19 ديسمبر، 2024 12:15 ص

نوري المالكي : طائفيتك تقتلنا

نوري المالكي : طائفيتك تقتلنا

سينزعج الكثيرين من أتباع ومريديّ رئيس الوزراء العراقي السابق والنائب الحالي لرئيس الجمهورية نوري المالكي – أو الحجي وأبو إسراء كما يدلعونه بعض المتملقين والمنتفعين والللوكية , من عنوان هذه السطور, كونها تعبر عن ماهية ومكنونات هذا الشخص الذي إبتلي به العراقيون في غفلة من الزمن , فبسبب عناد سلفه إبراهيم الجعفري وإصراره على البقاء في كراسي رئاسة الوزراء رغم فشله في درء الفتنة الطائفية التي نتجت عن تفجير المراقد المقدسة في سامراء عام 2006, ورفض السنة والأكراد والمجلس الأعلى لبقائه في منصبه, وكذلك حاجة القوات الأمريكية لشخص بذات نوازع وميول نوري المالكي المريضة والعدوانية, وتنفيذه للأجندة التي وضعتها الإدارة الأمريكية في العراق.ولهذا أستلم نوري المالكي رئاسة الوزراء وعَلمنا وعَلم كل من يعرف تأريخ هذا الحاقد أن العراق مقبل على مجازر ودماء وإشلاء وتجزئة وتقسيم.

المهم لانريد اليوم الخوض في سنوات الفشل والضياع التي جّرنا إليها السيد نوري , ولكننا نريد أن نمّر على مايقوم به سيادته من أفعال لاتحسب إلا في خانة إفشال المشروع الحالي لحكومة العبادي – رغم أننا لسنا من مؤيدي السيد حيدر عبادي- , فبعد خسارته فرصة تشكيل الحكومة 2014, سعى أبو إسراء بكل ماأوتي من قوة وبإستخدام كل أنوا ع وأسماء الميليشيات إلى بث الرعب والقتل في كل محافظات العراق السنية والشيعية على حد سواء , واشاع كل أنواع العداوات بين المكونات المتصارعة أساساً بسبب أو من غير

سبب, وأجج الصراع مع الكرد ومع العرب, وأتهم الدول العربية وغير العربية بمعاداة العراق ومساندة الإرهاب فيه.

وهو من سمح لداعش بالإنتشار والتمدد من خلال تهريب المجرمين المنتمين للتنظيم من سجون البصرة وكركوك وتكريت وأبو غريب وبادوش,وهو من دعم أطراف في محافظة الأنبار على صلة بالتنظيم المذكور مثل أحمد أبو ريشة ,ووزير دفاعه سعدون جوير, وهو من نسق مع نظام بشار الأسد لتسهيل عمليات التنظيم في سوريا قبل أن تتمدد إلى العراق, وعين قيادات حزبية وسياسية وعسكرية فاسدة في الوزارات والمؤسسات الأمنية والجيش, كان كل همها جمع الأموال والحصول على المكاسب بصرف النظر عن الوضع الأمني, وكان عندما تنقل له معلومة خطيرة على شاكلة إحتلال مدينة الموصل, يقول(( بأسهم بينهم – خلي سني يكتل سني)), وكان يأمل أن تدمر المدن السنية ومن ثم يستطيع بجيشه الفاسد وبسيفه الخشبي أن ينتصر على تنظيم داعش, ويظهر أمام الشيعة , أنه المختار الثقفي- فيعاد تنصيبه لدورة ثالثة.

وقد نقل وسطاء عن المالكي, أنه بعث بمجموعة من شيوخ العشائر رشحهم له سعدون جوير – وزير الدفاع, لإيصال رسالة تقول أنه سيدفع لتظيم داعش 90 مليون دولار مقابل الإنسحاب أمام جيشه في الفلوجة, إلا أن تنظيم إرهابي يحمل ذات الأفكار المسمومة والمريضة رفض العرض, وقتل هؤلاء المستغفلين.

وما أن أستجاب عموم الشيعة لفتوى الجهاد الكفائي, لتشكيل ميليشيات لمقاتلة داعش, وتحقيقها بعض الإنتصارات بدعم إيراني- أمريكي- عربي- دولي, وبإستخدامها ذات الوسائل التي أتبعها داعش في الذبح والتفخيخ والتفجير للناس الأبرياء من أبناء المحافظات السنية ,حتى أنبرى المالكي ليدعي, أنه هو من أسس

الحشد الشعبي ودعمه, ثم حرك بعض الأطراف داخل ميليشيا ذاك الحشد من أجل إنتخابه زعيماً لهذا التنظيم , لكي تكون له الغلبة في ظل إنحسار تأثير الجيش والشرطة العراقية أمام سطوة وقوة تلك الميليشيات المدعومة إيرانياً في كل شيء, وبعد الفشل في ذلك , ومحاولة الحكومة تقنين شكل تلك المليشيات .. يلجأ المالكي إلا مغازاتها عبر حضور مهرجاناتها وماأتمها التي تقيمها لقتلاها, لكي يقول أنني موجود ومشارك, ولي سهم ويجب أن تسلم لي راية قيادة هذه المليشيات التي باتت مرعبة بحق لكل من يقف بوجهها , وأول من يجب أن ترعبه الدكتور حيدر العبادي.

وليس بعيداً فقد صرح اليوم من خلال مهرجان أقامته سرايا أو كتائب الأمام علي, بضرورة دعم الحشد بكل شيء, وحتى لو تم سحب ميزانية وزارات لمصلحته, ثم يردف قائلاً يجب أن يكون الحشد الجيش الثالث بعد الجيش العراقي والشرطة, ونقول له بأي حق وأي قانون وأي دستور ولمصلحة من؟ هل أنت وغيرك ممن يدعمون هذا التوجه واعيين لماتقولون أم أنكم تتعمدون, خلق الكراهية لأقدم مؤسستيين وطنيتيين في العراق الحديث ؟

الجيش والشرطة لم يكونا يوماً يمثلون طيف أو مكون أو قومية, أو حزب في أي فترة من تأريخ هذا البلد , كانا دوماً نصيراً للشعب, ومؤيدان لمواقف أبناء البلد في كل المحن والمصاعب , وكانا جزء من قوات العراق التي دافعت وضحت من أجل بناءه, لم تتدخل في السياسة , إلا في زمنين من حكام العراق, زمن صدام حسين عندما استخدمهما لتنفيذ رغبات الحاكم, وفي زمن نوري المالكي, الذي حول القوات المسلحة العراقية إلى قوات طائفية , وقوات تستخدم لضرب المعارضين لحكمه, جند كل الأجهزة لإتهام الخصوم ومطاردتهم,جعل الجيش مؤسسة فاسدة ومنهكة, بلا سلاح, كل

السلاح المستورد كان بربع القيمة التي سجل بها في الصفقات, فضلاً عن كونه سلاح فاسد متهالك, ولذلك خسرت في أول مواجهة مع تنظيم إرهابي.

واليوم تظهر بمظهر الخائف على الوطن والمواطنين , ومن خلال الدعوة لجعل هذا الحشد جيشاً ثالثاً بعيداً عن كل القوانين وخارج كل السلطات , ينسف به كل الإتفاقيات بين الكتل التي أتفقت على نموذج أشبه بالجيش الرسمي, جيش شعبي في إطار الحرس الوطني, يحاول هذا الشخص من جديد ذبحنا عبر نشر بذور الفتنة والطائفية,بين مكونات العراق الاجتماعية.. نقول لك الفتنة نائمة نعل الله من أيقظها, لقد أيقظتها وفطرتها ولبستها لباس الحرب , إلا تخاف يوم ترجع فيه إلى الله.