23 ديسمبر، 2024 3:25 م

نوبة من الهستيريا تصيب مسعود بارزاني بعد تواتر أنباء فوز نوري المالكي الكاسح

نوبة من الهستيريا تصيب مسعود بارزاني بعد تواتر أنباء فوز نوري المالكي الكاسح

ما أن بدأت ملامح نتائج الانتخابات البرلمانية تتضح معالمها شيئا فشيئا , حتى بدأت معها نوبات الهلع والهستيريا تصيب خصوم رئيس الوزراء نوري المالكي الواحد تلو الآخر , فالتصريحات التي أدلى بها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى وكالة رويترز للأنباء , قد عكست هذه الحالة , فلا يمكن تفسير هذه التصريحات المنفعلة جدا والمستفزة جدا غير أنّها حالة من الهلع و الهستيريا قد أصابت رئيس الإقليم مسعود بارزاني , لأنه يعلم جيدا إنّ الفوز الكاسح الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام لرئيس الوزراء نوري المالكي , سيعيده حتما لتشكيل الحكومة القادمة , وعودة نوري المالكي لرئاسة الحكومة القادمة تعني بالنسبة لمسعود , نهاية أحلامه في السيطرة على نفط إقليم كردستان وبيعه بعيدا عن سيطرة وأشراف وزارة النفط الاتحادية , وتعني أيضا وضع حد لأحلامه المريضة في الانفصال عن الدولة العراقية .
وإلا بأي منطق يمكننا أن نفسرّ هذه التصريحات المنفعلة والمستفزة ؟ وهل يملك مسعود بارزاني سلطة على القرار الكردي حتى يفرض هذه السلطة على القرار العراقي ؟ وما هي عدد مقاعد حزب مسعود في البرلمان العراقي الجديد حتى يهدد الشعب العراقي بهذا الشكل السافر ؟ وأين نضع هذه التهديدات السافرة إذا ما أردنا أن نطبق عليها قواعد ومعايير الديمقراطية التي يتشدق بها مسعود كذبا وزورا ؟ ومن أجاز له أن يتجاوز على خيار الشعب العراقي ؟ وما علاقته أصلا بخياراتنا ؟ وهل حكومة إقليم كردستان جزء من الدولة العراقية ؟ فإذا كانت حكومة الإقليم جزء من النظام الاتحادي , فهل أخذ مسعود رأي الحكومة الاتحادية عندما انفرد بتوقيع عقود نفط إقليم كردستان مع شركات النفط العالمية ؟ وهل أخذ رأي الحكومة في بغداد في أنبوب النفط الذي مدّه من كردستان إلى تركيا ؟ وهل تصرّف مسعود يوما واحدا في حياته وأشعر الحكومة الاتحادية بأنه جزء من النظام الاتحادي , في كل زياراته التي يقوم بها للخارج وعقده للاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع دول العالم المختلفة ؟ وهل نسّق يوما مع الحكومة الاتحادية وأطلعها على طبيعة هذه الزيارات ؟ فمتى احترم مسعود سيادة الوطن العراقي حتى يهدد بالانسحاب الكامل من البرلمان والحكومة ؟ وهل يعلم مسعود إنّ الأصوات التي حصل عليها نوري كامل المالكي لوحده في بغداد هي أكثر من كل الاصوات التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني في كل العراق ؟ وهل يملك مسعود الجرأة الأدبية ويقول للشعب العراقي أين انفرد نوري المالكي ؟ فإذا كان نوري المالكي ديكتاتورا في نظر مسعود وعصابته , فماذا نسمي سطوته هو وعائلته على مقاليد حكومة إقليم كردستان ؟ .
إنّ تهديدات مسعود البارزاني السافرة والوقحة , قد عكست العقلية العشائرية التي يقود بها مسعود بارزاني إقليم كردستان , ونسى مسعود إنّه رئيس لهذا الإقليم بموجب قرار فرضه هو على برلمان إقليم كردستان بتمديد فترة رئاسته سنتين , ونسى أنّه وعائلته يسيطرون على كامل مقدرات إقليم كردستان , ونسى إنّ انتخابات إقليم كردستان قد مضى عليها تسعة أشهر ودون أن يتمكنّ من تشكيل حكومة للإقليم حتى هذه اللحظة , ونسى إنّ الشعب العراقي سيطالبه بأموال نفطه المسروق الذي باعه ولا أحد يعرف أين هي هذه الأموال , وقوله بأنه سينسحب من المشاركة في الحكومة فيما إذا شّكل نوري المالكي الحكومة الجديدة , لا ينمّ عن اي حصافة سياسية , بقدر ما ينمّ عن تعال وغرور وعنجهية فارغة , إنّ أي عراقي لا يمكن أن يقبل بمثل هذه التهديدات والابتزازات , ولا يمكن القبول مطلقا بهذه التصريحات الاستفزازية الشاذة , ولا بدّ للعراقيين أن يقفوا صفا واحدا بوجه مسعود وعصابته الخارجة عن القانون .