احد معاني الوطنية، أن يستوعب المواطنين بعضهم البعض، مع الحفاظ على خصوصيات كل منهم.
مشكلة العراق كثرة الأدعياء وتجار الشعارات، هذا حريص على السنة، ويطالب بحقوقهم، وعندما تصل الأمور إلى الحاجة للتضحية، تجده أول الباحثين عن الملاذات الآمنة، وهذا حال المكونات الأخرى، في حين أول مصاديق الوطنية، أن يكون حاملها أول المضحين، كي يصبح القدوة الصالحة لشعبه وقوميته ومذهبه.
مع الهواجس التي عاشتها مكونات الشعب العراقي، بعد التغيير، كانت هناك حاجة ماسه وكبيرة للوطنيين، لطمئنت وإزالة هذه الهواجس، فكانت المرجعية على رأس هؤلاء، من خلال مواقف كثيرة ومعروفة، إضافة لساسة كان صوت الأدعياء أعلى من أصواتهم، لان الهواجس كبيرة عززتها التجارب.
بعد أن مرت سنوات عشر، وصل معظم الشعب العراقي إلى حقيقة مفادها، أن التفاهم والاتفاق هو الحل الأمثل، الأمر الذي تنبه إليه تجار الوطنية، لذا تصدوا بمجموعة من الأكاذيب والتزييف، لمنع أي فرصة للتقارب، وانتهاء الشد بين المكونات، على رأس هؤلاء الدكتورة حنان الفتلاوي، صاحبة نظرية 6*6 التي أطلقتها، بنفس يحمل حقد وبغضاء لل12 كلهم، نفسها هاجمت أمر الدكتور ألعبادي بأهمية التوقف عن قصف المناطق الاهله بالسكان، وهو أمر سابق من السيد نوري المالكي، وكذا اتفاق اربيل بغداد شكل نكبة وطنية لها.!
لعلها أخبرتنا عن موقف يعبر عن وطنيتها التي نكبت، كان الأحرى بها أن تقول نكبة للمأزومين، أو نكبة لتجار السياسية أو نكبة للمعتاشين على التفرقة.
تباكت على ثروات الجنوب وحقهم فيها، ولم نسمع لها موقف أو حديث، انتقدت فيه رفض تشكيل إقليم الوسط والجنوب، الذي يحفظ لأهل الوسط والجنوب حقوقهم، ليتها تذكرنا بموقف لها، انتقد رفض مشروع البتر ودولار أو البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، أو إعادة تأهيل ميسان، أو هاجمت فساد الحكومات المحلية السابقة في تلك المحافظات، أن نكبة الدكتورة حنان مستمرة، مادامت هناك حكومة جديدة، هدفها حقن الدماء بأي ثمن، وإعادة اللحمة الوطنية بين المكونات بأي ثمن أيضا، لان هذا هدف كبير وسام، ولا يمكن بدونه البناء
والأعمار، واستعادة الحقوق، عندها لا يبقى لحنان، إلا الانزواء بعيدا عن الساحة السياسة…