لاتكاد تنتهي أزمة ،حتى تظهر أخرى أقسى وأمرُّ من سابقتها، هكذا هي حال نينوى الجريحة الآن، رغم ثورة الإعمار، التي يشهد لها القاصي والداني،بجهود إستثنائية وشبه ذاتية لحكومة نينوى،يفرح لها كل عراقي شريف،فنينوى التي خرجتْ من أقبية التخلف والظلام الى نورالله،وبطش وإرهاب لامثيل له في التأريخ،أليوم تنعّم بالإستقرار والأمان،ويقود أبناؤها حملة إعمارحقيقية ،في جميع مرافق الحياة ،التي دمرها الإرهاب الداعشي اللعين، ولكنّ هذا لم يرُقْ للفاسدين والأحزاب التي تريد الإستحواذ على كل شيء في نينوى(مناصب ومشاريع وغيرها)،فتختلق لها الازمات،أزمة المطار،الغاز،البنزين المفتعلة،مئات المشاريع المتلكئة، بسبب هيمنة الأحزاب عليها، لمقاولين يتبعون لها،خلافات سياسية وتعدّدّ القرارالسياسي والأمني، بسبب الصراع على الموارد والنفوذ،الضغوط السياسية من خارج المحافظة(ذكرها المحافظ للسفيرة الامريكية)،في المؤتمر الصحفي في نينوى،تربك عمل المحافظة وتنفيذ مشاريعها،تدخلات جهات متنفذة تابعة للاحزاب تضع العصا بعجلة الاعمار،فساد في دوائرها بسبب تبعية مدراء الدوائر للاحزاب بفعل المحاصصة الطائفية ،تصارع كتل كبيرة للإستحواذ على منصب المحافظ،ومن أقسى وأشد الأزمات قسوة وظلماً وإنتقاماً ،هو فرض –تصريح أمني، وهيئة مساءلة وعدالة- على عوائل شهداء داااعش ضحايا الارهابي،بالبرغم من أن مجلس الوزراء والسيد محمد شياع السوداني قاد حملة ومتابعة لتنفيذ قرارألغاهما بقرار رسمي، ولكن مازالت دوائر المحافظة تمارس ظلمها على أبناء نينوى،فساداً وإنتقاماً،نينوى بكل تاريخها وحضاراتها الاولى، وهي أبجدية الحرف الاول والكتابة في التاريخ، لن تستسلم للظلم والازمات،والشاهد الاكيد، أنها رفضت وحاربت –فكر – داعشي الظلامي المتخلف، وقدمّت الآف الشهداء على طريق الحرية والخلاص ،حيث أعدم بيوم واحد فقط- 2070 شهيد، وعلّق أسماءهم على جدران الجوامع والمساجد في الموصل،وهاهي حفرة –الخسفة- تشهد لرفاة عشرة الآف شهيد رماهم ،بدم بارد بعد اعدامهم التنظيم المجرم فيها،وهناك قصة أليمة ومفرحة تداولها، أهل الموصل وقتها، وهي أن –داعشياً- أراد إعدام منتسب للشرطة ،وجاء به الى فم حفرة الخسفة ، وأثناء إعدامه بلحظات ،دفع الداعشي الشهيد الى عمق الحفرة ، فسحب الشهيد الداعشي معه ،الى داخل الحفرة وفطس هناك،لهذا الموقف ومواقف وقصص أخرى ،أكثر رجولية وشجاعة ،تمّت من قبل شهداء أعدمهم داعش ،حيث نذكرعن الشهيد البطل يونس احمد رسول،(وهو شخصية رياضية واجتماعية مشهورة بالموصل)،قال للدواعش أثناء سحبه للإعدام ،بعد أن بّصقَ بوجه قاتله( سيأتي أولادنا ويخرجونكم من المدينة بالقنادر والجلاليق)،وهكذا تحققت نبوءة الشهيد، اليوم نينوى أسيرة بيد الفساد ، يعيق إعادة إعمارها ،ويجعل منها بقرة حلوب ، تتخبط في أزماتها ،أزمة تلو أزمة ،إبعدوا نينوى عن صراعاتكم وفساد أحزابكم ، كي تعود مشرقة وفاعلة في المشهد الثقافي والفكري والحضاري ووالفني الاجتماعي العراقي…نينوى رأس العراق، فلا تتركوا الرأس يعاني من الوجع والدوار والغثيان …!!!