نكتب عن الحب والغرام والواقع يحتشد بالآلام , والتداعيات المريرة والأحداث الخطيرة الجسام , فلماذا الأقلام تكتب؟

أ تحسب ما تكتبه إبداعا ؟

فكيف ما لا يلامس قلب الواقع يُنعت بالإبداع؟

هل أبقى العرب بشعرهم ونثرهم شيئا لن يذكرونه عن الحب؟

لماذا نتجاهل واقعا متأججا بالفساد ومصادرة حقوق وقيمة الإنسان , ونهرب إلى صومعة الغرام المتخيل المدثر بالأوهام؟

هذه كتابات تبرهن الهروبية والنكران , وتؤكد العجز والضعف والإمتهان , فما نقرأه مسطور بمداد البهتان والخسران , إنها معضلة تفاعل الإنسان مع المكان , فهل زهق الحق وتسيد البطلان؟

الأيام مشحونة بالمرارات والأحزان , فأين الإبداع القادر على التغيير والبنيان؟

أمة ثكلى وجيل حيران , يتأبط الغابرات ويشدو بأسوأ الألحان , مات العز والسياد وتحطم الكيان.

زجاجة وجودنا سقطت في قاع النسيان , والطامعون يأكلوننا بلا أسنان , فما أسهل سرطنا قالكل ثعبان.

أمطرت لؤلؤا وشوهت العنوان!!

ورقاء هديلها على الأغصان , والناس نيام والحاكم السجان , فكيف ترفرف بعز رايات الأوطان؟

شبعنا من خردة الكلام , ومن عواصف الأيام والأحلام , فتبت يدا زمن مستضام.

الكتابة الهاربة من المواجهة إضطراب وإنثلام , فلا تكتب بمداد الخوف والرعب والإنهزام.

أيها الكاتب الهمام , خير للحياة الصمت والإحجام , حينما تتحول الكتابة إلى محض ركام.

جفت الأقلام وصارت حطبا للنيران , وتعطل الإبهام وتحركت الأصابع على بدن الكي بورد , المنطلق في فضاءات القرن الحادي والعشرين ,  له صولاته وجولاته على الشاشات , وفي متاهات الشبكات العنكبوتية الجاهزة الجواب على كل سؤال!!

قلمٌ غاب و حاسوبٌ طغى

ونفوسٌ دون عقلٍ في الوغى

إنها أيام عصرٍ مذهلٍ

وزمانٌ بزمانٍ قد رغى

وكلامٌ في سطورٍ خامدٌ

وعلى الأفكار فيها كم بغى

أحدث المقالات

أحدث المقالات