لكل انسان مهما كان لونه وعرقه وقوميته، وانتمائه الديني والسياسي، وطن يحبه ويفتخر به، وفيما لو تهدده خطر ما او طالته يد الاعتداء تجده ينتفض ويدافع عن وطنه، وهذا طبيعي فعند حدود الوطن تنصهر المسميات، وتنحى الخلافات، فتتوحد الشعوب.
العراق بلد الروائع والبدائع، ومهد الأُمم، وتاريخ الإنسانية، محط الانبياء والاولياء، ومنارة العلماء، واهله اناس طيبون وكرماء، شجعان ذوي قيم، ويحبون وطنهم.
لا تتفاجئ عندما تسمع كلمة( يمعود يا وطن) او كلمة(هي ظلت مواطنة) والكثير من العبارات المشابهة التي تدل على انعدام ثقة المواطن بدولته، التي لم توفر له العيش الكريم وبالتالي اصبح لا يعتز بانتمائه لوطنه، وهو غير ملوم بسبب قساوة الحياة، ونذالة الحكام، هذا في الشارع ولدى الناس البسطاء، اما المسؤول فتجده لا يأبه لأحوال الناس، وهمه جمع المال بشتى الطرق، من خلال المساومة على المشاريع وعقد الصفقات الغير شرعية، والمقاولات والكثير غير ذلك، لترتيب اوضاعه الخاصة من توفير سكن على اعلى طراز له ولعائلته في العراق وخارج العراق، وارسال ابنائه للدراسة والسياحة في اوربا على حساب الفقراء، وتعيين اقربائه فقط، متناسياً انه انما جُعل في هذا المنصب كي يخدم الناس لا كي يسرقهم. اما عن انتمائه لوطنه فيكون لغرض تلك الغايات فقط، وولائه الحقيقي يكون للخارج فهناك دولة اما شرقية او غربية، يجب عليه رعاية مصالحها وتنفيذ اجندتها اذا ما اراد البقاء في السلطة فهذه الدولة تتكفل بدعمه السياسي، والمادي، وتغطي حتى حملاته الانتخابية.
الاحباط لا يخلف الا الخيبة والتخلف والهزيمة، وهذا ما لا يعرفه العراقيون، التاريخ قد اثبت العكس في مناسبات عديدة، فالشعب الذي انتصر لوطنه على وحوش الارهاب حين الهجمة السوداء وقدم خيرة الشباب للتضحية بالتأكيد هو شعب يحب وطنه، وسوف يبنيه.
نقطة راس سطر، نحن على اعتاب مرحلة جديدة وما لم نغير الوضع بأيدينا لا يتغير وضعنا، فدولة المواطن تحتاج إلى عمل كبير وجهد حثيث نبتدأه نحن بالانتخاب الصحيح، لنزيح الفاسدين، ونمكن الشباب، والكفاءات، والمرأة، لنبني تلك الدولة التي نحلم بها، فتترسخ روح المواطنة لدى المواطن والمسؤول، فخيرات بلدنا وفيرة، وتحتاج الى ناس خيرين اصحاب عقول يعملون لوطنهم لا لغيره، همهم خدمة الشعب وبناء البلد ورفعته وسمعته.