بعد انقطاعي الطويل عن مقر نقابة الصحفيين العراقيين الكائنة على ضفاف نهر دجلة من جهة المنطقة الخضراء، فإن زيارتي لها هذه المرة كانت مدعاة للدهشة والغبطة والفرح ،فقد كدت لا أصدق عيني وأنا أطالع مبنى النقابة الجديد، بداية من مدخلها الجميل المنظم، مرورا بحاضنتها الداخلية التي تزينها حديقة في غاية الروعة والحضارية إضافة إلى البناء الجديد الذي ينم عن ذوق حضاري هو الآخر ،مما جعلني اشد على يد الأستاذ مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين معبرا عن مدى فرحي بان ينتبه المسؤول المنتخب إلى أهمية تجديد الدائرة أو الوزارة أو المؤسسة التي نصب عليها وان يسعى إلى تقديم تجديدا معماريا أو عمليا إلى هذه الدائرة أو تلك ربما تكون نقابة الصحفيين العراقيين وهي مؤسسة نقابية غير حكومية هي صاحبة المبادرة الأولى في تجديد نفسها والعمل على تحسين وضع الصحفيين العراقيين الذي دأب عليه مؤيد اللامي منذ توليه منصبه الحالي ، بداية من محاولاته في سن قانون حماية الصحفيين العراقيين مرورا باستحصال منحة مالية لهم وليس نهاية بمنحة الأراضي المخصصة للصحفيين التي جرت القرعة عليها قبل أيام ،عرفت مؤيد اللامي منذ زمن طويل وقبل أن يكون نقيبا للصحفيين كان يحاول جاهدا أن يقدم أفكارا ومشاريع لخدمة العراق الجديد، وما أن انتخب بأغلبية ساحقة لهذا المنصب وأنا اشهد انجازاته أول بأول لم أجده يوما مشغولا بأمر آخر غير شؤون النقابة سواء في الداخل العراقي الساخن أو دوره الذي لا ينكر في تعزيز مكانة الصحفيين العراقيين يوم فاز اللامي بنيابة رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب خلال انتخابات الأمانة العامة للاتحاد التي أقيمت في القاهرة حصد خلال الانتخابات 12 صوتا من أصل 15 صوتا يشكلون الأمانة العامة للاتحاد وكان هذا فوزا لم يكن العراق ليحلم فيه في ظل الظروف السياسية التي كانت تحيط به آنذاك، ما إن دخلت إلى مبنى النقابة الجديد حتى وجدته في صالة الزوار جالسا على طاولة مشتركة مع زملائه من الصحفيين الذين لديهم مشاغل خاصة مع السيد النقيب، كان جالسا بتواضع جم ولطف لا يمكن لي أن لا أشير إليه فهو لا يحصن نفسه داخل مكتبه المفتوح الأبواب والذي لا يجد أحدا منا صعوبة في الدخول إليه ربما يكون الصحفي النموذجي اقرب إلى هذه الصورة البسيطة والحضور الشفاف في أذهان الثقافة الصحفية ،وهو ما جعل الكثير من الصحفيين وغيرهم من المبدعين والمثقفين الذهاب إلى النقابة واللقاء فيها، ما زاد سعادتي أكثر هو إعادة صدور جريدة الزوراء العريقة على شكل إصدار يومي بالوقت الذي عجز أخريين من إعادتها إلى الحياة فيما مضى من الأعوام لعل الحصول على نقيب للصحفيين العراقيين يكون من شانه تطوير النقابة بكافة فروعها ومشاغلها الكثيرة وتقديم تسهيلات مهمة للصحفي العراقي الذي عانى طويلا من الحرمان والقمع والفقر والإذلال إنما تعد مزية مهمة لدعم الصحافة العراقية وتشجيع النقابة الممثلة الشرعية عنه ومساندتها بكل ما يلزم لكي نؤسس تقاليد جديدة للعمل الصحفي وحقوقه وحصانته وهذا ما نلمسه ظاهرا في أداء نقيب الصحفيين العراقيين كما رأيته بنفسي ولمسته وشهدت عليه.