23 ديسمبر، 2024 8:34 م

نهبوا فلذات الأكباد

نهبوا فلذات الأكباد

-1-
أكبر عمليات النهب والسلب طالت ” المال العام ” في العراق الجديد، بحيث أصبحت الاعتمادات المصرفية تُفتح بالأرقام الفلكية لمشاريع في حين لا تجد لتلك المشاريع وجوداً على الارض …

وهذا هو الذي أدخل العراق في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم .

-2-

وقد قرأت مقالة لكاتِبٍ عراقي وطنيّ يقترح فيها إلغاء (هيئة النزاهة) والمفتشيات العامة في الوزارات، لأنَّ عمليات السرقة في ازدياد ، ولأنَّ الملاحقة لم تشمل الاّ صغار الموظفين ، بينما بقيت الحيتان الكبرى بعيدةً عن المساءلة والحساب …

-3-

ومهما قيل في أهمية ” المال العام ” وأنه عَصَبُ الحياة، والشريان الأبهر لكلّ عمليات البناء والاعمار والتنمية والازدهار … ولكنه لن يرقى الى أهمية ” الانسان” ،لان الانسان هو أثمن ما في الوجود …

-4-

ولقد أمتدت الأيدي المجرمة من ” داعش ” واخوانهم بالرضاعة الى نهب فلذاتِ الأكباد ، وقتلهم وإخفاء جثثهم في مجازر عديدة ، أهمها

وأبشعها على الاطلاق مجزرة “سبايكر ” ، والتي راح ضحيتها مالا يقل عن “1700” غصن يانِعٍ من أغصان المجتمع العراقي .

-5-

ورغم مرور شهورٍ عديدة على المجزرة الرهيبة ، الاّ ان القلوب حرّى ، والعيون عبرى ، وأهالي المفقودين لم تنقطع مراجعاتهم للدوائر المختصة، ولم تجف مدامعهم الساخنة، ولكن لم يصلوا الى الخبر اليقين..!!

-6-

واذا كانت الاعتصامات والتظاهرات المطالِبَةُ بكشف الحقيقة لا تكفي فماذا يصنعون ؟

انّ كلمات الآباء والأمهات عن ابنائهم، أوجعت القلوب ، وملأت النفوس بالشجى والشجن …

-7-

وتقرير اللجنة النيابية عن مجزرة “سبايكر” زاد الآلام ضراوة ، ولم يأت بجديد .

لم يسم المسؤولين عن ارتكاب تلك المجزرة ،وجعل المسؤولية عائمة غائمة حين سمّاها ( تضامنية ) ..!!

-8-

إنّ جذوة النيران الملتهبة في الأعماق لن تخمد باطلاق الوعود

الباردة..!!

والمطلوب اليوم :

التصدي الحازم من قبل هيئة مهنية ميدانية ” لأجراء التحقيق الدقيق النزيه “، وتسمية الضالعين في ارتكاب المجزرة دون وجل ولا مجاملة لأحد .

-9-

إنّ هناك من يعتقد بأنَّ قسماً من المفقودين معتقلون ، في بعض المراكز والسجون العراقية ، ولم يُسعف طلبُ أهاليهم حتى الآن ، وبقي الانتظار المرّ يؤرقهم دون الوصول الى ما يريدون ، فما هو محلّ الإحجام عن إسعاف طلبهم من الأعراب ؟

أين غابت المروءة والانسانية ؟

لقد قال بعضهم :

اننا واجهنا (المسؤول التنفيذي المباشر الأول السابق ) بما لدينا من معلومات ، فَكَّذَبنا …!!!

واضَيعةّ العدل والانصاف ،

وما أوجعَ الإعراض والاجحاف ..!!

-10-

تنتابُ الوطنيينَ المخلصينَ مخاوفُ من أنْ تكون الصفقات والمجاملات السياسية، هي التي تقف وراء هذا التعتيم الرهيب على الأسماء والأدوار..!!

ومن هنا :

فان المسألة لم تعد تحتمل التباطؤ والتسويف لأنها تمس مصداقية السلطة في الصميم .

وكيف يُراد من (المواطن) أنْ يكون مشدوداً الى مَنْ يبخل عليه بالإخبار عن مصير ولده ؟

-11-

إنَّ إحساس الشارع العراقي هو مع التوجه القائل :

إنّ ضحايا مجزرة سبايكر هم ضحايا ” لعبة انتخابية “

(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )

[email protected]