هنا تقييمنا للسيد المالكي ومواقفه خلال الثمان سنوات من حكمه وما يدور حوله فمن الضروري معرفة التفاصيل كاملة كما في ادناه
بداية يجب ان نحدد في حديثنا هذا الاهداف والغايات. واكيد ان اهدافنا وغاياتنا هو العراق وابناء شعبه واكيد هذا هو كذلك هدف الغالبية العظمى من الشعب. ولكن ومع الاسف فأن غايات البعض تنصب فقط في الانتخابات ونتائجها وما سيجنيه في المستقبل وهي اهداف ومصالح شخصية بحتة. فنجد السجالات والمناقشات الغير البنائة وفي بعض الاحيان السب والشتم ومهاترات لها اول وليس لها اخر. من الممكن ان نحسب بعض هذه المناقشات بنائة حينما تكون غايتها هي المصلحة العامة وذلك بتصحيح الخطأ ومعالجته من اجل تصويب الامور باتجاهها الصحيح. ولكن ما نراه في الغالبية العظمى من هذه المناقشات وعلى فضائيات معروفة بأنها تصب باتجاه التنكيل والتشهير وفي الفترة الاخيرة صارت الانتقادات وما صاحبها من مهازل وكأنما ما نراه ونسمعه ليس من قناة فضائية تتقيد بالاصول بل في احد الشوارع التي يملأها مجموعة من المشعوذين والفاسدين التي لا تعرف للاخلاق والاصول معنى.
نبقى نتمنى ان يكون اي انتقاد بنائا وان لا يكون فقط لاسباب شخصية. اي ببساطة يجب ان نكون موضوعيين في طروحاتنا ونبتعد ولو قليلا عن الذات. فلا يجب ان ننتقد فقط لكي نجرح الغير ونشوهه ونسقطه من اعين الناس والمشاهدين. فهذا الاسلوب لن يوصلنا الى غاياتنا ومرامينا. لان ما يريده الطرف المنتقد هو الصعود مكان الطرف الاخر باي وسيلة وهذه هي طامتنا الكبرى. وخير دليل على ذلك ماحصل عند تساقط الامطار بشكل كبير جدا في العراق وبكميات ندر ماشاهدنا مثلها سابقا. لانقول ان الدولة قامت بواجبها على اكمل وجه وانما حدث كان شيئا فضيعا لمجموعات من الناس وربما يمكن توصيفها الى حد الكارثة للبعض. ولكن مع الاسف ما لاحظناه ولاحظه الكثير من الناس ان الكثير من المنتقدين كانوا يستغلوا ويستثمروا جراح المنكوبين وجراح الشعب المسكين وبات يخرج في الفضائيات لينتقد ويهين ويرفع صوته بصورة تمثيلية واضحة وكأن قلبه على الشعب والكل يعرف ماضي هؤلاء وهم خارج العراق وبعيدين كل البعد عن اوضاع العراق وحياته اليومية والبعض لهم الحق ان يكونوا خارج العراق لانهم اصلا ليسوا بعراقيين وكانوا جزءا من النظام السابق وكانوا يعملوا في اماكن هي الفساد بحد ذاته.
مثل هكذا مصائب وفاجعات ممكن ان تحصل في اي بلد. ويمكن لاي شخص الان ان يشاهد قناة ال BBC او ان يبحث في الانترنت ليرى ماذا يحصل الان في بريطانيا! فان مدننا وقرى كثيرة في بريطانيا تعيش منذ حوالي ثلاثة اشهر ولحد الان كوارث الفيضانات بسبب الامطار. وبيوت مناطق كاملة تعيش الان والمياه داخل بيوتهم ولم نرى احدا يشهر من اجل التشهير او ينتقد فقط من اجل الانتقاص من الغير بل الجميع هناك يسعى لحل المشكلة التي حصلت وتجنب ما يمكن ان يحصل في المستقبل وتلافي الاخطاء. وان كان هناك من انتقد فقد انتقد من اجل الاصلاح لا من اجل التشهير والدعاية الانتخابية. وما نتحدث عنه هو بريطانيا العظمى وليس غيرها. صحيح من الممكن ان ننتقد الاحتياطات ومن الممكن ان يكون هناك تقصير كبير او حتى فساد ولكن اولا يجب ان نعالج ما يمكن معالجته وانقاذه والوقوف فعليا صفا واحدا ويدا بيد لحل مثل هكذا مصائب ويجب ان ينسى الجميع الخلافات من اجل المساعدة وانقاذ ما يمكن انقاذه وبالتالي محاسبة المقصر. ولكن ما نراه هو استغلال هذه الاحداث من اجل التنكيل بالبعض من اجل ارضاء البعض الاخر.
والان ما نحب ان نبينه للجميع ان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي ليس كونه رئيس الوزراء الحالي للعراق فأنه بالتالي يجب ان يكون في كل مكان وموقع ودائرة وبلدية في العراق فهذا شيء خرافي وغير ممكن وكما العراق مليء بالكثير الكثير من المخلصين له فهنالك في نفس الوقت من هم لا يروا الا انفسهم ولا يعملوا الا لصالح انفسهم. ونحن نلاحظ مع قرب الانتخابات بانه بدأ تصعيد جديد وبدأت وتيرة ونبرة الفضائيات تتصاعد بشكل ملحوظ وغير طبيعي وصل وكما قلنا الى حد الاسفاف ولغة الشوارع البذيئة منها. من يظهر على الفضائيات فليحترم نفسه حتى يحترمه العالم فانك عندما تنتقد رئيس وزراء بلدكبهذه الطريقة التافهة فانك تعكس صورة غير مقبولة عن اعلامنا وعن اخلاق بلدنا وابناء شعبه. ولكل شخص ايجابياته وسلبياته وماهو صائب وما هو خاطيء وليكن حكمنا عادلا على غيرنا ومنهم السيد نوري المالكي رئيس الوزراء. فكون حكمه قد دام لحد الان حوالي الثماني سنوات فهذا لا يعني ان الثمان سنوات هي لجمع المال يوميا وخزنه بالقاصات والبنوك للمستقبل. فما هكذا تقاس او تحسب الامور لان حقيقة البعض من الذين رشحوا او سيرشحوا للانتخابات وصراحة نقولها هذا هو همهم ولا يحسبها غير بالفلوس.
ولكن فلنرى ونتطرق اولا للايجابي من هذه الثمان سنوات وبعدها نتطرق بصراحة تامة وبموضوعية للسلبيات والتي ممكن ان ترافق اي حكومة في العالم لان الكمال لله وحده.
لنرى ما فعل السيد المالكي في هذه الثمان سنوات وما يراه كل عراقي مخلص بانه ايجابي.
في البداية يجب الا يخفى على الجميع ما هي طبيعة العراق ومكوناته واحزابه وطوائفه فهناك تشابك كبير في كثير من الامور ومن الصعب جدا على كائن من يكون ان يحل اي عقدة بدون ان تكون هناك اصوات من هنا وهناك تلك تقبل وتؤيد وتلك التي ترفض.
فاول ما جابهه السيد المالكي في فترة حكمه الاولى هو الجماعات التي حسبت نفسها باطلا على التيار الصدري والتيار بريء منهم. فضرب السيد المالكي وبقوة وازاح في البصرة خصوصا كل سارق وناهب ومخرب للبلد رغم ادعاء هؤلاء الزائف بانتمائهم لاكبر تيار شعبي في العراق. وطبعا كان هناك معارضون وكان هناك من استبشر خيرا وقال ان هذا هو التصرف الصحيح وهكذا يجب ان يكون تصرف الحكومة الوطنية وصرحوا بان تصرف السيد المالكي والحكومة هو تصرفا وطنيا مشرفا بعيدا عن الطائفية.
وبعدها جاء قرار المحكمة باعدام الطاغية وفرعون عصره المجرم صدام وصادق عليه السيد المالكي وهذا العقاب قد زعل الكثيرين ومنهم من لا يزال يظهر على الشاشات لابسا السواد حدادا وحزنا على سيده ويستغل كل فرصة للانتقاص من حكومة المالكي ومن شخص المالكي.
ويعود مرة اخرى السيد المالكي ليضرب وبقوة وبقرار جريء تنظيم القاعدة وبالاحرى داعش في الرمادي عندما رأى اهل الانبار ومجلس محافظة الانبار ان الخطر قد استفحل. ولكن ما حصل ان نفس هؤلاء الذين استبشروا خيرا عندما ضرب المالكي المخربين في البصرة وغيرها نراهم اليوم يسبون ويلعنون ويحتجون وأطروا كل طروحاتهم بالطائفية, اي من المسموح ان تضرب المخربين في قلب البصرة لكن غير مسموح ان يضرب ليس المخربون بل الارهابيون العتاة في الرمادي. وكما معلوم فقد امرت الحكومة بدفع تعويضات كبيرة للمتضررين في الرمادي وحولها.
وبعدها جائت مشكلة اقليم كردستان. فعندما رأت حكومة المالكي بأن الاقليم يأخذ حصته الـ 17% من الميزانية المخصصة دون ان تبعث حكومة الاقليم بعائدات النفط المصدر من الاقليم, ارتأت الحكومة ان تبحث مع الاقليم المشكلة واوقفت الاستمرار بالدفع لحين حل المشكلة لان هذه الاموال وصادرات النفط في الاقليم هي جزء من النفط العراقي واموال الشعب العراقي. وطبعا لا ينفك هذا او ذاك مستغلا هذه المشاكل والعقبات او الخلافات ليعمل تحالفات مع هذه الجهة او تلك ضد المالكي.
وعندما حصلت مشكلة الامطار والفيضانات وغرق البيوت وتضرر الكثيرين في محاصيلهم وغيرها من الاضرار ارتأت حكومة المالكي تعويض هؤلاء المتضررين من هذه الكارثة رغم علم كل الحقوقيين وذوي العلاقة بانه حتى شركات التامين لا تعطي اي تعويضات عند حدوث كوارث طبيعية او فيضانات. وطبعا هذه التعويضات وغيرها هي ليست منة من احد لان الدولة ليست ملك لاحد وخير البلد هو لشعبه.
نقولها وبصراحة كل هذه مشاكل تصل لحد الازمات وكوارث صعب معالجتها من قبل اي قيادة او شخص ولكن والحمد لله استطاعت الحكومة وبرئاسة المالكي ان تتخذ قرارات جريئة وصعبة وفي اوقات صعبة صعبة جدا. ان تلك القرارات ارضت البعض وزعلت البعض وطبعا كل حسب مصلحته الخاصة واكثرهم بعيدين كل البعد عن الوطن والوطنية والبعض الاخر لا يمكن ان يرضى باي حل لانه اصلا لا يريد ان يكون هنالك حلا وهو اصلا مرتبط بجهات تمول الارهاب بالعراق ومحيطه. ولكن نقولها وبثقة ان السيد المالكي استطاع ان يبقى واقفا وصامدا ولم يتراجع في هذه القرارات المهمة والحاسمة والجريئة لتكون هذه السنوات الثمانية سنوات خبرة ودراية بكل شاردة وواردة في امور الدولة والحكم.
والان لنتأتي على الامور السلبية في هذه السنوات الثمانية.
ان اكثر ما يتم جرح السيد المالكي به فعلا هو مجموعة معينة من الفاسدين المحيطة به. فهذه المجموعة قد اساءت لاسمه وموقعه بشكل كبير كونهم اناس لا يعرفون غير مصالحهم الخاصة ووصوليون ونفعيون الى درجة كبيرة مستغلين قربهم من القرار ومن السيد المالكي ليستغلوا وظيفتهم هذه بحق او بغير وجه حق لتحقيق مصالحهم الخاصة وغير الشرعية. وطبعا هذه المشكلة هي ليست خاصة بالسيد المالكي حصرا فهي ايضا ترابط تقريبا اغلب المسؤولين في الدولة العراقية وكذلك رؤساء ووزراء ومسؤولي اغلب دول العالم. ولكننا ونقولها صراحة يجب ان تعالج هذه المشكلة ويبعد كل فاسد ثبت عليه عمله الفاسد لانهم بؤرة ممكن ان تبقى تلوث وتلوث الى الحد الذي لا يمكن معالجته بعدها.
والمشكلة الاخرى هي ما تناقلته بعض الفضائيات عن احمد المالكي نجل السيد المالكي. وحقيقة هذه المشكلة بدأت عند استلام احمد المالكي مهامه في رئاسة الوزراء فقد تلقته واحاطت به وبشكل عجيب مجموعة من الفاسدين والفاسدات اخلاقيا واداريا ومن ذوي السمعة المشبوهة عند الجميع لتنعكس بالتالي على احمد المالكي والذي لم نعرف منه سابقا الا خيرا ولو شائت الاقدار وكان قد احتضنه مجموعة طيبة لما شاعت هذه الافكار والاتهامات لشخصه او مكانته, فلذلك يجب الاسراع بمعالجة الامور وباسرع ما يمكن كي لا تخلط الامور ويستغلها من ينتهز مثل هكذا فرص.
اما المشكلة الاخرى فهي تخص الامانة العامة لمجلس الوزراء التي كان في يوم من الايام صيتها لا يعلى عليه ولها مكانتها المحترمة التي تليق بها ولكن ما يحصل اليوم هو فساد اداري وسرقة وفساد اخلاقي لا يظاهيه فساد وفي اغلب مفاصل الامانة وسرقات بدون خوف او حيطة من احد وتعيينات بالجملة لناس ليسوا اهل لمناصبهم فقط كونهم من طرف بعض الفئات, اي القيادات الموجودة في الامانة حاليا ونكرر لا خوف من رادع وحتى الامور الصغيرة يسرقون فيها ومثال على ذلك توجيه الدولة بان تكون الايفادات للامور المهمة والضرورية جدا جدا فأذا بنا نرى ان العكس هو الذي حصل اذ اصبحت الايفادات لاتفه اتفه الامور وكل شخص يذهب عدة ايفادات لا معنى لها وطبعا كل ايفاد يكلف الدولة مبالغ كبيرة وطبعا معروف سبب هذه الايفادات فهي لفائدة ناس معينين يتفقون مع الجهة في الخارج التي يوفدون اليها وبالتالي العائدات الكبرى هي لناس معينين ونكرر تجري هذه الامور بدون تخوف من حساب.
ان هذه النقاط السلبية في الامانة العامة والتي تم ذكرها لاتمس شخص المالكي وحده فأن الامانة هي مجموعة من الشخصيات من كافة الاحزاب ومن عدة طوائف فالمشكلة مشكلة الجميع وتحسب على الجميع ويجب ان تتخذ الاجراءات والقرارات الجريئة بابعاد كل مفسد عن مكانه ليحل مكانه من هو اهل لذلك ويجب ان تطهر كل الاماكن الحساسة في الدولة من اي شيء يجذب لها اي شائبة او سمعة ممكن ان تسمح للاخرين بان يتطاولوا على الدولة او على الحكومة او يستغلوا اي ثغرة ليس من اجل العراق والوطن ولكن لاجل مصالح انتخابية.
ان ما اتخذه السيد المالكي في ثمان سنوات من قرارات مهمة تجعل له اليد العليا في الانتخابات القادمة مع شرط اجراء الاصلاحات بابعاد كل فاسد ونعتقد ان المالكي قادر على ذلك والشعب العراقي يحتاج الى شخص قوي مثله والعلم عند الله والله الموفق.