23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

قبع: تخلف , إنزوى , إختفى
القول بأن دولة ما من دول الأمة تابعة لدولة ما غيرها , أكذوبة مصطنعة وفرية مخترعة , فيا ليتها قد إتبعت دولة ذات قيمة في الدنيا , لتكون قدوتها ومثلها في السلوك .
دول الأمة قابعة في الكراسي وحسب , ولا يوجد لديها مثل تحتذي به وتسير على خطاه , وبين فترة وأخرى يأتيها الكرسي بزعيم بالوني الطباع والتوجهات , فينفجر ويدمرها بسوء ما جناه.
فدول الأمة , لا تقتدي , لا تقتفي , لا تتشبه , لا تتمثل , لا تتبنى , ولا تريد اللحاق بأي دولة في الدنيا.
إنها تجيد الإبتعاد والإهمال والمخالفة والإعراض والتأخر والتخلي والتقصير بحق البلاد والعباد.
تلك هي الحقائق المريرة الفاعلة في ميادين وجود الأمة , والمهيمنة على نشاطاتها , والمؤدية بها إلى وهاد الإنتكاسات والإنكسارات , والنكبات والخيبات المتنامية المتراكمة , الجاذبة لأسباب العدوان عليها والطمع في ثرواتها.
فالذين يتهمون هذه الدولة أو تلك بأنها تابعة لغيرها , يتوهمون ويتخيلون , فدول الأمة تتبع الكراسي , وتدين بالأمر والطاعة للجالس فيها , مهما كان نوعه وسلوكه , وما تجرّأت في يوم ما أن تثور بوجه كرسي , إلا فيما ندر , وبعد أن يبلغ السيل الزبى وأكثر.
فالتبعية الحقيقية ليست سُبّة , بل خارطة طريقة لبناء دولة وقوة وإقتدار , فيا ليت بعض دولنا تتبع جاراتها الإقليمة , وتسير على خطاها في بناء دولها , وتأمين آليات الحكم الكفيلة بتلبية حاجات المواطنين , والحفاظ على حقوقهم والإيمان بقيمتهم وأهميتهم , والذود عن مصالحهم , وتوفير الحاجات الأساسية الضرورية لحياة حرة كريمة ذات عطاءات متميزة.
فهل لنا أن نتبع دولا ناجحة ولا نقبع في دول فاشلة؟!!