18 ديسمبر، 2024 11:44 م

نواتان وطنيتان او أمريكيتان حسب الطلب !

نواتان وطنيتان او أمريكيتان حسب الطلب !

 

محاولة استخدام المقدس والمدنس في الصراعات السياسية، بايجاد مصاديق من التاريخ او الروايات على احداث وخلافات سياسية آنية تتبدل بين لحظة واُخرى، يعتبر من اهم الانحرافات التي يحاول البعض إخفائها، من خلال التركيز على تحريك عواطف الجماهير من خلال هذا المقدس، ليقوموا بخطأ اكبر، وهو ان الخطاب العاطفي والتحريضي يتعرض لتناقضات وتضادات كبيرة، تحرج الاقلام والناطقين الذي لا يزالون يحترمون أنفسهم، اما من باع قلمه فلا خجل ولا هم يحزنون ! .

سليم الحسني ومقاله ” نواة كتلة السفارة الأميركية تستقوي بترامب ” ، انموذج للأقلام التي اضاعت بوصلتها، ويظهر عليها التناقض والتضاد بين فترة واُخرى، وهذا ما يحصل حينما يكذب المرء كثيراً، فانه يعاني في تذكر اقواله ومزاعمه !.

يذهب السيد الحسني الى ان البعض ارتبط مصيره بولاية السيد العبادي الثانية، وهو امر لا ينكره اي منصف يحاكم الوقائع بعقلانية ومنطقية، كما لا يمكنه إنكار تعلق مصير السيد الحسني بعودة السيد المالكي، وأن كان ذلك بعودة الخنجر ومن معه، لان لكل معركة خسائرها، ولكل نجاح ضريبته، وخسائر معركتكم هي عودة من تسببوا بقتل ابناءنا وتسببوا بكل ما حصل .
نواة كتلتكم حينما نريد ان نحاكمها لنحكم عليها بإنصاف، فهي تجمع الأطراف التي أطاحت بثلثي العراق بيد داعش، المالكي القائد العام للقوات المسلحة الذي اصدر أوامر الانسحاب، وعائلة النجيفي التي نسقت بشكل مباشر مع داعش على حد زعمكم في مواقف سابقة، والخنجر المحرك الرئيس لاعتصامات الأنبار التي انطلقت منها القاعدة وداعش، فلماذا سنخاف من الكتلة الاخرى، مادامت استبعدت كل هؤلاء ؟.
الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه كتلتا القانون والفتح، إنهم أحرقوا المراحل المستقبلية، لأجل عبور مرحلة الانتخابات باكبر قدر من الأصوات، حتى لو وقعوا بعدها في تناقضات كبيرة تؤجج الرأي العام وجمهورهم ضدهم، كما هو حاصل الْيَوْمَ،فقد استخدموا الخطاب الطائفي والتحريضي والعاطفي بالضد من المتصدين السنة، ليعلنوا برنامجهم الانتخابي القائم على رفض هؤلاء،وهو ما يعبر عن عدم احترافيتهم للعمل السياسي، الامر الذي يوقع السياسي عادةً بأزمات كبيرة، لافتقاده لأدوات التخطيط الاستراتيجي، المبني على معطيات واضحة ورؤية لما سيستجد .
كلمة اخيرة قبل السلام، من يرمي تهمه بأمركة ( س او ص )، عليه ان لا ينسى ان من حسم الولاية الثانية للسيد المالكي هي السفارة الامريكية، ويتنبه ان لا يقع بهذا التناقض مجدداً، لانه سيتسبب بفتح ملفات لن تغلق حتى بأحلامه، والسلام .