء ، وهم ليسوا ” العامة” . هم يمرون كل يوم بدورات بيولوجية متسارعة بات يعرفها الاحيائيون ” الطفرات” ، اجتماعيا وطبقيا وحتى بيولوجيا. سميتهم منذ سنوات مرة انهم ربما وفق التحليل الماركسي المترفع عن التصنيفات الطبقية المستهلكة انهم:
“حثالة البرولتاريا الرثة” … واصارحكم القول أني ندمت وقلت مع نفسي بعد مراجعة معمقة وشاملة لكل سلوكياتهم
(ياريت كانت عدنه بروليتاريا ولو رثة)
وعلى الاقل لظلت تحمل بعض الوعي والتجربة والتحول الايجابي.
أعود فأدعو كل من يعنيهم أمر دراسة ومتابعة وتحليل جملة التحولات الاجتماعية والسياسية في العراق ، بما فيها حالات الانحطاط والنكوص، التي تمر بها بلادنا؛ علنا نصل الى حالة التشخيص الدقيق لما نراه ونحسه كل يوم في وطننا المدمر.
أرى أنه لا بد من مراجعة شاملة لفهم طبيعة التكتلات والاصطفافات الاجتماعية والسياسية التي افرزتها الحالة العراقية الشاذة فعلا، سواء قبل وبعد فترة الحصار الظالم (1990 – 2003) خاصة ، وما بعدها ، بدءاً من العام الاسود 2003 وما جرى عليها من تفاعلات محيطية واجتماعية لم تزد في درجات التعفن والتخمر والتفكك فقط بل زادت درجات الانحطاط ، لقد شمل التغيير حالة “مسخ تام” حتى لعوامل التخمر بما فيها تلك البكتيرات المخمرة نفسها.
الموضوع مطروح للمناقشة العلمية الرصينة؛ بعيدا عن الخطابية الظرفية والانفعالية اللحظية والخطاب السياسي الفارغ.
ننتظر منكم مساهمات جادة عَلَّها تكون حافز ودليل ومسار لمن سيتطوع مخلصا لوضع التشخيص السليم لحالة العراق قبل التفكير بالعلاج الانجع له.
مع خالص تحياتي