كاتب وأكاديميلى معنى الأمل في نفسه ومحيطه وحياته، ومهما واجه من ظروف قد تدفعه لليأس والقنوط، فإن التفاؤل يجب ان يبقى مصاحباً له في يومه وغده حتى يتمكن من تحقيق طموحه، والوصول إلى مبتغاه، وهو حال الفرد والأوطان.
ولذلك، فحين تلوح في الأفق مظاهر ايجابية في موقع ما، فإنها تبعث في النفوس الأمل، مثلما ان دعمها واجب، فليس طريق الاصلاح سوى مجموعة مبادرات ومشاريع وخطوات قد تبدو متفرقة لكنها بالمجموع تأتي مؤثرة حتى تغدو تياراً عاماً نحو الخير والصلاح.
وفي هذا الاطار نتابع وبسعادة النشاطات بالغة الاهمية لقسم محاربة الشائعات في وزارة الداخلية، والتي المس منها روحاً عراقية ايجابية تخوض معركة الوعي المطلوبة اليوم في وطننا العزيز.
ان محاربة الأكاذيب والانتصار للحقيقة، وبذل الجهد لتحصين المجتمع، ومعالجة البناء النفسي الذي أصابه الوهن، وزرع هذه البذرة الطيبة غير المنظورة للكثيرين، سيثمر يوماً ما مجتمعاً صحياً متعافياً من كل الاوبئة الراهنة، ولا ننسى أن أشد أنواع الهزيمة تكمن في تشوه الشخصية واضطرابها، وان المعركة الكبرى تكمن اليوم في الحفاظ على نقاء ما هو موجود وحمايته، واعادة تأهيل من أصابه الضرر، حتى يعود منتصراً متعافياً.
لقد بات المجتمع العراقي مهدداً اليوم بأخطار وتحديات كبرى، من تحدي الهوية والتأثير والتضليل الإعلامي، والمخدرات التي تكاد تفتك بالشباب، والأفكار المنحرفة عن جادة الصواب غلواً وانحداراً فكلاهما في السلبية والضرر سواء.
ان الحفاظ على العقل العراقي واجب ومسؤولية كبرى، مثلما ان بث الروح الايجابية الواعية في المدارس والجامعات والمؤسسات وتوفير سور الحماية الحصين الذي يصون شبابنا بالتوعية المستمرة، مهمة وطنية عظيمة لا تقل أهمية عن الاصلاح السياسي ومكافحة الفساد المالي والاداري، فلا نهضة لوطن بدون شعب واعٍ معافى من كل الأوبئة والأمراض.
لكل القائمين على هذا القسم والمشاركين في نشاطاته… الف تحية وسلام.
وإلى المزيد من النجاح والتوفيق… حتى تشرق شمس عراقنا الحبيب من جديد.