22 نوفمبر، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

نينوى : بين ما أراده الله مِنْ تَشريفٍ لها … وبين ما هي عليه اليوم

نينوى : بين ما أراده الله مِنْ تَشريفٍ لها … وبين ما هي عليه اليوم

إيهٍ يا نينوى الحدباء : الجُرحُ غائِر وخِنجَرُ الغَدرِ مُوغِلٌ والغَصَّةُ كبيرةٌ والعَتَبُ أكبر ، إيهِ يا موصل إبنُ مَتَّى “عليه السلام” كيف حَالُكِ وقد تقاذفتك أمواج الفِتَن ولَمْ تَسْلَمِ مِنْ عَدوٍ حاقِدٍ حَاسد يتربص بِك الدَوائِر وبين طَامِعٍ أنشَبَ مخالبَ غَدْرِهِ في تلابيبُكِ وبَينَ مَنْ يُفتَرضُ أنهم أبناؤك لكنهم أساءوا لكِ وأوغلوا خِنْجَر الغَدْر في جَنباتِكِ وأعطوا أسوأ إنطباعٍ عنْكِ على مَر التأريخ … حتى غَدا القول المُتداولُ على ألسن أهل الموصلِ قبل غيرهم : ( أنَّ مَنْ تَمَّ تَرحيلهم عن الموصلِ إلى فلسطين نهاية الأربعينات هُم أهلُ الموصلِ لِيُبْقوا على اليهودِ بَدَلاً عنهم فيها) ويَحُزُّ في نَفسي حينما يَرِد بريد المكاتبات الرسمية إلى أي المَركز يُقالُ (وَرَدَ بريد اليهود) فأيُّ صورة نُقِلَتْ عَنْكِ ليتولد وَيَتَرَسخَ عنك هكذا إنطباع ، وأُشهدُ الله بأنني تتوالى عليَّ إتصالاتٌ من أهلنا في الموصل التي أبعدتنا عنها ظروفٌ قاهِرة ، يقول أصحاب الإتصالات إن أردت أن تُخْرِجَ أحداً مِنْ مِلةِ الإسلام فأبعثه إلى إحدى دوائر الموصل إذ سيتم إدخاله في دهاليز وغياهب وتفاصيل كتفاصيل بقرة بني إسرائيل التي سألوا عنها موسى “عليه السلام” حتى ضيقوا على أنفسهم فضيق الله عليهم ، وسلط عليهم مَنْ يسومهم سوء العذاب …
شكوى أخرى من أصحابِ الشيبةِ المُبارَكة يقول أصحابها :
بعد أن أفنينا أعمارنا في خِدمة البلاد والعباد وتفانينا مِن أجل العِراق وأهله حتى وَهنَ العَظم وانحنى الظهر وضعف البصر وداهمتنا الأمراض وأثقلتنا الدُنيا بأعبائها ولم يَبقَ لنا سوى الله ثُمَّ راتبٌ تقاعدي لا يُسمِن من جوعٍ ولا يُغني مِنْ فَقر ، ولا يكفينا سوى من شَرِّ التسولِ وإراقة ماء وجوهنا في الإستجداء … رغم ذلك نفاجئ بإستقطاعاتٍ من رواتبنا التقاعدية ما أنزل بها مِن سُلطان بحيث لا يشبه راتب أي شهر بقية رواتب أشهر السنة ، وليتهم إكتفوا بهذا بل تفننوا في إبتداع الحيل بغية سرقتنا حيثُ أوقفوا صرف بطاقات (كي كارد الرشيد) وألجئونا قِسراً لإستبدالها بــ(بطاقة ماستر كارد النخيل) الأمر الذي يستنزفنا عشرات الآف من رواتبنا ما بين ضريبة ورسوم الإستبدال ثم الإستقطاع من الراتب بِغَض النظر عن إرهاقنا بالمراجعات وتحمل أعباء صرفيات أجور النقل والمراجعات وإجراء المعاملات من تصوير وإستنساخ يؤثر سلباً على مردودنا المادي ، وليس لنا إلاّ رَفع أكف الضراعة ونقل شكوانا إلى مَن لا يحتاج إلى دليلٍ أو بينة …. لنُفاجئ لاحِقاً بأنَّ النزاهة إعتقلت مُدير تقاعد نينوى ومدير ماسترد كارد النخيل ومندوب الإدارة العامة لمصرف الرشيد مع ستة عشر موظفاً لمخالفتهم قرار الأمانة العامة لمجلس الوزراء المتعلق بتوطين الرواتب … أخلي سبيلهم بكفالة مالية لحين إنتهاء التحقيق ، ونقولها بِكل صراحة أن العيون ترنو إلى موقف القضاء وما سيصدر عنه فإما أن يُعيد للعدالة صورتها المشرقة ويعيد بث الأمل في النفوس وإما أن نحتسب العدالة عند قاضي السماء ، نُذَكِّر بقول المصطفى القائل: «القضاة ثلاثة : قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة ؛ قاضٍ عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، وقاضٍ عرف الحق فجار مُتَعَمِّدًا فهو في النار، وقاضٍ قضى بغير علم فهو في النار» .
ثم يردني إتصالٌ بكى صاحِبة يقول : بعد أن أمضيت سنين عجاف في التَدرِيس بصفة محاضِر مجاني ، بذلت فيها كل ما أملك لتتمة المشوار بحيث لم يَبقَ شيء أقتنيه إلاّ وبِعته بل ولم تسلم حتى ملابسي من البيع لأتدبر أجور النقل ثُمَّ أجهش باكِياً وهو يقول والله إني لأستحي من إبنتي الصغرى التي تطلب مني (250 دينار) وهي أصغر فئة نقدية عراقية ما يعادل بضع سنتات ، لكني أعجز عن تأمين سعادتها بهذا الميلغ الزهيد ، والمصيبة كما يقول : أن المحاضرين في نينوى بَقِي أمرهم معلقٌ ولم يَتم إتخاذ أي إجراء بصددهم وها هو سكين العوز والفقر والحرمان والجوع نحر الجلد واللحم ووصل العظم …. إنتهى الإتصال بعبرة وبكاء مع المحاضر المجاني السيد علي عبدالله عمر حسن النعيمي
لم ينتهي الأمر مع تربية نينوى فها هو أحد الأساتذة من حملة شهادة الماجستير ممن نسب على الملاك الإبتدائي من أصحاب الدرجة السابعة ، طالب بتغيير عنوانه الوظيفي بعد أن أمضى المدة القانونية وإستوفى الشروط التي تؤهله للنقل إلى الملاك الثانوي إستمرت المكاتبات بين الوزارة وتربية نينوى لأكثر من عام الأمر الذي تَطَلَّب تجديد الطلب ليفاجئ الأستاذ سعد صالح الربيعي بعدم ترويج طلبه كونه أصبح من أصحاب الدرجة الخامسة …!!! ويتوالى العتب من أساتذتنا الأفاضل على مديرية تربية نينوى بصدد المفاتحات التي تنص على ترقية المدرس من تأريخ الإستحاق وليس تأريخ صدور الأمر لكن للأسف ضُيعت الحقوق بالتسويف …
أمّا دوائر التسجيل العقاري ففيها تُسكبُ العَبرات ولن نوغل في التفاصيل فالأمر شائك ويكفي أن نعلم أنَّ الحصول على سند تمليك العقار يستغرق إنجازه أكثر من عام ناهيك عن فقدان المعاملات وإضطرار أصحابها لتجديد الأمر والعودة من نقطة البداية “كما حدث الأمر معي شخصياً وأعدت المعاملة ثلاث مرات وإضطُرِرت لدفع الرسوم ثلاث مرات وبعد مراجعات إستمرت لأكثر من شهر تبين فقدان السجل الخاص بالعقار الذي يضم مئات وربما آلاف البيوت قد فُقِد ليبقى أمر العقار الذي بعته مُعلقاً ليصبح حال مَن إشترى بيتي كما يقول المثل ” لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي ” …!!!؟؟؟
أمّا عن الطب العدلي وإستصدار شهادات الوفيات فقد إضطرت العوائل الموصلية إلى نبش قبور موتاها وحضور لجان الغاية إصدار شهادة وفاة ، بعد طرد داعش عن نينوى وهكذا تتجدد المآتم والإحزان ليوارى أصحاب الجثامين الثرى ولنا أن نتصور حجم المآسي ….
الحديث ذو شجون والأمر يطول وما مِن مديريةٍ أو دائرةٍ تسلم إلاّ ما شاء ربي ، لكني أختم بالتالي نقلاً عن أهلنا في نينوى : إن أردت إنجاز أي معاملة فما عليك سوى أن تدفع ، وفي حال كنت ميسور الحال فستتعرض لإبتزازٍ وستكون أمام خيارين إما أن تدفع أو ستدفعُ حريتك وربما حياتك لاحقاً … وهنا أسأل أهل مدينة يُونُس “عليه السلام” هل هكذا وصل بنا الحال …!!!
دعوني أعيد صياغة السؤال من وجه نظرٍ أخرى :
هل يَستحقُ أهلُ نينوى سِمَةَ وَوصف النِفاق التي وَرَدت عنهم في الكِتابِ المُقَدَّس / سِفْرِ أشعيا ” وسَيُرْسِلُهُ اللهُ على أمةٍ مُنَاْفِقَةٍ هذهِ الأمةُ هيَ شَعْبُه”() !!! وإني لأسأل وأتسائل ألا يحتاج هذا الأمرُ إلى إعادة نظرٍ ومحاسبةٍ للنفس وتَذكيرُ كُلُ موظفٍ (ديكتاتور) في دوائِر الدولةِ في الموصل مهما صَغُرَ منصِبه أو عَلا بأنَّ واجبه يُحتمُ عليه تسهيل مهمة المواطن لا وضع العصى في العجلة أو إبتزازه بإلجائه قُسراً لذلك ونذكر هنا بقول سيدي جَدنا الإمام مُحمدٍ الباقِر “عليه السلام” القائِل : “مَنْ إغتنى بالرِشى إفتَقَر فِي عِرضِه” ونُذَكِّر بأنَّ الموظف الموصلي لابد وأن يُعطي إنطاعباً عن مَدينةٍ وحَضارةٍ وتأريخٍ موغِل في القِدَم … وفي حساباتي أنَّ تأريخ نينوى هو التأريخ بِعينه .
أولاً : نِينوى وأهلها في القرآن :
ما أن تُذكرُ نينوى إلا ويقترن بها ذِكرُ نبي الله يُونسُ بن مَتَّى “عليه السلام” صاحب النون لنعيش مع تلك السِيرة العطرة ونستحضر الدروس والعِبر ولا ضير من إستذكار ذلك من خلال إستعراض ما أورده المُفَسِرون “الطبري وإبن كثير والقرطبي و…” عسى أن نقارِن بين أخلاقِ آبائنا مِن أهل نينوى وبيننا نحن ورثتهم اليوم ، ونقارن بين ذاك السَلف الخالدِ الذين تابوا وأنابوا وأصلحوا ففتح الله على أيديهم وبين الخَلف الذين نأمل أن يرعووا ويستلهموا وينهلوا مِمَّن سلف ؛ يقول عَزَّ مِنْ قائِل :
﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴾ ()
سنختزل هنا ما أورده إبن عبّاس وإبن مسعود وسعيد بن جبير ومجاهد وقُتادة وأبو جعفر وغيرهم “رضي الله عنهم” في ما يتعلق بتفاسير الآية الكريمة أعلاه :
بدءاً لم يُنسب أحد من الأنبياء إلى أمه إلاّ عيسى بن مريم ويونس بن متى “عليهم وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام” ومَتَّى هي أم نبي الله يُونُس () الذي بُعِثَ إلى أهل نِينَوَى الذين كانوا يعبدون الأصنام ، ومن أشهر الأصنام التي عبدوها الصنم عشتار، كما عبدوا من دون الله تعالى ثوراً مجنّحاً وهو يجمع بين الإنسان والحيوان فله رأس إنسان وجسم ثور وهو ذو خمسة أرجل ، فبعثه الله إليهم في حدود سنة 825 قبل الميلاد بالنهي عن عبادتها والأمر بالتوحيد ؛ وبعث وله من العمر 30 سنة وقيل 28 سنة ، فأقام فيهم ثلاثاً وثلاثين سنة يدعوهم فلم يؤمن به وبرسالته غير رجلين هما “روبيل” العالم ، وكان غناماً يرعى الغنم ويتكسب منها ، و” تنوخا” وكان عابداً حطاباً يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه () ، فلمّا أيِس من إيمانهم دعا عليهم ، فقيل له :
“ما أسرع ما دَعَوْتَ على عبادي ! إرجع إليهم فادعهم أربعين يوماً ”
فدعاهم سبعة وثلاثين يوماً ، فلم يجيبوه ، فقال لهم :
“إنّ العذاب يأتيكم إلى ثلاثة أيام وآية ذلك أن ألوانكم تتغيّر”
وهكذا أنْذَر يونسُ “عليه السلام” أهل نينوى ، فقالوا : إنا لم نجرب عليه كذبًا ، فانظروا ، فإن بات فيكم فأْمنوا من العذاب وان لم يَبِت فأعلموا أن العذاب يُصبّحكم ، فلما كانت ليلة الأربعين خرج يونس من بين أظهرهم بعد تيقنه بنزول العذاب ، حيث خرج في جوف الليل بعد أن أخذ عُلاثَةً (بِضم الميم الأقط المخلوط بالسَمن ) فتزوّد منها شيئًا ثم خرج ؛ فلما أصبحوا تغشَّاهم العذاب كما يتغشَّى الإنسان الثوبَ في القبر، ، إذ خرج عليهم غيم أسود هائل وجعل يدور على رؤوسهم كقطع الليل المظلم ، يدخن دخاناً شديداً فاسودّت منه سطوحهم ؛ فلما رأوا ذلك أيقنوا بالهلاك فطلبوا يونس فلم يجدوه ؛ ولمَّا فقد أهل نينوى نبيَّهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم ، قذف الله في قلوبهم التوبة وأخلصوا النيَّة في ذلك فألهمهم الله الأسباب فلبسوا المسوح ثُمَّ مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له : إنه قد نـزل بنا العذاب كما ترى فماذا نفعل ؟
قال : “آمنوا بالله وتوبوا ”
قولوا : ” يا حَيُّ يا قَيّوم ، يا حيُّ حين لا حيَّ ، ويا حي محييَ الموتى ، ويا حيُّ لا إله إلا أنت ”
فخرج أهل نينوى حتى نـزلوا على تل يُسمى اليوم ” تل التوبة” ثم عجوا إلى الله واستقالوه ، وردّوا المظالم جميعاً ؛ حتى إن أحدهم ليقلع الحجر من بنائه فيرده إلى صاحبه ، ثُمَّ فرَّقوا كل أنثى عن ولدها وفرقوا الأنعام كذلك حيث فرقوا بين كل بهيمة وولدها ، ثم عجُّوا إلى الله فقالوا :
آمنا بما جاء به يونس وصدّقنا ثم قاموا جميعًا فدعوا الله ، وأخلصوا إيمانهم وجأروا إلى ربهم ودعوه مخلصين له الدين : أن يكشف عنهم العذاب ، وأن يرجعَ إليهم رسولهم ، فكشف الله عنهم العذاب وكان ذلك يوم عاشوراء “يوم الأربعاء” فكشَف اللهُ عنهمُ العذاب .
خرج يونس ينتظر العذاب الذي أنذرهم بوقوعه بهم لكنَّه لَمْ ير شيئًا لذا قال : جَرَّبوا عليّ كذبًا !
انتظر يُونُس الخبر عن القرية حتى مر مارٌّ به ، فسأله : ما فعل أهل القرية ؟
قال : “تابوا إلى الله فقبل منهم ، وأخَّرَ عنهُمُ العذاب فغضب يونس وقال :
” والله لا أرجع كذاباً ”
أأرجع إليهم وقد كَذَبْتُهُم ! وكان يونس قد وعدهم العذاب بصبح ثالثةٍ ، وكان من كَذَبِ ولم تكن له بيِّنةٌ قُتِل .
فما كانت قرية آمنت عند معاينتها العذاب ، ونـزول سَخَط الله بها ، بعصيانها ربها واستحقاقها عقابه، فنفعها إيمانها ذلك في ذلك الوقت ، كما لم ينفع فرعون إيمانه حين أدركه الغرق بعد تماديه في غيّه، واستحقاقه سَخَط الله بمعصيته ، إلاّ قوم يونس، فإنهم نفعهم إيمانهم بعد نـزول العقوبة وحلول السخط بهم ، فاستثنى الله قوم يونس من أهل القرى الذين لم ينفعهم إيمانهم بعد نـزول العذاب بساحتهم وأخرجهم منهم ، وأخبر خلقه أنه نفعهم أيمانهم خَاصة من بين سائر الأمم غيرهم .
قال تعالى : ﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ ()
كان يونس “عليه السلام” فيه حدّة وعجلة وقلة صبر ؛ فَلما رأى ذلك ذهب عاتبًا على ربه مغاضبًا وساء ظنُّه ، ولما مضى ظن أن الله لا يقدر عليه “أي يقضي عليه العقوبة” فسار حتى ركب السفينة ، فأصاب أهلَها عاصف من الريح ، فقال من فيها : “هذه بخطيئة أحدكم” حيث احتبست السفينة أي لا تتقدم ولا تتأخر ، فعلم القوم أنما احتبست من حدث أحدثوه ، فتساهموا ، فقُرِعَ يونس ، فقال : “هذه بخطيئتي فألقوني في البحر”
فلما أبوا عليه ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت جُنْحِ الليل فالتقمه الحوت .
قال تعالى في سورة الصافات : ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾ ()فأوحى الله إلى الحوت ألا يخدش له لحماً ولا يكسر له عظماً ، فلما انتهى إليه سمع يونس حساً فقال في نفسه ما هذا ؟
فأوحي إليه أن هذا تسبيح دوابّ البحر ، فسبّح وهو في بطن الحوت ، فسمعت الملائكة تسبيحه .
﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾()
فقالوا أي الملائِكة :”ربنا نسمع صوتا ضعيفاً بأرض غريبة ”
فقال : “ذلك عبدي يونس”
عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ؛ فقالوا : “يونس العبد الصالح ؟” ؛ فشفعوا له عند ذلك
قال تعالى : ﴿فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ () الظُّلُمَاتِ ” ظلمة البحر وظلمة بطن الحوت وظلمة الليل” ؛ فأنزل الله فيه : ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴾ () أي أُلقي على ساحل البحر بعدَ أن مكث في بطن الحوت أربعين يوماً ؛ وأنبت الله عليه شجرة من يقطين يتقطع إليه منها اللبن ﴿ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾ () فلما إستعاد قوته رجع إلى الشجرة فوجدها قد يبست فحزن وبكى عليها فعاتبه الله :
“أتبكي وتحزن على شجرة يقطين ولا تحزن على مائة ألف وزيادة أردت أن تهلكهم “… ؟
﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ ()
قال أنس بن مالك أن أنساً يرفع الحديث إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم :
” أنَّ يُونُسَ النَّبِيّ حِينَ بَدَا لَهُ أنْ يَدْعُوَ الله بالكَلِماتِ حِينَ نَادَاهُ وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا إلهَ إلا أنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَقْبَلَتِ الدَّعْوَةُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَقَالَتِ المَلائِكَةُ: يَا رَبِّ هَذَا صَوْتٌ ضَعِيفٌ مَعْرُوفٌ فِي بِلادٍ غَرِيبَة، قَالَ: أما تَعْرِفُونَ ذلكَ؟ قَالُوا يَا رَبّ وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: ذَلكَ عَبْدِي يُونُسُ، قَالُوا: عَبْدُكَ يُونُسُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ مُتَقَبَّلٌ وَدَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، قَالُوا: يَا رَبّ أوَلا يُرْحَمُ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي الرَّخَاءِ فَتُنَجِّيهِ مِنَ البَلاءِ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ الْحُوتَ فَطَرَحَهُ بالعَرَاءِ ”
بَعد أن تماثل يُونسُ بن متى “عليه السلام” للشِفاء أمره الله تعالى أن يأتي قومه فيخبرهم أن الله تاب عليهم ، فعمد إليهم فلقي راعياً فسأله عن قوم يونس ، فأخبره أنهم ينتظرون رجوع نبيهم ، قال : “فأخبرهم أنك قد لقيت يونس” ؛ فلما أخبرهم قدموا عليه وقبلوا يديه ورجليه وأدخلوه المدينة بعد إمتناع ، فمكث مع أهله وولده () ونحمد الله الذي شَرفنا بأن جعلنا مِنْ ذرية رسول الله “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم” وهذا أولاً ثُم شَرفنا نحن وآبائنا وأجدادنا أن نكون مِن أهل نينوى بل وجعل قِسمٌ مِنْ أهلنا سَدَنة النبي يُونس حيث إختصوا بإطعام زائريه وطغى على هذه الأسُرة كنية (الشوربجي) نظراً لِما كانوا يُقدمونه من طعام (الشوربة) وهم إحدى أسُر قبيلة السادة السبعاويين الحُسَينيين مِمَن سَكن قَرية أو محلة النبي يُونس “عليه السلام” .
لطالما تساءلت متى ينتهي إمهال الله لأهل نينوى ومتى ينتهي هذا الحين الذي ورد في الآية الكريمة ﴿وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴾() فقد ورد بحق أهل نينوى ” أخَّرنا في آجالهم ولم نعاجلهم بالعقوبة ، وتركناهم في الدنيا يستمتعون فيها بآجالهم إلى حين مماتهم ، ووقت فناء أعمارهم التي قَضَيْتُ فَنَاءها ” والسؤال هنا هل هذا الأمر يختصُ بأهل نينوى زمن نبي الله يونس بن متى “عليه السلام” أم ينسحب الأمر على أهل نينوى على مَرِ العصور والأزمان حتى يرث الله الأرض ومَن عليها ، عِلماً أن كلمة (حين) في القرآن الكريم لها دلالات كثيرة ؟ خاصةً وأنَّ في اللغة هناك ظروف محددة مثل (شهر، عام، أسبوع ،حول) وظروف مبهمة و(حين) هي من الظروف المبهمة بمعنى أنه ليس لها وقت محدد لكن قد يُعلم وقتها بما تُضاف إليه كقوله تعالى ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾ () وكذلك قوله تعالى ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ () حسب الثمار …. فَبُشِرت أن إمهال الله لأهل نينوى إلى يوم القيامة ، لذا فكلما حادوا عن طريق الحق وجادة الصواب سلط عليهم سياط القَدر ليعيدهم إلى رِحابه جل جلاله وعَزَّ كماله ، خِتاماً عثر عام 767 هـ على قبر النبي يونس، لذا سُمي بجامع النبي يونس في الموصل .
ثالِثاً : أهلُ نينوى في الكِتابِ المُقَدَّس :
الإمبراطورية الآشورية الحديثة هي إمبراطورية نشأت في ما بين النهرين استمرت منذ سنة 934 ق.م. وحتى سنة 609 ق.م ، نافست هذه المملكة كل من بابل وأورارتو وعيلام ومصر على زعامة العالم القديم، وأصبحت بمجيء تغلاث بلاسر الثالث أقوى إمبراطورية في العالم القديم بعد أن تمكنت من الإنتصار على هذه الممالك، واستمرت هذه الإمبراطورية حتى سقوط عاصمتها نينوى بيد البابليين والميديين سنة 612 ق.م ، إعتنق أهل نينوى التوحيد على يد نبيهم يونس بن متى “عليه السلام” وقد بدأ الغزو الآشوري لفلسطين عام (723) ق.م حيث قاد الملك الأشوري (شيلمنصر الخامس) حملة على المملكة الشمالية إحتل الآشوريون إثرها كل البلاد ما عدا العاصمة الإسرائيلية (السامرة) التي كانت حصينة وإستطاعت أن تقاوم الحصار لِثلاث سنوات ، وإستطاع الآشوريين بعدها أن يحتلّوا العاصمة الإسرائيلية (السامرة) في عهد الملِك الآشوري (سرجون الثاني) ق.م وكان ذلك في سنة 722 ق.م (سفر الملوك الثاني 17: 6 ، 18: 9) وبعد تدمير مدينة (السامرة) تمّت إعادة تنظيم إدارة إسرائيل وأصبحت البلاد مُجرد ولاية آشورية بإسم “سامريا” يحكمها حاكِم آشوري ، وقد تطرقنا في مقالنا الموسوم (بالأمَسِ إغتِيلَتْ نِينِوى الحَدْباءُ … وَغَداً سَتُغْتَالَ أخُتُها بَابِلُ الفَيْحَاءُ) بإسهاب للتفاصيل المتعلقة بالغزو الآشوري والبابلي ….
ورد ذِكرُ نينوى وأهلها مقروناً بِذكرِ القائِد الآشوري في الكتابِ المُقَدَّس في تفاسير حزقيال، دانيال، أشعياء وكما يلي : ” ستكون هناك قوتان متضاربتان على مراكز السيادة على العالم ، دول غرب أوربا والآشوري”
وأوردوا في التفسير عن مهمته بما يأتي :
” ويل الآشوريون ، قضيب غضبي الحاملين بأيديهم عصا سخطي ، أرسلهم إلى أمة منافقة ، وأوصيهم على شعبي الذي غضبت عليه ، ليغنموا غنائمهم ، ويستولوا على أسلابهم ، ويطأوهم كما يطئون الوحل، لكن ملك أشور لا يعلم أنى أنا الذي أرسلته ” (سفر أشعياء 10 : 5)
هنا تبيان إن ملك أشور مرسل من عند الله فهو منصور وإن جمعوا عليه الدنيا وما فيها فان النصر سيكون حليفه لأنه كما في النص عصا الرب” فهل تنكسر عصا الرب؟؟ كما هم يعتقدون أنهم إذا قتلوا ملك أشور أنهم سينجون من العقاب !! ألم يعتبروا هؤلاء مما فعله فرعون عندما قتل أبناء بني إسرائيل حتى ينجو من العقاب وكان الله اكبر من مكر فرعون عندما حجم عقله وعلمه وقدرته وجعل موسى الطفل ينشأ في بيته وعلى يديه حتى اشتد عوده وجاء وعد الله وقضى عليه فهل من هؤلاء من يعتبر
(هو يد الله التي ستضرب بواسطة الآشوري ، وسيكون هو عدوَّ إسرائيل آخِر الزمان ، وسيرسله الله على أمَّة منافِقة هي شَعْبُه) ، وذكروا في تفسيرهم عن شعب القائد الآشوري :
(شعبه قويٌّ لم يكن له نظير من الأزل ، ولا يكون بعده ، قُدَّامه نارٌ تأكل ، وخلفه لهيب يحرق ، وأمامه جنةُ عدن يَجْرُون كالأبطال ، رجالُ حرب ، يمشون كل واحدٍ في طريقه ولا يغيرون سُبُلَهم ، ولا يزاحم بعضُهم بعضًا ، وبين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون ، إنه هو الذي سيستخدمه الربُّ في القضاء على الشعب اليهودي ، وسيحقل الآشوري نصف إسرائيل في أول أيامه ، وسيستخدم العصا على إسرائيل ، وسيضرب قاضيها بقضيب على خدِّه) .
ولقد ذكرت معركة في أصول أهل الكتاب وهذه المعركة لها ملامح في أصول الاسلام ، معركةٌ تَدورُ رحاها في المستقبل ،
قال أهل الكتاب عن أطرافها :
(ستكون هناك قوتان متضاربتان متنافستان على مركز السيادة على العالم : (دول غرب أوروبا والأشوري) (تفسير حزقيال / شرح الكتاب المقدس – القمص أنطونيوس فكري ص 231 ، تفسير دانيال / حنا 193) . ()
– وقالوا في التفسير عن مهمته :
“… يد الله هي التي ستضرب بواسطة الأشوري ” (تفسير أشعيا / حنا 123) وسيكون هو عدو إسرائيل آخر الزمان (تفسير دانيال / إيرنسايد ص 95) وسيرسله الله على أمة منافقة هذه الأمة هي شعبه (تفسير أشعيا / حنا ص 123)
وتحدثت تفاسير أهل الكتاب للتوراة : أن فلسطين هي محور النزاع في معارك الآشوري مع اليهود يقول إيرنسايد في تفسير دانيال :
“سيكون هناك تحالف غربي وتحالف شرقي وتكون فلسطين هي موضوع النزاع” نقلاً عن كتاب سقوط إسرائيل من العلو والإفساد الى الزوال ()
وقالوا في التفسير عن شعبه :
” شعبه قوي ، لم يكن له نظير في الأزل ، ولا يكون بعده ، قدامه نار تأكل ، وخلفه لهيب يحرق ، وأمامه جنة عدن (أي الشهادة) يجرون كالأبطال رجال حرب يمشون كلُ واحدٍ في طريقه ، ولا يغيرون سُبُلَهُم ولا يزاحم بعضهم بعضاً وبين الأسلحةِ يقعون ولا ينكسرون ” ()
و قالوا : ” أنه هو الذي سيستخدمه الرب في القضاء على الشعب اليهودي ” ( أشعيا / حنا 123/1)
) ” وسيحتل الآشوري نصف إسرائيل في أول أيامه ” (حزقيال / فكري 341 ) ( دانيال / حنا 191
لابدُ من التذكير بأن نينوى هي عاصمةُ الآشوريين ، وبعد إستيلاء داعش على نينوى وقيامه بحفر أنفاق تحت مرقد النبي يونس ” عليه السلام” تم إكتشاف قصر إمبراطور آشوري يُعتقد أنه قصر ” أسر حدون” وقد تطرقت إلى ذلك الباحثة والآثارية السيدة ليلى محمود صالح السبعاوي ، يعتقد علماء آثار عراقيون أن تنظيم داعش حفر أنفاقاً عميقة تحت أنقاض مرقد النبي يونس في شرق الموصل، ما أدى إلى اكتشاف قصر تأريخي ، والقصر المكتشف يعود تأريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهو قصر الملك الأشوري أسرحدون.
تجدر الإشارة إلى أنَّ العُلماء اكتشفوا كنوزا أثرية نادرة في الأنفاق التي حفرها مقاتلوا تنظيم داعش داخل نظام الأنفاق، حيث عثروا على غرفة العرش للقصر العسكري التي كان يبلغ طولها 55 متراً تقريباً ، وأكد ” بيتر ميجلوس أستاذ علم الآثار بجامعة هايدلبرغ ” أنَّ القصر محفوظ جزئياً بشكل جيد وقال :
” تسبب المتطرفون في إلحاق دمار كبير، لكنَّ ذلك أتاح لنا رؤية أوضح للمكان ، وأوضح أنه بُني مسجد النبي يونس فوق قصر عسكري للإمبراطورية الآشورية ”
والآن فلنتمعن بما قاله الكاهن اليهودي للأمير نور الدين زنكي عندما سأله : مَنْ يدمركم بعد هذا العلو وكيف تنتهون ؟؟
فقال الكاهن اليهودي :
( لا نخشى إلا من ملك بابل فإنه طاغية جبار عنيد ينقلب علينا بعد أن توجناه … فقلت له أكمل حديثك ، فقال : نجمع عليه أهل الأرض مرتين وجنود لا طاقة له بها ويأتي طيرٌ من السماء يُلقي ما في بطنه فيظن الناس وجنده وأهله أنه إنتهى فيمرح أعداؤه ويبتهجون ولكن لا تكتمل البهجة ، ويظهر بعد أيام معدودة كأنه عفريت من الجن، فيتبعه رجالٌ ظَلَمَة لا رحمة في قلوبهم فيكونُ سبباً في قتل بشرٍ لا يحصون وتكون نهايتنا على يديه ويقتل منا ما لا يتخيله بشر ويموت بالحمى في وادي السيسبان ، فقلت والله انك لكاذب .
فقال : والله يا مولاي لو قرأت كتابكم وحديث رسولكم بحفظ وعلم لوجدتني صادقاً ) .()
وقد ورد في سِفر حزقيال :
” لهذا حي أنا يقول السيد الرب لأنك دنست قدسي بكل أصنامك المكروهة وبجميع رجاستك فأنا استأصل ، ولا تترأف عليك عيني ولا أعفو ثلث سكانك يموتون بالوباء والجوع في وسطك ، وثلث يقتل حولك بالسيف ، وثلث أخير أشتته بين الأمم أتعقبه بسيف مسلول، وهكذا انفس عن غضبي ويخمد سخطي إذ أكون قد انتقمت، وحيث يستكين حنقي عليهم يدركون أنى أنا الرب الذي أصدرت قضائي في احتدام غيرتي ” (سِفر حزقيال : 5-6 ) (حنا 192 ، زكريا 255) ( 16-27 )
” لا تفرحي يا كلّ فلسطين (إسرائيل)، لأن القضيب الذي ضربك قد إنكسر، فإنه من أصل تلك الأفعى يخرج أُفعوان ، وذريّته تكون ثعباناً سامّاً طيّاراً، ولول أيّها الباب ، ونوحي أيّتها المدينة ، ذوبي خوفاً يا فلسطين قاطبة ،لأن جيشا مُدرّباً قد زحف نحوك من الشمال ، لا تفرحي يا كل فلسطين (إسرائيل) ولا تبتهجي بأنك استطعت أن تكسري صولجان ملك بابل لأن الرب سيعاقبكم به ، وما هي إلاّ أيام معدودة فقد تحول بينكم وبين ملك بابل الذي جمعتم له الدنيا وظننتم أنكم قد قضيتم عليه فانه سيخرج لكم كعفريت من الجن وسيدوسكم كما يدوس الوحل ” . ( سفر إشعياء 14: 29)
وفي قرائه تفسيرية من كتاب الحياة :
” إلى أن يأتي صاحب الحكم فأعطيه إياه” فمن هو صاحب ذلك الحكم الذي تشير إليه النبوءة والذي سيتم به القضاء على دولة الغاصب وإقامة الحكم العربي الإسلامي صاحب الحكم الحقيقي …!! ()
خِتاماً نوجه الخِطَاب لأهلنا في الموصل الحدباء وهم شَعبُ القائِد الآشوري الذي أعدهم الله لهذه المهمة العظيمة الجليلة ألا ينبغي أن نُعيد حسابنا ونرتقي بأخلاقنا وبديننا وبسمعة أهلنا ودِيارنا لنكون أهل لهذا التكليف الرباني الذي إنتقانا الله وإختارنا وإصطفانا دون سائر خلقه لنكون أهل لذلك متى حان أوانه …!!!؟؟؟

أحدث المقالات