-1-
أكبر عمليات النهب والسلب طالت ” المال العام ” في العراق الجديد، بحيث أصبحت الاعتمادات المصرفية تُفتح بالأرقام الفلكية لمشاريع في حين لا تجد لتلك المشاريع وجوداً على الارض …
وهذا هو الذي أدخل العراق في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم .
-2-
وقد قرأت مقالة لكاتِبٍ عراقي وطنيّ يقترح فيها إلغاء (هيئة النزاهة) والمفتشيات العامة في الوزارات، لأنَّ عمليات السرقة في ازدياد ، ولأنَّ الملاحقة لم تشمل الاّ صغار الموظفين ، بينما بقيت الحيتان الكبرى بعيدةً عن المساءلة والحساب …
-3-
ومهما قيل في أهمية ” المال العام ” وأنه عَصَبُ الحياة، والشريان الأبهر لكلّ عمليات البناء والاعمار والتنمية والازدهار … ولكنه لن يرقى الى أهمية ” الانسان” ،لان الانسان هو أثمن ما في الوجود …
-4-
ولقد أمتدت الأيدي المجرمة من ” داعش ” واخوانهم بالرضاعة الى نهب فلذاتِ الأكباد ، وقتلهم وإخفاء جثثهم في مجازر عديدة ، أهمها
وأبشعها على الاطلاق مجزرة “سبايكر ” ، والتي راح ضحيتها مالا يقل عن “1700” غصن يانِعٍ من أغصان المجتمع العراقي .
-5-
ورغم مرور شهورٍ عديدة على المجزرة الرهيبة ، الاّ ان القلوب حرّى ، والعيون عبرى ، وأهالي المفقودين لم تنقطع مراجعاتهم للدوائر المختصة، ولم تجف مدامعهم الساخنة، ولكن لم يصلوا الى الخبر اليقين..!!
-6-
واذا كانت الاعتصامات والتظاهرات المطالِبَةُ بكشف الحقيقة لا تكفي فماذا يصنعون ؟
انّ كلمات الآباء والأمهات عن ابنائهم، أوجعت القلوب ، وملأت النفوس بالشجى والشجن …
-7-
وتقرير اللجنة النيابية عن مجزرة “سبايكر” زاد الآلام ضراوة ، ولم يأت بجديد .
لم يسم المسؤولين عن ارتكاب تلك المجزرة ،وجعل المسؤولية عائمة غائمة حين سمّاها ( تضامنية ) ..!!
-8-
إنّ جذوة النيران الملتهبة في الأعماق لن تخمد باطلاق الوعود
الباردة..!!
والمطلوب اليوم :
التصدي الحازم من قبل هيئة مهنية ميدانية ” لأجراء التحقيق الدقيق النزيه “، وتسمية الضالعين في ارتكاب المجزرة دون وجل ولا مجاملة لأحد .
-9-
إنّ هناك من يعتقد بأنَّ قسماً من المفقودين معتقلون ، في بعض المراكز والسجون العراقية ، ولم يُسعف طلبُ أهاليهم حتى الآن ، وبقي الانتظار المرّ يؤرقهم دون الوصول الى ما يريدون ، فما هو محلّ الإحجام عن إسعاف طلبهم من الأعراب ؟
أين غابت المروءة والانسانية ؟
لقد قال بعضهم :
اننا واجهنا (المسؤول التنفيذي المباشر الأول السابق ) بما لدينا من معلومات ، فَكَّذَبنا …!!!
واضَيعةّ العدل والانصاف ،
وما أوجعَ الإعراض والاجحاف ..!!
-10-
تنتابُ الوطنيينَ المخلصينَ مخاوفُ من أنْ تكون الصفقات والمجاملات السياسية، هي التي تقف وراء هذا التعتيم الرهيب على الأسماء والأدوار..!!
ومن هنا :
فان المسألة لم تعد تحتمل التباطؤ والتسويف لأنها تمس مصداقية السلطة في الصميم .
وكيف يُراد من (المواطن) أنْ يكون مشدوداً الى مَنْ يبخل عليه بالإخبار عن مصير ولده ؟
-11-
إنَّ إحساس الشارع العراقي هو مع التوجه القائل :
إنّ ضحايا مجزرة سبايكر هم ضحايا ” لعبة انتخابية “
(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )