23 ديسمبر، 2024 12:36 م

هل أن العالم أكثر أمانا بعد ثورات التواصل الإجتماعي , وتحول الأرض إلى مدينة صغيرة يمكنك أن تعي ما يحصل فيها فور حدوثه؟!
التواصل يضخ الرؤوس بدفق من المعلومات التي لا يمكنها أن تستوعبها وتتفاعل معها بسلامة , فتؤثر في النفوس والسلوك وتضر بالصحة الفكرية والنفسية والبدنية لما تفعله في الغدد الصماء.
التواصل ضغط هائل يتسلط على البشر في كل مكان , ويقطعهم عن المكان ويأخذهم إلى عوالم الخيال والبهتان , ويدفعهم للتفاعل بأدوات المطمور فيهم.
فالمجتمعات البشرية قبل القرن الحادي والعشرين أكثر قدرة على التفاعل المأمون , واليوم ومنذ مطلع هذا القرن , وآليات زعزعة الأمان وتأجيج العدوان في تطور وإحتدام , وتفاقم شديد يتسبب بالعديد من الويلات والتداعيات الأليمة القاسية.
ولا يمكن لأي مجتمع في الأرض أن يخلو من هجمات مروعة دامية وبدون سابق إنذار , إنطلاقا من التفاعلات التدميرية الحاصلة ما بين المصابين بعاهات نفسية متنوعة , وعلى رأسها أولئك المحشوون بالرؤى والتصورات الإنتحارية الفادحة , التي يتم الإستثمار فيها من قبل الحركات والفئات الشريرة الإنتحارية الطباع والسلوك.
إن التواصل ما بين البشر في أي بقعة أرضية وبهذه السرعة المذهلة يفتح أبوابا وميادينا جديدة للتعبير عن الشرور , والعدوانية والأحقاد والكراهية النائمة في دياجير النفوس السيئة الظلماء.
ووفقا لهذا الواقع التواصلي السريع الإنتشار والآني الحضور , فأن الكثير من المساوئ البشرية سيتم التعبير عنها وترجمتها بأساليب لا تخطر على بال.
وبما أن آليات التواصل يمكنها أن تجمع بعضا هنا أو هناك , ويمكنها أن تجند وتوظف وتستميل فأنها ستمضي بقدرات فاعلة ومؤثرة في مسيرة الحياة وستؤدي إلى ممارسات غريبة وخسائر باهضة للأبرياء والممتلكات.
فما أكثر ذوي العاهات النفسية وأخطرهم , وأن يتوفر لهم ميدان للتفاعل والتواصل فأنه من أخطر ما يواجه البشرية في هذا القرن الفتاك!!