التحالف الوطني الذي ظن اغلب السياسيين وعامة الشعب انه فارق الحياة، مع انه مر بنوبات من الصراع مع البقاء، افقدته كيانه وتوازنه وأضحى التحالف مسجى عليل، لا قوانين ولا اجتماعات، فوضى عارمة تجوب أروقة ذاك الكيان الذي ينبثق منه رئيس الوزراء، ومن خلاله يصوت على اهم القوانين رغماً على انوف المعترضين، كونه الكتلة الأكبر برلمانياً.
حكيمٌ أصر على عودة الحياة للتحالف، بعد مفاوضات حثيثة انيطت مهمة علاجه للسيد عمار الحكيم، الذي ما برح حتى تعافى على يده في أيام معدودات فترة زعامته له، هيئة رئاسية تشكلت، واجتماعات مستمرة للهيئة العامة، مواكبة للأحداث، وتأييد كبير لحراك الحكومة، تصويت على اهم قانون يخلد دماء المضحين، حيث قانون الحشد الشعبي الذي يلبي متطلبات عوائل الشهداء الذين نعيش بفيء دمائهم.
سيطر الحكيم على سقم التحالف، واخذ يشفى، بدل من أنفاسه الأخيرة التي كانت تلفظ، تنفس التحالف عبق الحراك السياسي الناضج، كل اجتماع بمحافظة، وسط ترحيب شعبي وسياسي عاليين، حيث يعزف النشيد الوطني احتفاءاَ باستقبال التحالف وقيادته، على الرغم من ان من يزور تلك المحافظات يلاقي سخط الشارع ونقمته، وهذا مؤشر يثبت الاتجاه الصحيح لعمل التحالف الذي بدى متعافياً وراح يجبر الشركاء على ما يريد.
في الوقت الذي تغلغلت في اذهان اغلبهم سياسة (بعد ما ننطيها)، يطل زعيم التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، بدعوة قادة التحالف للبدء باختيار رئاسة جديدة للتحالف، بعد ان شفي تماماً من سقمه، الذي عجزوا عن علاجه ورموه صريعاً.
تخوين وتشكيك وإساءة حاول الكثير ان يلقي بها في حكيم التحالف، قابلها نبل سياسي ناضج وفروسية حجمت الاستئثار بالموقع، وامست تزج دروساً لجميع الساسة مفادها، ألقى ما بجعبتك من انجاز وافسح المجال لغيرك لينجز، وان الوصول لبر الأمان هو بعدم التشبث بالموقع.
قناعة وايمان بالعمل المؤسساتي والتداول السلمي، وثقة عالية بأنه قدم ما عليه بوقت قياسي، ويقين انه اعطى للموقع الذي تسنمه ولم يزيده الموقع رفعةً.
خلاصة القول: هل تبقى أكبر كتلة برلمانية سارية المفعول؟ ام انها ستزداد سقماَ؟ هل ستتشظى بعد استفحال مرض الانا مجدداً؟ ام سيسير الزعيم الجديد على ما وضعه له سلفه؟ هذه الأسئلة وغيرها هي بحاجة للأيام القادمة للإجابة عنها.
سلام.