لم تكن اندلاع شرارة الحرب العراقية الايرانية في عام 1980 والتي استمرت لمدة ثمانية اعوام مطلبا للشعبين العراقي والايراني انما كان سباقا بين نظام الحكم في البلدين لابراز الاقوی في المنطقة فصدام حسين كان ينتظر فرصة للتنصل من اتفاقية الجزائر المشؤومة وقد وجد في الفوضی التی عمت ايران بعد اندلاع الثورة ضد نظام الشاه في عام 1979 ضالته المنشودة بالمقابل كان هدف الثوار الايرانيين الجدد والذين تبنوا نهج ولاية الفقيه في الحكم تصدير ثورتهم الی الدول المجاورة فيما كان الغرب يخشی من تنامي قوة كلا الطرفين فنظام العراق كان ينتهج ايديولوجية قومية متطرفة والنظام الايراني كان ينتهج ايديولوجية دينية متطرفة لذلك كانا سيشكلان خطرا علی مصالح الغرب في المستقبل البعيد فانتهز الغرب الفرصة وٲجج نار الصراع بينهما وقد اصاب الهدف اذ اندلعت الحرب بين الدولتين واستمرت المعارك بين كر وفر ودون توقف لتخلف ورائها انهارا من الدماء ودمارا رهيبا طال جميع مرافق الحياة في البلدين ….في هذه الاثناء كان الغرب يضخ بشحنات الاسلحة وبمختلف انواعها للطرفين بهدف الحاق اكبر ضرر ممكن بطرفي الحرب…..وفي النهاية.لم ينجح العراق في لي ذراع ايران ولم تنجح ايران في تصدير ثورتها وكان الخاسر الاكبر شعوب الدولتين الذين ذاقوا الامرين من ويلات الحرب ومآسيها …..كان بامكان البلدين بدل ان تطحن شعوبهما بين رحی حرب ضروس العمل علی تٲمين حياة حرة كريمة لمواطنيها وحلحلة قضايا المكونات وبخاصة القضية الكوردية في البلدين حلا سلميا يقر بالحقوق المشروعة للشعب الكوردي في الجزٲين الجنوبي والشرقي من وطنه كوردستان ولكن عنجهية النظامين الدمويين وقفت بالضد من ذلك ونزفت المزيد من دماء شعوبهما واستنزفت موارد لاتقدر بثمن ضريبة تطرفهما المقيت واصرارهما علی استمرارية الحرب .. واخيرا اقول من تعطش لاراقة الدماء فهو سفيه واحمق ومن تبنی لغة الحوار فهو حكيم وثاقب البصيرة…