23 ديسمبر، 2024 3:13 م

نينوى ..
هذا الحسينُ وداعي الموتِ يسألُهُ

أينَ المقامُ .. بأرضٍ كلُّها سَفَرُ

إِذْ جالت العَيْنُ في أرضِ البلا طَلَباً

حَتَّى تلاقتْ على أوداجِهِ الصوَرُ

واسْتَعْفَت اللهَ من هذا المصابِ تقىً

تلك الرمالُ وحُزْناً اُفْجِعَ الحَجَرُ

واهْتَزّت الريحُ في جَنْبِ الفراتِ شجىً

حَتَّى أهابَ عليها العَصْفُ و السَدَرُ

واحْتارَ حَتَّى الحَصى مِنْ فَرْطِ صَدْمَتِهِ

فاخْتارَ لونَ الجَوَى إِذْ هزَّهُ القَدَرُ

يا تلكمُ العَيْن ما أبْقتْ لذي بَصَرٍ

حينَ اسْتدارتْ سوى ما هابَهُ البَصَرُ

ترنو إلى اللَّهِ في شَوْقٍ وتُخْبرُهُ

انَّ السراةَ لوادي العِشْقِ قَدْ نَفَروا

فعادَ افْقُ الضِيَا بالنورِ مُرْتَضياً

هذي الوجوهَ قرابيناً بما صبروا

فازدانت الشمسُ مُذْ صدَّ الحسينُ لها

واستحْضَرَ النورُ فَيْضَ النورِ مُذْ حَضَروا

قَدْ سالَ دمْعٌ لَهُ في كربلا فَتَلا

مِنْ آيةِ الحَقِّ أنَّ الحقَّ لا يَذَرُ

واسْتَودعَ اللهَ أطفالاً له فُجعوا

بالراحلينَ وما يدرونَ ما السَفَرُ

لكنّما العَيْنُ ما لاحَ الخَيالُ لها

مِنْ زينب الطُهْرِ إلاّ وانْحَنى النَظَرُ

إِذْ قَالَ أُخْتاهُ قَدْ حانَ الفراقُ وما

مِنْ مَظْهرِ الحُبِّ الّا دونهُ الوَطَرُ

يا تلكم الارض مِنْ بَعْدِ الغَريِّ غَدَتْ

يأتي إليها بأعلى مَنْ علا المَدَرُ

[email protected]