22 ديسمبر، 2024 5:54 م

نوم “النازح” عبادة ..!

نوم “النازح” عبادة ..!

النازحون القادمون من مختلف محافظات العراق, لا شك أنهم تعرضوا لبطش الإرهاب المجرم؛ حتى فروا من بيوتاتهم؛ بعيد أن استحالت مناطقهم داعشية بالكامل, لكن؛ أين المفر من الجوع والمرض ومرارة التهجير..؟ فهم افترشوا حصى الأرض, والتحفوا شمس الصيف الحارقة, صغيرهم أعياه المرض, وكبيرهم قتله اليأس.!!

ازدراء العوائل, منهج مارسته عصابات داعش بحق الأبرياء, أبشع أنواع القتل, والتعذيب لحقت بالأسر هناك, ما جعلهم يلوذون بالفرار, لصون ما تبقى من كرامتهم المنتهكة.

نوم النازح عبادة, الابتهال والتضرع الى الل… والتمسك بالعقيدة وحب الوطن, بعد كم السأم الذي لحق بهم, بحاجة الى تدبر, لمعرفة حجم الضرر واليأس, وكيفية تحويله الى قوة وإرادة, لمواجهة جميع التحديات والمصاعب, فهم ناموا بعد إن فتحت المحافظات الجنوبية, قلوبهم قبل بيوتهم استقبالاً لهم, نومهم هنا يُمَكنهم من حفظ أرواحهم التي أزهقها الإرهاب, وعلى ما يبدو أنهم شاهدوا عن كثب كيفية تعذيب الأطفال, والنساء, والشباب, وحتى الشيوخ, الأمر الذي جعلهم يأتون “لاجئين خائفين نازحين” الى باقي المحافظات, التي تنعم بالأمان, قياساً بمناطقهم التي قضمتها داعش؛ وباتت تحت سيطرتها..!

وتجدر الإشارة هنا, الى إن فتوى المرجعية الدينية العليا, لم تكن ملزمة فقط على أبناء الحشد الشعبي! بل أطلقت العنان الى معتمديها, بإرسال قوافل المساعدات؛ المادية والعينية وغيرها, لتعينهم على محنتهم, وعسى أن تخفف من وطأة الأم؛ وهي تغسل لبنتها في صوان صغير داخل الغرفة الخشبية! وعسى أن تغير من حزن الطفلة التي استحالت هيكلاً عظمياً بسبب نزوحها, لكن عيناها الزرقاء وحلاوة ابتسامتها توضح أملها بالعودة الى الديار, وعسى أن تغير من سير الطالب محمد وهو يقرأ كتاب القراءة مع صديقه علي! قصص من المعانات تكتنف كل مخيم للنازحين, ربما كل الأقلام لا تستطيع وصف حياتهم التي يعيشوها بعد نزوحهم!

أما سبايا النزوح, نساء كل واحدة منهم بعشرين عمرها, لا تدري أتنتظر النصيب! أم العودة الى بيوتاتهم التي أخذتها داعش وفخخخت أغلبها!

لذلك وبعد كل ما تقدم “نوم النازح عبادة” ..!