22 ديسمبر، 2024 7:33 م

نوبل بإنتظار سلام وتعايش سلمي عراقي

نوبل بإنتظار سلام وتعايش سلمي عراقي

وأن لم تعرف الأسباب الحقيقية لإختيار مخترع الديناميت السويدي ألفرد نوبل للسلام كأحد مواضيع جوائزه؛ لابد أن تكون الجائزة ملهمة لرجال، نساء ومنظمات إنسانية حول العالم يعملون لإشاعة مفاهيم السلام، التسامح وقبول الآخر بين دول متحاربة، ومكونات متصارعة في بلد ما، الإلهام هنا ليس في القيمة المادية للجائزة الأشهر عالمياً، أو شهرة تصيب فائز بها، بل في رمزيتها بعد فعل جبار أسهم القائمون عليه بحفظ نفس بشرية من إبادات جماعية، أمراض، وأوبئة أصابت أمة، وحروب وتنازع سلطة في أخريات، كثيرون رشحوا هذا العام؛ ولا أعرف سر التغاضي عن رجال خفر السواحل الإيطاليون، والزج بهم في سباق الترشحيات المحموم، لا يكاد يمر يوم؛ إلا وأخبار إنقاذهم لأفواج الهاربين من جحيم الفقر، وحروب بلدانهم وتنازع أثنياتها تطرق أسماعنا، على قوارب رثة من غرق محتم، وأمل كبير يملئنا برجل دولة عراقي مُرشحاً، يتعالى على إنتماءه القومي والمذهبي لصالح ماهو أشمل وأجمع، يأخذ بالأمة العراقية بعيداً عن دوامة عنفها المستعر لتعايش سلمي دائم. 
قائمة هذا العام ضمت ٣٧٦ شخصاً و ١٤٨ مؤسسة، أُعلن بعدها في العاصمة النرويجية أوسلو عن فوّز الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، تقول كاسي كولمان فايف رئيسة اللجنة المانحة في حثيات الإختيار والأسباب “مُنح الجائزة لجهوده الحثيثة لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في بلاده منذ ٥٠ عاماً”، صراع دامي طويل، تسبب بمقتل ٢٦٠ ألف شخص و تشريد أكثر من ستة ملايين آخرين، وأربع سنوات من مفاوضات السلام الشاقة، الرئيس؛ “عريس” سلام هذا العام، وعلى الرغم من صدمة نتائج الإستفتاء الشعبي الرافضة للإتفاق الموقع بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية “فارك”، والمطالب بتعديل بعض بنوده، تعهد بمواصلة العمل لتحقيق السلام، داعياً لحوار وطني شامل “لن تخور عزيمتي، سأواصل البحث عن السلام حتى آخر دقيقة من رئاستي”، سلام دائم، وسلم مجتمعي راسخ ومستقر.