23 ديسمبر، 2024 12:19 م

نُريد .. نُريد.. نُريد…

نُريد .. نُريد.. نُريد…

من أهم مسؤوليات القيادة الرسالية هي أن تقدم الإسلام بقوانينه وأحكامه ومفاهيمه بالشكل الصحيح والصورة الواضحة التي أرادها الله تبارك وتعالى بعيداً عن أي عوامل ومؤثرات تؤثر على ابراز الصورة الحقيقية للإسلام فكراً وسلوكاً،
وتشتد الحاجة إلى تلك المسؤولية حينما تمر الأمة بمنعطف خطير ونفق مظلم يستهدف منظومتها الفكرية والعقائدية وتعيش أجواءً حافلة بالإضطراب الفكري والعقائدي واختلاط الباطل بالحق فيظهر الباطل بصورة منمقة وبحُلَّة دينية،
فتسود الضبابية وتخيم العتمة على الوجه الحقيقي للإسلام، وتُغيَّب الحقائق الإلهية التي جاء بها والتي تنسجم مع العقل والفطرة والثوابت الإنسانية، وتستفحل في الأمة حالة الشقاق والتناحر التي تتغذي على الفكر التكفيري الشاذ الذي تلبس بلباس الإسلام والقائم على الكذب والتدليس والمحاباة والميل لتلك الجهة أو تلك…،
فهنا لابد من وقوف القيادة الرسالية موقفاً صريحاً وحازماً بوجه تلك الجهات التي تطرح إسلاماً مغايراً للإسلام الإلهي، من خلال قيام المرجعية الرسالية بغربلة الإرث الإسلامي وتمييز الغث من السمين، وابراز المفاهيم والنظريات التي نزلت من السماء والتي تسعى لتحقيق العدل والسلام والتعايش السلمي بين الأنام،
ولابد لها من اعتماد المنهج العلمي في الحوار والمجادلة بالحسنى حتى يؤتي الحوار ثماره المرجوَّة، والتي تتجلى في انتشال من سقط في وحل الأفكار الظلامية او على أقل تقدير التقليل من عددهم، فليس الهدف من الحوار العلمي هو الإنتصار للنفس او للجهى وانما هو ابراز الحقيقة والإنتصار لها كي يستضيء الجميع بنورها، فالإسلام الإلهي هو دين الهداية والسلام وليس دين الغلبة والقمع والبغض والعداء….،
يقول أحد المفكرين المعتدلين: نحن عندنا نقاش علمي وليس عندنا عداء مع الأشخاص وليس عندنا تدليس، نريد أن نقرأ الواقع ونتعامل مع الواقع والأحداث كما هي دون أيّ تدليس ونفاق وميل لهذه الجهة أو تلك، نريد مرضاة الله تعالى ونريد تنوير العقول وتقريب الأفكار والنفوس والقلوب، ونريد الاحترام والتقدير والسلوك الحسن والتصرّف الأخلاقي الإسلامي الرسالي بين المسلمين، هذا ما نصبوا إلى تحقيقه…
محمد جابر