سقوط نظام بشار الأسد لم يكن سقوط آخر الأنظمة الديكتاتورية بالوطن العربي تحديدا وبالعالم ولن يكون الأخير، فقد سبقه سقوط وهروب الكثير من الطغاة وسيلحقه ما تبقى منهم . والحكام الطغاة وأن أختلفوا من حاكم لآخر في درجة طغيانه وجبروته وغطرسته ألاّ أنهم في الحقيقة متشابهون في الكثير من سلوكياتهم وتصرفاتهم ونظرتهم الى شعوبهم ، بالتخويف ، وتكميم الأفواه وزج المعارضين بالسجون ، والأكثر بشاعة هو في تشابههم بكثرة مقابرهم الجماعية وأختفاء معارضيهم من الوجود!. سقط بشار وأنتهى نظامه نهايه فيها الكثير من العار والذل ، هاربا بين الأنفاق التي بناها تحت قصوره لمثل هذا اليوم! متخفيا من غضبة الجماهير، ليكون لاجئا لدى دكتاتور آخر من نوع أوربي هو القيصر بوتين!. سقط نظام بشار غير مأسوف عليه! حتى من أقرب حلفائه وداعميه الذين سرعان ما أنقلبوا عليه ، وصرحوا بأن نظامه كان يشكل عبئاً عليهم ، وأنهم لا يتدخلون في الشأن السوري فهو شأن داخلي! . في الحقيقة لم يكن سقوط بشار الأسد مفاجأً أبدا كما يرى الكثيرين ! بل كان حاصل تحصيل كما يقال لنظام متهرأ بعيد جدا عن الشعب يقبع تحت الأرض بين السراديب والأنفاق يعيش خوفا داخليا مرعوبا من شعب زج بأكثر من 300 ألف منهم في سجون سيئة الصيت ، تعرضوا فيها لأبشع أنواع التعذيب حتى الموت! ، في الحقيقة أن سقوط الأسد بدأ منذ انتفاضة الشعب عليه في 2011 ، رغم قمعه لهم وأستعماله القسوة المفرطة تجاههم . ومن الجدير أن نذكر هنا عن تقديرات وأحصائيات المنظمات الدولية بأن عدد الذين تم قتلهم من الشعب خلال فترة حكم آل الأسد ( الأب والأبن) بأكثر من نصف مليون سوري! ، ما عدا مئات الألاف من المغيبين والسجناء. ومن الطبيعي سيعيش الأسد بقية عمره ذليلا مهانا مكسورا مهدور الكرامة ، تحت رحمة الرئيس الروسي بوتين مقابل أن يبقى حيا! ، ولكن تلاحقه لعنات التاريخ وصيحات ودعوات كل السوريين الذين أذاقهم مر العذاب ، ويا لها من نهاية مخزية مذلة! . ولأن السياسة لا أمان لها ولأن الطغاة عندما يسقطون لم يبق لهم أية قيمة ولا شأن ، فمن يدري فلربما مصالح روسيا قد تضطر الرئيس بوتين الى أن يبيعه مرة ثانية! ، ويسلّمه الى القضاء والمحاكم الدولية التي تطالب بالقصاص منه ولتحاسبه على الجرائم التي أرتكبها بحق الشعب السوري طيلة فترة حكمه وحكم أبيه!. ومن المفيد أن نذكر هنا ما ذكره الأديب والمفكر اللبناني مارون عبود في كتابه (حبر على ورق) بأن (( العدل يدوم وأن دام عَّمر، والظلم لا يدوم وأن دام دَّمر، فحسب الملك العادل .. لا يحتاج الى جنود لتحميه لينام مليء عينيه)) . وأنا أرى صورة وفرح السوريين وهم يحتفلون بسقوط أحد طواغيت العصر تذكرت أبيات للراحل الكبير الشاعر الجواهري وكأنه يخاطب الأسد! ويقول له ، (( باق وأعمار الطغاة قصار، من سفر مجد عاطر موار، عصفت بأنفاس الطغاة رياح ، وتنفست بالفرحة الأرواح)) . أخيرا نقول : هل هناك من الحكام والمسؤولين والرؤوساء والملوك العرب ، مَن يتعظ مِن سقوط ونهاية بشار بكل ما تحمل من عار وذل !؟.