1 \ على الرغم من أنّ الجنرالات والقادة العسكريين الروّس هم ادرى من سواهم بمتطلبات المعركة مع الأوكران , ويبنون خططهم التعبوية على ضوء ذلك , لكنه من المفترض أن لا تتعارض هذه الخطط العسكرية مع مفاهيم ومبادئ قيادات الأركان في معظم جيوش العالم < لا سيما بعد انتهاء مفعول المبادأة في معركةٍ انطلقت واشتدّ سعيرها , وهنا تحديداً عن محاولة اقتحام الجيش الروسي للعاصمة كييف والتي لم تنجح لشدّة المقاومة والعمليات التعرضية – المضادة الأوكرانية للقوات الروسية , وهذا أمرٌ طبيعي قد يحصل في الكثير من المعارك والحروب جرّاء تقديراتٍ غير دقيقة سبقت المعركة , لكن أن تقوم القيادة الروسية بسحب قواتها من الجبهة المواجهة لكييف , ونقلها الى محاورٍ اخرى بعد أن كانت العاصمة شبه محاصرة وتخضع للقصف والضربات الروسية المتتالية , فذلك خطأٌ له اعتباراته السياسية والسيكولوجية وحتى الأجتماعية , بجانب جسامته العسكرية , فكان ينبغي إبقاء هذه العاصمة تحت ضربات المدفعية والصواريخ الروسية المتقطّعة وفي مناطقٍ مختلفة وحتى غير متوقعة , وإشعار القيادتين السياسية والعسكرية بأحتمالات الأقتحام الروسية في ايّ لحظة وايّ وقت , وجعل الجميع ممن يقطنون هناك في حالة استنفارٍ نفسي وترقّب قائم , ورفع نسبة الذين يضطرون لمغادرة مناطقهم ومنازلهم وما يسببه ذلك من ارباك للقيادة على الأقل , وقد أدّى الأنسحاب الروسي من حافّات كييف ومقترباتها الى استفادة الأوكرانيين الى سحب بعض وحداتهم العسكرية الثقيلة الى محاورٍ اخرى من جبهات القتال , وبالتالي عاد الأطمئنان الى المؤسسات المدنية والعسكرية هناك بالأضافة الى الجمهور وعادت الحياة والحركة بحالةٍ طبيعية وكأنها من دون معركة , وبلغ الأمر أنّ قادة وزعماء دولٍ اجنبيةٍ يتجوّلون في شوارع كييف ” ولو بحركةٍ نسبيةٍ ما ” .!
مجمل هذا الكلام يكاد يشكّل علامة استفهام ٍ بائنة المعالم الى حدٍّ ما واكثر منه ايضاً .!
2 \ < ازوفستال > : لا ريب أنّ هذا المصنع المنتج للحديد والصلب والذي يقع في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية , قد جرى تكرار أسمه واستخدامه في نشرات الأخبار بأكثرِ كثير مما يجب ” وكأنه قاعدة عسكرية ستراتيجية يصعب الدنوّ منها ! ” , وقد اصيب هذا المصنع بالشلل الكامل اثر انطلاق العمليات العسكرية الروسية < ويشار بأنه يشغل مساحة 11 كيلومتر مربع , ويضم عدد من المباني والأنفاق والأقبية وحتى مساراتٍ للسكك الحديدية في داخله > ولا تزال بعض القوات الأوكرانية ترابط فيه , بالرغم من أنه ساقط عسكرياً بالكامل مع عموم المنطقة التي يتواجد فيها , لكنّه من اللافت للنظر أن الرئيس بوتين سبق واصدر اوامره لوزير دفاعه بعدم اقتحام ” ازوفستال ” حفاظاً على ارواح الجنود الروس المقتحمين وما قد يتعرّضون له , لكنّما ومع الإعتبارات المعتبرة للرئيس الروسي وأبعادها ايضاً , فكان بالإمكان أن تتولّى قاذفة قنابل روسية بإلقاء حمولتها على هذا المصنع ” وتسويته ” مع الأرض بمن فيه , بدلاً من جعله مادةً إعلاميةً – دعائية بأيدي دول الغرب والأوكرانيين , وإجرائهم لعمليات مونتاج حديثة بأنّ عوائلاً وفتياتٍ ومدنيين ما برحوا يكابدون الأمرّين جرّاء الحصار الروسي \ بينما لم يبقَ في ” ازوفستال ” سوى وحدات من القوات الخاصة الأوكرانية التي غدت مرغمةً على البقاء والتشبّث الى حين نفاذ الغذاء والماء – لوجستياً – !