23 ديسمبر، 2024 4:37 م

هؤلاء الراقصين فى العتمة

هؤلاء الراقصين فى العتمة

الرقص فن قديم قدم الكون له اتباعه و مريدوه و من يروجون له و كثيرون يعيشون من مهنة الرقص ، ومن ” نقط ” متابعى الرقص ، لكن فى هذا العالم هناك راقصون من نوع آخر يتحولون بطريقة مليئة بالحرفية و المسكنة من اليمين الى اليسار و من اليسار الى المؤخرة هكذا حسب اتجاه الرياح السياسية و طلبات السفارات و دكاكين المخابرات الاجنبية ، خذ مثلا السيد وليد جنبلاط ، كان الرجل مع سوريا و نظم قصائد المديح و الغزل فى الرئيس السورى بشار الاسد و راحت أيام و جاءت أيام لينتقل البيك من حالة العشق الى حالة الكراهية الى محاولة الانضمام الى المحور المتآمر على سوريا لإسقاط نفس النظام الذى سبق أن كان أحد المصفقين اليه ، خذ مثلا الصحفى عبد البارى عطوان ، كان من المداحين لينتقل الى جوقة الكارهين ثم ها هو اليوم يعود الى حضن المقاومة كأن شيئا لم يكن ، كأن كل تلك المقالات التى طعنت المقاومة و طعنت الشعب السورى و رئيسه المنتخب لم تقرأها الملايين ، خذ مثلا الفنانة اصالة نصرى ، كانت هذه السيدة محل تبجيل و فى النظام وضعت كل ثقتها لكنها ارتدت سريعا بمجرد ان طمعت فى الدولار الخليجى المنثور بين يديها لاستمالتها لطعن سوريا فى عز محنتها ..اليوم تحاول اصالة العودة و توسط الاحباب.

فى العادة لا نكترث بكل من ارتد و خان و باع الوطن و من تلقف راية ما يسمى ” الثورة ” السورية القذرة و قد رأينا كيف أخطأ السيد خالد مشعل فى حق شهداء سوريا و فلسطين حين التف بعلم الانتداب الفرنسى فى مشهد قبيح لن تغفره الشعوب العربية مهما حصل ، ربما اشتبه على السيد مشعل علم الانتداب الفرنسى بعلم سوريا كما اشتبهت عليه وقائع مهمة كثيرة و عندما نام الرجل فى حضن امير قطر السابق فهمنا القصة و فهمنا لماذا تستمر التغريبة الفلسطينية و لماذا ضاعت فلسطين و لماذا تنهار كل القيم و من بينها قيم الوفاء للشعب السورى الذى احتضن المقاومة و دفع ثمن هذا الاحتضان من قوته و من أمنه و لعل ما حصل فى سوريا هو احد نتائج اللقاء العاصف بين الرئيس الاسد و وزير الخارجية الامريكى كولن باول و رفض الزعيم السورى الاستجابة للمطالبة الامريكية بطرد مشعل و من معه من القيادات الفلسطينية المستجيرة بالحضن السورى ، من بين الراقصين فى العتمة السيد نبيل العربى الامين العام السابق للجامعة العربية الذى باع سوريا و باع ضميره و سكت على تنفيذ مؤامرة المتآمرين و ذبح الشعب السورى دون خجل و لا وجل و لا ندرى ماذا يقول لنفسه بعد ان خابت المؤامرة و انتصر الشعب السورى و هدم كل احلام المتربصين بالمقاومة .

للرقص فى العتمة فوائد و مصالح بالنسبة لكل الذين انخرطوا منذ سنوات فى بيع الضمير بالجملة و بالتفصيل و قد شاهدنا السيد عقاب صقر يخصص جانبا من وقته فى “تغذية ” الارهابيين بقطع السلاح و بالأموال و بأجهزة الثريا حتى تتوفر لهم كل الظروف لذبح الشعب السورى من الوريد الى الوريد ، بعدها رحل عقاب و جاء بندر بن سلطان امير الظلام السعودى ليقود المؤامرة بنفسه و جاء هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية لنفس الغرض ، حتى احمد الاسير كان هناك رفقة المجرم فضل شاكر الذى راح للترويح عن القتلة زناة الليل و مدبرى العمليات الانتحارية التكفيريين التى تستهدف المدنيين و أرتال الجيش السورى ، لن ننسى طبعا “صديقنا ” عزمى بشارة منظر الثورات العربية الفاشلة و لا ذلك الذى رحل فى الاتجاه المعاكس فيصل القاسم و لا نابليون الخيانة عبد الحليم خدام و لا كل الذين خانوا النظام ليرتموا فى احضان الرذيلة السياسية مثل رضا حجاب ، ربما صنعت قناة الجزيرة من كل هؤلاء ابطالا يستحقون قيادة الشعب السورى و لكن حلف المقاومة اسقط كل الاحلام المريضة ليتم دحر المؤامرة على اعتاب دمشق و تستعيد حلب و بقية المدن رونقها و ترفض ان يأتى العميل رجب اوردغان للصلاة فى المسجد الاموى كما بشر بذلك نفسه فى بداية الحراك السورى سنة 2011 .

هؤلاء الذين ركنوا ضمائرهم فى الزاوية الى الابد و ركضوا ركضا الى السعودية و قطر و اسرائيل و تركيا و امريكا و الامارات عادوا الان بخفى حنين و حتى لما تفاءلوا بما حدث من اضطرابات مصطنعة فى ايران و بنوا سريعا و كالعادة كل احلامهم عليها لتسقط احد قلاع المقاومة المهمة فقد فوجئ الجميع بأن ما حصل مجرد سحابة صيف تماما كسحابة صيف ” الثورة ” السورية المصطنعة التى لم يعد يسمع عنها أحد ، أسوأ ما فى شخصية هؤلاء الراقصين فى العتمة أنهم لا يستفيقون من كوابيسهم إلا متأخرين و مع ذلك يظلون يلاحقون السراب ممنين النفس بان يتحول الى مطر ينقذ المؤامرة من الهزيمة و الفشل ، شاهد معى ما حصل لكل هؤلاء فى اليمن بعد ان اشعلوها حربا دموية مدمرة ليحصدوا الخيبة تلو الخيبة و مع ذلك لا يزال النظام السعودى و ابواقه الرديئة يطبل لانتصار يعرف المتابعون انه هزيمة نكراء لا تقل مرارة عن نكسة حرب الايام الستة سنة 1967 ، انها حالة انكار مستعصية جدا تصيبهم بالعمى الفكرى كما اصابت جماعة الاخوان فى مصر و تونس رغم اصرار الرئيس التركى على رفع اربعة من اصابعه الملطخة بدماء الارمن و دماء الاكراد و دماء السوريين و العراقيين .

لقد اصيبت ضمائر هؤلاء الراقصين فى العتمة بالعطب المزمن و توقفت ذاكرتهم عن التمييز بين الصح و الغلط ، لذلك لا يقدر هؤلاء و لن يقدروا مهما فعلوا على الباس الباطل لبوس الحق بل كيف لهم أن يفسروا لشعوبهم هذه الخسائر المادية المذهلة فى تمويل الارهاب فى سوريا او فى العراق و لبنان و كيف سيفسرون لشعوبهم كل هذه الهزائم المريعة المتلاحقة التى تؤكد رعونتهم و انكسار غرورهم على صخرة الصمود السورى ، كيف ستخرج خديجة بن قنة و جمال ريان و محمد كريشان و غيرهم من فقاقيع التضليل الاعلامى فى قناة الجزيرة لتقابل ضميرها يوما ما بعد ان ينقشع الغيم تماما و تضطر قطر لدفع فاتورة قاسية بدايتها ارتفاع منسوب الكراهية التى باتت تحمله الشعوب العربية الرافضة لمثل هذه الانظمة العميلة للصهيونية العالمية ، كيف سينام هؤلاء الراقصون فى العتمة عندما يستمعون الى اهات الجرحى و نواح ابناء و عائلات الشهداء ، كيف ستكتب الاجيال الحالية تاريخ هؤلاء العملاء الخونة .