16 سبتمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

نقيب الصحفيين مؤيد اللامي حفظ  للأسرة الصحفية هيبتها..

نقيب الصحفيين مؤيد اللامي حفظ  للأسرة الصحفية هيبتها..

ملاحظات بشأن تعدد الجهات المدافعة عن حقوق الأسرة الصحفية
كانت نقابة الصحفيين العراقيين منذ عقود طويلة هي الجهة النقابية الوحيدة المعبرة عن حقوق الأسرة الصحفية، وما زالت هي من تنظم شؤونهم وتعنى بمتطلبات عملهم ، وترتقي بهم  الى حيث المكانة التي يستحقون.
وقد تناوبت شخصيات أدبية وثقافية متميزة على ترؤس هذه النقابة ، وكان الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري أول نقيب للصحفيين العراقيين تولى المهمة في الثالث والعشرين من حزيران 1959 في العهد الملكي ، ثم تولت رئاستها شخصيات ادبية وثقافية معروفة فيما بعد
وبقيت نقابة الصحفيين هي المتحدثة بإسم الاسرة الصحفية ، وهي من تعبر عن طموحاتهم في ان تبقى هذه الشريحة المثقفة محل اهتمام يرقى الى تلك المكانة الرائدة في التعبير عن هموم المجتمع العراقي واحزانه وأفراحه ، وفي الاسهام بنهضة العراق على مختلف الصعد ، وما يود ان يحققه من احلام وطموحات مشروعة والاسهام في نهضة ورقي البلد واغنائه بالمعرفة الثقافية والعلمية في مختلف مجالاتها.
الا ان الملاحظة اللافتة للنظر والتي تسببت بإرباكات لعمل الصحفيين والاسرة الصحفية عموما والتي برزت بعد اعوام 2010 – 2015  هو انشاء اتحادات وجمعيات صحفية كلها تدعي المطالبة بحقوق الاسرة الصحفية ، وتدعي الاهتمام باحوالهم واوضاعهم، الا ان ما جرى من انشقاقات عن النقابة الأم ( نقابة الصحفيين العراقيين ) هو الذي أدى الى حالات تشرذم وتشتت الجهات التي تدعي الدفاع عن حقوق الاسرة الصحفية، لكن أغلب هذه الاتحادات والنقابات لم يحصد منها ابناء الاسرة الصحفية ما يحقق لهم ( مكسبا ) ولو في الحد الادنى، وبقيت نقابة الصحفيين العراقيين تحت ظل نقيبها الاستاذ مؤيد اللامي هي الجهة المهنة الوحيدة التي بقيت محافظة على جمهورها الواسع وانتمائها الذي تجاوز الخمسة عشر الف أو يزيد ، بين صحفي واعلامي أو قريب من الوسط الاعلامي ، وبقيت هذه النقابة هي الوحيدة التي حققت ( مكاسب ) للأسرة الصحفية ، بل انها بقيت هي الجهة النقابية المعترف بها رسميا امام الحكومة والبرلمان وامام الاتحادات الصحفية العربية والدولية وامام الرأي العام العراقي الذي يرى في نقابة الصحفيين انها البودقة التي انصهر تحت لوائها آلاف الكوادر الصحفية التي احتلت مكانة مرموقة في العمال الصحفي، واغلب المنضوين تحت لوائها هم من كان لهم وجود مؤثر في العمل الصحفي والاعلامي منذ عقود ، وكانت لهم مشاركات فاعلة ويشار لبعضهم بالبنان لما قدمه من خبرات صحفية وثقافية حصلت على ثناء وتقدير قطاعات واسعة داخل وخارج العراق.
ويعزو اعلاميون متمرسون في العمل الصحفي ان واحدا من أسباب نشوء هذه النقابات هو رغبة ( البعض ) من الاعلاميين بالظهور بالرغم من ان تاريخهم الصحفي ما يزال حديث العهد بالصحافة، بل ان تأريخ البعض منهم لايكاد يذكر والبعض الاخر غير معروف اصلا ودخل الصحافة من باب الحصول على المغانم والوجاهة، اما نقابة الصحفيين العراقيين فقد بقيت الاكاديمية والمدرسة الوحيدة والعائلة الواحدة التي يفتخر بها ابناء الاسرة الصحفية انها مازالت المعبرة عن طموحات الاسرة الصحفية وهي الوحيدة ربما التي حافظت على ( شرعية ) وجودها، عراقيا وعربيا ودوليا ، وقد بقيت الرافد الاساس الذي يقدم خدماته للاسرة الصحفية ، ولم تعد تولي باقي الاتحادات والجمعيات لمن انضموا اليها قبل بضعة سنوات أي اهتمام يذكر، بعد ان اخفقت في ان تقدم للاعلاميين المنضوين تحت لوائها أي ( مكسب ) يمكن ان يكون مبررا لبقائهم ، واضطر  الكثيرون ممن انضووا تحت لواء جمعيات صحفية أخرى أن يعودوا الى النقابة الأم ( نقابة الصحفيين العراقيين ) بعد ان ادركوا ان المهمة التي انيطت بتلك الجهات لم تكن موفقة تماما في مهمتها.
ما أردنا سرده في هذا المقال ان الجمعيات والاتحادات التي ظهرت قبل بضع سنوات لم تتمكن من ان تستحوذ على جمهور واسع للانضواء تحت لوائها، واغلبها اتخذ اشكالا اخرى في الدفاع عن حقوق الصحفيين، وبضعهم اتخذ مبررات اخرى للدفاع عن هذه الحقوق، وما ان ادرك المنضوون تحت لواء هذه الاتحادات والجمعيات في نهاية المطاف انهم لم يحصلوا على ( مكاسب ) مهمة تحقق لهم بعض طموحاتهم، وعدم اقتناعهم بجدوى البقاء معها، حتى عاد اغلبهم الى النقابة الأم ( نقابة الصحفيين ) كونها الممثل الشرعي المعبر عن طموحات الأسرة الصحفية وهي من تمتلك كل هذا الأرث التاريخي الذي يحفظها من حالات التشرذم ، حتى بقيت متماسكة قوية، واستطاع نقيب الصحفيين العراقيين الاستاذ مؤيد اللامي ان يحفظ لها هيبتها، وهي تخط طريقها واثقة من نفسها، على انها الكيان الاعلامي الاكثر قدرة على التمثيل النسبي الأصيل لشريحة واسعة ومهمة يعلق عليها العراقيون الآمال في ان تبقى القنديل المضيء ،الى حيث الطريق المؤدي الى تحقيق تطلعات هذا الشعب فيما يصبو اليه من آمال وتطلعات مشروعة.

أحدث المقالات