صدق الشاعر عندما قال :-
ياأيها الرجل المعلم غيره .. هلا لنفسك كان ذا التعليم ؟
نقيق الضفادع لايسمع ألآ في الليل , لاسيما الليالي الظلماء , والعراق يمر بليل حالك يداهمه ألآرهاب التكفيري بعد أن عاث فيه الفساد خرابا بسبب أحزاب فاشلة , وجماعات ضائعة وجدتها مخططات دولية صيدا ثمينا فنشرت قيحها في المجتمع العراقي فتسممت أفكار الكثير من أبنائه , وما الذين هرعوا يائسين لتعويض نقصهم ألآجتماعي بألاحتفاء بمايسمى بعيد ” الفلانتاين ” وهي خدعة جديدة قديمة للمغفلين من الذين ضيعوا بوصلة الوطن وأخلاقية أهل العراق وبعض هؤلاء ممن أستفادوا من ترشيحات القوائم الفاسدة فأصبحوا نوابا ناسين أن الحساب قادم اليهم ولو تعلقوا بألف فلانتاين , فألاعيب مايسمى ” عيد الحب الوهمي ” تفضح أصحابها من ذوي التاريخ الملوث والعقائد المهزومة في بلدانها .
ونقيق الضفاع يعلو هذه المرة من قبل الذين سولت لهم أنفسهم بأن يخطو خطوات ” سلمان رشدي ” وقد كتب أحدهم من خلال المروجين له وهم أيضا كخفافيش الليل ساخرا بالقرأن الكريم نافيا بلاغته فكشف جهله , ومنكرا سورة الفيل بدعوى أن الفيل لايستطيع السير بالرمال فكشف أميته , وأنكر على رسول ألآسلام تفسير القرأن , وأدعى جهلا بأن عبد الله بن عباس هو من فسر القرأن , ولو كان عاقلا لما تورط في مثل هذا الرأي المضحك , وأزدادت أراؤه المضحكة البليدة عندما نفى وجود أقتصاد في ألآسلام وشاركه في هذه الحماقة من كتب ذات يوم في موقع كتابات يقول : أن كتاب ” أقتصادنا ” هو ليس من تأليف محمد باقر الصدر , وأنما هو من تأليف ” أبو يوسف صاحب كتاب ” الخراج ” وهو تلميذ ألآمام أبي حنيفة , وحسنا فعل السيد أياد الزاملي عندما سحب رابط ذلك المقال من الموقع بعد أن أدرك أن نشر مثل هذا النقيق لايناسب حرية الرأي ومستوى البحث الرصين , والسيد أياد الزاملي لايزال مطالب بألآلتفات الى ماينشر من موقعه من تعليقات ليس لها هوية فكرية أو سياسية , أو وطنية عامة , وأنما هي تعبير عن مستوى متحلل من كل قيم ألآخلاق ومثل النفس , فالشتائم والسباب , والتنابز بألآلقاب لم تكن يوما تمثل وجهة نظر محترمة , وليست هي من كلام العرب الذي سمى ماهو بعيد عن البلاغة والفصاحة ب” الفهاهة والعي ” .
وأغلب ماينشر اليوم لاسيما في موقع كتابات هو من نوع ” الفهاهة والعي ” فالذين لايعرفون المصطلحات يخلطون الغث بالسمين , والذين لايعرفون السياسة يكتبون بأهواء ليس لها من قرار , والذين يكتبون في التفسير لم يتعلموا دروس التفسير ومعانيه ولم يأخذوه من ” الراسخين في العلم ” وهم مشخصون ومعرفون من قبل رسول الله الذي لاينطق عن الهوى أن هو ألآ وحي يوحى , فالذي يدعي أنه لايوجد تفسير صحيح ليخرج بنتيجة هي عليه وليست له حيث يقول : أننا ضيعنا قرأننا , ونسي هذا أنه هو من ضيع نفسه ولم يضيع القرأن فتفسيره الصحيح محفوظ من قبل ” أهل الذكر ” وهم أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين لازال البعض ونحن في القرن الواحد والعشرين ميلادي وهو قرن الحياة بالعلم وفي القرن الخامس عشر هجري , وهو قرن ظهور ولاية الفقيه الرشيدة كأحد أساليب الحكم العادل , ومع غياب المعصوم , تبقى تجربة الحكم ألآسلامي تخضع للمشورة وألآنتخاب ومع وجود ألآخطاء وعدم الصواب في بعض الحالات , ولآنه لايوجد أصرار على الخطأ , فأنها غير قابلة للتحول الى حكم الدكتاتورية كما يروج البعض حسدا وحقدا , وهذا مايجعلها أي ولاية الفقيه أفضل ألوان الحكم المتداول من قبل السلطات الزمنية الوضعية , وهذا الرأي يحتاج الى دراسة وتأمل معرفي بعيدا عن العصبيات الطائفية والفئويات الحزبية , وأنا أعلم أن العقول الفارغة من العلم لاتستوعب مثل هذه الجرعة من الرأي , ومعدهم الخاوية من موائد الثقافة لاتتذوق مثل هذه ألآراء الغنية بمقومات الحياة الفكرية .
أن الذي سخر من القرأن ودعا الى أستبداله بالحداثة هو لايعرف مامعنى الحداثة ولذلك قبض ثمن دعوته هذه ” 150 ” ألف دولار من دولة خليجية , ثم أختفى , ونقيق الضفادع لاينقطع لاسيما في ليل العراق المزروع بألآرهاب , والملغوم بالطائفية والفساد والجهل , ولذلك نسمع من يحلو له الكتابة عن الجغرافية المفتوحة فيحصرها بأيران , وهذه أمية سياسية , فالجغرافية المفتوحة تقودها أمريكا ومعها أسرائيل ودورها في جنوب السودان وأثيوبيا وأرتيريا ولبنان وسورية وألآردن وتركيا وأذربيجان والهند , وحديثها المستمر عن صداقتها مع بعض الدول العربية ولاسيما في الخليج , وطيور الصقور التي تحمل أجهزة تجسس والتي عثر عليها في سماء السعودية قبل سنوات كل ذلك هو المعنى الحقيقي للجغرافية المفتوحة فلماذا لايصير الحديث عن ذلك العمل العدواني الموثق ولماذا يصر البعض على توجيه ألآتهام الى أيران جارة العراق التي تناست كل من سبب لها ألآذى بحرب عبثية , وتعالت على جراحها وراحت تساعد العراق في حربه ضد ألآرهاب , وهي مساعد معلنة ومبررة , لذلك لم يبق وراء هذا التوتر والعزف عليه سوى العامل الطائفي الذي لانرجوه لآحد .
أما الذي يريد أن ينصح العراقيين وهو مما ينطبق عليه قول الشاعر الذي أفتتحنا به مقالنا هذا , ولهذا ومن ينحو نحوه نقول : عليكم أنفسكم , فأغلب العراقيين يعرفون ممن يأخذون النصيحة , وبعد تورطم بنكران قضية ألآمام المهدي المنتظر , وبعد أظهار وجهكم ونزع القناع عنكم عندما شابهتم بين أبو بكر البغدادي وبين ألآمام المهدي وزدتم على ذلك بدعوتكم المبطنة لحرية ” المثلية ” والبريكية ” وألايمو ” ونكرانكم ذبائح أهل ألآسلام والقبلة , ثم كشفتم عن محدوديتكم وعدم أطلاعكم على سفر التفسير للقرأن الكريم ودعوتكم بتضييع العراق كشف ضياعكم , أما كلامكم عن القيادي اليمني عبد الملك الحوثي وعن الشيخ المجاهد باقر النمر في السعودية المحكوم بألآعدام ظلما , فهو حديث وكلام يجعل صاحبه في دائرة الشبهة , فلا الحوثي من الشيرازية , ولا الشيخ باقر النمر جاهل وأنما من رماه بالجهل هو من يعلن عن أسراف في الجهل والجهالة , ومما يكشف جهالة من يحرض على الحوثي وعلى الشيخ النمر ومن يمتدح حكام السعودية وحكام الخليج وتزداد جهالة صاحب الكلام عندما يدعي أن النظام ألآقتصادي في السعودية هو أفضل بكثير من أيران وهي مقارنة متعسفة لآن صاحبها يتناسى الحصار ألآقتصادي المفروض على أيران والعقوبات الظالمة ضدها لو وجهت لآي دولة سواء عربية خليجية أو غير خليجية لآنهارت سريعا , أما أدعاؤه بأن دول لخليج قادرة على هزيمة أيران وضربها , فهو كلام مدفوع الثمن وأغراضه واضحة في الدس والتحريض , مما يجعل صاحبه في دائرة الشك كما فعل من تكلم قبله بهذا الكلام ثم قبض ثمنه نقدا من أحدى دول الخليج , هذا هو نقيق الضفادع الذي يبقى محصوا في البرك ألآسنة , أما ولاية الفقيه فهي تمد حبالها نحو السماء وتبني دولة أصبح العراقيون الزائرون لدولتها مبهورين بجمال شورع مدنها وزينتها بالحدائق الغناء وبالتنظيم الذي يقف ورائه عقل مخطط وأخلاص وطني أبعد بلاده عن الفساد وألآرهاب التكفيري بأرادة ربانية.