18 ديسمبر، 2024 6:10 م

نوال سعداوي الإبداع والتمرد والحقيقة

نوال سعداوي الإبداع والتمرد والحقيقة

من الملفت للنظر أن المجتمع الأحادي يميل الى الفصل بين الرجال والنساء ويحصر الكائن في تعريف على أساس الذكورة والأنوثة وهذا الفخ وقع به الكثيرون لذلك في قضايا الجنس لايجوز أن يثبت الانسان في مصطلح , ومن المؤسف أن يحاط النشاط الجنسي بالغموض والسرية وهذا ولد نظريات مشوهة عند الاطفال عن الجسد والولاده والجنس فقد إخترع الأطفال خيالا وهمياً عن كيفية تكون الجنين فليس للطفل أدنى فكرة عن تشريح الجسد وهذا لايدرس في المدارس ولايثقف به الازواج ,وبما أن المجتمع ذو نظام أبوي ذكوري فالسلطة او العصمة بيد الأب ليس مصادفة ان يكون اسم الرب هو الآب , لاشك أن الطفل وهو منحرف جنسي متعدد الأوجه كما قال فرويد ومكتشف لنفسه في المرآة كما قال لاكان يرتبط بأمه إرتباطاً وجودياً بحيث انه أذا غابت فانه يغيب واذا حضرت فانه يحضر ويدرك نفسه وحين يظهر الاب كمنافس يستحوذ على الام أو يمارس معها الحب, يفسر الطفل هذا النشاط على أنه إعتداء أو إيقاع العقاب وهذه بذره للعقد وهكذا ياتي الختان ليجعل من مخاوف الطفل حول الخصاء حقيقة دامية فيتولد التناقض الوجداني في العلاقة مع الأب والتعلق بالام ومن هنا بذرة إشتهاء المحارم وعقدة أوديب وعقدة الكترا حيث تتطور الفتاة جنسيا والفتى جنسيا , الجدير بالذكر أن الجنسية المثلية تتقرر في الجنين وهو في رحم الأم بل الأنثى هي الأصل حيث كرموسوم y هو المسؤول عن تحول العضو التناسلي الأنثوي للجنين الى عضو ذكري بل تحول الأنثى الى ذكر
والختان للذكر والأنثى خطر على النمو النفسي والجسدي حيث الغلفة تفرز مواد ضرورية جدا وقد نقلت الكاتبه نوال سعداوي في كتابها الأنثى هي الاصل أن الحالة التشريحية والتاريخية تؤيد هذا الاتجاه فالمجتمع في البدء كان أموميا والآلهة كانت أنثى وهذه ليست وجهة نظر التحليل النفسي فحسب بل ذهبت الماركسية في هذا المنحى وبينت أن سيطرة الرجل الصياد في الغابة على وسائل القوة أو الانتاج جعلته يؤسس لسلطة الهيمنة والملكية الخاصه ونوال سعداوي درست الاديان الابراهيمة الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام وقد وجدت أن وضع المراة يقرن بالعبيد والجواري في كل المناحي الاجتماعية والاقتصادية وولاتوجد عدالة في التعامل بمساواة وأنصاف , مقولة امرأة ورجل هي نوع من إرهاب لغوي , الانسان يصبح بإستمرار وهو مشروع غير مكتمل مثل لوحة فنية , الجثة هي متخشبة وصلبة في ثقافة الإنحطاط والتفاهة
وقد وجدت أن المراة التي تعاني من الفقر مثلا في الصين واليابان يلجأ اهلها الفقراء الى فصلها عنهم حيث تعمل في المبغى حيث أن العاهرة تخفي خلف ثيابها ووجها المطلي بالمساحيق
مستنقع المرارة والبؤس والحزن بسبب الإفتراق عن الأهل والحط من الكرامة الانسانية بل حتى البوذية التي تصورتها مسالمة تعامل المراة بلامساواة تعتبر المراة خاطئة وليست قادرة على بلوغ النرفانا أو الذروة ا وتعرقل الرجل من الوصول الى هذا التسامي لأنها تثير الشهوة وأيضا ديانة الشنتو اليابانية تعتبر المراة الحائض نجسه ولايسمح لها بدخول المعبد بإعتبارها غير طاهرة أو نظيفه أما الكونفوشيوسية فهي تراتبية وتمجد السلطة العليا وضعت المراة في مرتبة أدنى من زوجها وإبنها والأخت الكبرى يجب أن تطيع أخاها الأصغر , لقد وصل التمييز ضد النساء درجه الهوس حتى في طريقة نشر الثياب على حبل الغسيل لاتوضع ثياب النساء أعلى من ثياب الرجال , الزوج يرث عائلة الزوجه وإذا كانت الزوجه تغار أو تتكلم كثيرا تُطلّق وليس لها الحق بالملكية والأولاد ولكن حين جاء ماوتسي تونغ بالفلسفة الماركسية والفكر الديالكتيكي الخلاق تغير وضع المراة في الصين وفي المجتمع المتزمت أزاء المرأة حيث يسود العنف والإغتصاب حتى في العلاقات الزوجية الحميمية لأن العلاقة قائمة على القمع والهيمنه والسادو مازوخية والأوضاع المادية المؤمنه ومثل هذا بعيد كل البعد عن التدفق الحر للإروتيك الجنسي أو علاقات الحب المكثفه . نوال سعداوي لاتقسم العالم الى دوائر بل تجد اننا نعيش في عالم واحد مجتمع أبوي ذكوري ىأسمالي وأقلية تمتلك الاعلام والمال والعسكر نحن نعيش في نفس النظام المسيطر وهو نظام عنصري بإمتياز وهي تنتقد لجؤ بعض النساء الى الانتحار وتقترح على المرأة أن تدافع عن نفسها وتكافح بعض االنساء ينتحرن لأنهن يتعرضن للقمع عليك أن تكافحي لأن الإنتحار هو الجزء الضعيف , لن أقدم للقاتل زهرة وتجد إننا نحتاج الى العلمانية كي تفصل الدين عن الدولة وهي تجد أن المتعصبين يضطهدون النساء والفقراء ثمة توحيد بين الكفاح الطبقي والكفاح النسوي لإولئك النسوة اللواتي هن في القاع من حيث الحقوق ومن حيث المعاملة وكذلك الموقع والأجور وهي أوضحت هنا أن هذا الفنان السويدي ذهب الى ميدان التحرير وخاطر بحياته تقول:أنا أعتقد أن هناك علاقة بين المخاطرة والإبداع , المخاطرة بالحياة لأجل أن تهب لك الحياة ( الخوف كحروف طباعية بارزه فوق صفحة بيضاء يجعل القلب جبانا ًوباردا ً )
كان يمكن أن يطلق عليه النار في منطقة خطره ولكنه كان مستعدا للتضحية والمغامرة ودفع الثمن الباهض وهي تجد أن الحياة في السويد جدا سلبيه وراكده وتقول أنها عداونية مع العداوني ومسالمة مع المسالم وتنكر فكرة أ ن العبقرية هي موهبة من الله لاأعتقد أن هناك مايسمى بالعبقري نحن جميعا عباقر بالطبيعة حينما كنت في المدرسه أعطاني المعلم درجة صفر لأنني كتبت قصة خاطبت فيها الله قائلة إذا لم تكن عادلا فلن أؤمن بك , لقد إنتقدت تفضيل أخي لا لشيء الا كونه ولد أو رجل , يفقد المرء الثقة بنفسه حين ينشأ في وسط تربوي أو عائلي مثل هذا ولكن أمي وجدت قصاصات القصة مرمية في الغرفة وقالت إنها قصة جميلة وذلك المدرس غبي, إكتبي ماتشعرين به بدون رقابة من أحد وقال أبي يمكنك أن تنتقديني ونتتقدي الله إذا لم تكوني مقتنعة , نحن نولد مبدعين ومبتكرين لكن العائلة السيئة أو المعلم السيء أو الظروف السيئة تعطل كل هذا وضربت مثلا بالاخوان المسلمين الذين ركزوا على ابعاد تدريس الفلسفه في المدارس وكثفوا درس الدين ووهم يعنون الاسلام ولكن يوجد كفاح في مصر خصوصا من قبل النساء اللواتي نظمن أنفسهن ومعهن الشباب اليافع ومحاولاتهم ربما ستفشل , لقد غيروا مناهج بعض الكتب المدرسية وحاولوا أسلمة البرامج , أكدت أن المرأة إذا كانت تقبع في حياة مريحة بلا كرامة ولاتحارب ستكون ضعيفه وحين تكون مستعده للموت والسجن ولكل الاحتمالات وهذا ينطبق على الرجل المقهور أ و المقموع سيهجمون عليك ويقولون أنك مجنونة وأنك تعادين الرجال أو أنت سحاقية ولكن بالمواجهة والمقاومة يصلب عودك وتصبحين قوية وليس ضعيفة, على الإنسان أن يطور ذاكرته بقراءة التأريخ , التأريخ الشخصي والتأريخ العام ولهذا هي تحب التاريخ وقد أوضحت أن التاريخ المصري السياسي عبارة عن سلسلة واحده , جمال عبد الناصر جاء بوعد هو ليس اشتراكيا وقد وضع الشيوعيين في السجن ولكنه أراد أن يهدم الهوة بين الفقراء والأغنياء وكان مصلحا وشجع المرأة أن تعتمد على نفسها وتنتج حين يموت زوجها
وكان ضد الكولونالية الإستعمارية الامريكية , لايمكن أن تكون المرأة مستقلة وبلادها غير مستقلة وقد ساعدنا بالاصلاح حين قرّب بين الطبقات , إنه أفضل من السادات, نحن نزرع الباقلاء وهي رخيصة الثمن ولكن يتم تصديرها وتعد لنا في علب من كاليفورينا وتباع بسعر مرتفع وهذا سبب يجعلنا فقراء , نحن كنا ننتج غذائنا , وجاء السادات بسياسة الإنفتاح الإقتصادي التي رفعت نسبة الفقر الى خمسين بالمئة ومن طرف آخر تجد أن إبن لادن وبوش تؤامان حيث أن أمريكا هي من مولت ودربت هؤلاء المتطرفين الإسلاميين , إنهم يعملون معا ً وحسني مبارك تعاون معه الطرفان وجلبهم للبرلمان , هذه لعبة في كل الأوقات , لقد بعثوهم الى أفغانستان ضد الشيوعية هناك , وصفها الفنا ن السويدي أنها رائعة للجميع وملهمة للشباب وهم سعداء ببقائها , هدف الفنا ن في الحياة أن يكافح واللوحة تمزج بين الكفاح التأريخي والمعاصر