المشهد السياسي العراقي، يراه المتتبع ينطلق بسرعة فائقة، مجتازاً تطور التكنولوجيا في كوكب اليابان! وربما في ذلك خلل بنيوي، تأسست عليه الطبقة السياسية الحاكمة، المتسمة بفوضوية تامة، وتسلط الحكومة المركزية، حتى أصبحت الحياة للأقوى والموت للأضعف!
عمدت الحكومة العراقية، ومنذ ولادتها على أنماء، ورعاية الشياطين الماردين، بطرق مباشرة، وآخرى غير مباشرة، فتارة تجدها أطلقت العنان لمنغولي الفكر، يعبثون بمقدرات البلاد، وتارة تخاطبنا: خطاب المشفق الحريص على بناء بلد عانى الدمار، والإهمال، على مدار خمس وأربعين سنة منصرمة !
في حقبة المجيد ظلم الجنوب، وبحقبة المالكي أعدم الجنوب، رسالة من نوري كامل المالكي الى الراحل صدام حسين المجيد: أنت ظلمت الجنوب وأنا على خطاك سائر وليخسأ الخاسئون.
كانت المحافظات النفطية تنتظر رحمة الساسة “اللفطية” بعد أن قدم المجلس الأعلى، مشروعه مطالباً بأن يكون حصة المحافظة، “5 دولار” مقابل كل برميل نفط تنتجه آبار تلك المحافظة، بدل من دولار واحد، كجزء من التعويضات التي تدفع لكل مواطن “شروكي ” لما تخلفه عمليات تكرير وأستخراج النفط، من أمراض سرطانية قاتلة وأخرى مزمنة، ناهيك عن التلوث البيئي الذي يحل بالمدن، وأستبشر الجنوبيون خيراً بخطاب القائد الأوحد، أبان أنتخابات مجالس المحافظات لعام 2013 عندما قال بالحرف الواحد ” سيكون البترو 5 دولار بدل البترو دولار” فهذا حق الشعب ويجب أن يعطى لهم”!
قرب المجلس الأعلى من الكتل السنية والكوردية والشيعية ببعضها، جعلته يكسب ودها لتسانده في مشروع “البترو 5 دولار” وسرعان ما وافقت كل الكتل النيابية، وادرج المشروع في سجل اعمال مجلس النواب، منتظرين رصاصة الرحمة التي تطلقها الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بعد أن صرح رئيس الوزراء في بالبصرة ان البترو دولار قد اصبح بترو 5 دولار!
مرة اخرى يلعب الشيطان الأمرد لعبته الحقيرة، ليضع مجلس النواب في موقف لايحسد عليه، بعد أن ارسل الموازنة العامة، الى مجلس النواب لغرض التصويت عليها، تفاجئ النواب ان البترو دولار لم يزد ولا سنت واحد، فان اعترضوا وأعادوا الموازنة، يعني تأخر جميع مؤسسات الدولة وأيقافها عن العمل، وستشن حملة شعواء ضد مجلس النواب، وأن اقر مجلس النواب الموازنة فهو خلاف القانون الذي أقره، وهنا نفهم الدور البشع الذي تقوم به حكومة الشياطين.
“اتقوا فِراسة المؤمن فإنَّه ينظر بنور الله”