18 ديسمبر، 2024 6:37 م

نفوس العراق و خطوات لتنظيم حياة الأسرة العراقية

نفوس العراق و خطوات لتنظيم حياة الأسرة العراقية

حذر رئيس الجمهورية، برهم صالح، من تداعيات استمرار اعتماد موازنة العراق على ريع النفط الخام مع توجه دول العالم نحو الطاقة النظيفة. وقال صالح خلال ملتقى بحر العلوم للحوار :”عدد نفوس العراق سيكون 80 مليون نسمة بحلول 2050، ولن نجد ما يطعمهم , وتشير بيانات الى ان وارادات النفط المالية ستنخفض بحلول عام 2030 لجهة انخفاض الطلب عليه بعد تحوّل العالم الى الطاقة الكهربائية البديلة
ورجح وزير التخطيط خالد نجم بتال أن يبلغ عدد سكان العراق 50 مليون نسمة في عام 2030، بناءً على الزيادة السكانية الحاصلة بواقع مليون نسمة كل عام., واضاف /عدد السكان الحالي في بغداد يبلغ 9.5 مليون نسمة”، مشيراً إلى أن “التعداد السكاني في بغداد يختلف بين الليل والنهار، حيث يأتي الكثير من المواطنين من المناطق المحيطة بالعاصمة للعمل فيها نهاراً ما يجعل تعدادها خلال هذا القوت يصل إلى 13 مليون نسمة”, مشكلة عدم تحديد النسل لدى المواطنين تتفاقم ووزارة التخطيط تعمل على وضع محددات بهذا الشأن، لكن الوضع الاجتماعي والديني والعشائري يصعب هذه المهمة على الوزارة”,, مضيفا -نسبة السكان في العراق تزداد مليون نسمة كل سنة، وبناءً على ذلك فإن عدد سكان العراق سيلغ 50 مليون نسمة في عام 2030″، داعياً إلى تنظيم النسل وعدد السكان لأن الزيادة في عددهم تؤثر على جميع مرافق الحياة خاصة السكن والوضع التعليمي والتربوي ووضع المستشفيات
وأطلقت وزارة الصحة العراقية استراتيجية لتنظيم الأسرة العراقية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان تمتد من عام 2021 وحتى عام 2025، تتضمن سلسلة خطوات لتنظيم حياة الأسرة العراقية بشكل ينسجم مع وضعها المالي ويمنعها من الإقدام على الإنجاب من دون تخطيط مسبق. وقالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق ريتا كولومبيا معلقةً على الاستراتيجية، إن “استخدام موانع الحمل الحديثة يبلغ نسبة 36 في المئة تقريباً داخل الأسر العراقية وهذا يعني أن العديد من الأزواج والأفراد الذين يحتاجون إلى خدمات تنظيم الأسرة لا يمكنهم الوصول إليها”، واصفةً هذا الأمر بـ”الانتهاك لحقوقهم الإنجابية”.
وأشارت كولومبيا إلى أن “صندوق السكان العالمي سيعمل بموجب هذه الخطة على تعزيز قدرات نظام الرعاية الصحية وتقديم خدمات عالية الجودة للأسرة العراقية ووضع احتياجات الصحة الإنجابية للشباب وذوي الاحتياجات الخاصة وخفض حمل اليافعات كأولوية في عملها وصرحت وزيرة الدولة السابقة لشؤون المرأة في العراق بشرى الزويني بأن “نسب الإنجاب عالية في المناطق الفقيرة داخل البلاد التي تعاني من مشكلات اقتصادية”، داعيةً إلى تدخل الدولة لتنظيم الأسرة في هذه المناطق من خلال التوعية عبر وسائل الإعلام ورجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني.وأوضحت الزويني أن “غالبية دول العالم تتجه إلى اعتماد سياسات منظمة تحافظ فيها على معدل الأسر بما يتناسب وقدرة الدولة وامكاناتها ومواردها، بالتالي نحن بحاجة إلى سنّ قوانين ونشر الوعي المجتمعي لدى الأسر العراقية للتقليل من الإنجاب
ويُعدّ العراق من الدول مرتفعة الخصوبة التي تصل إلى 3.5، في حين تتراوح في أغلب دول العالم بين 2 إلى 2.25 كحد أقصى، وفق الزويني، التي بيّنت أن هذه النسب أدّت إلى ارتفاع معدل السكان بشكل كبير في العراق.ودعت الزويني منظمة الأمم المتحدة إلى دعم منظمات المجتمع المدني العاملة بالعراق في هذا الاتجاه، مبينةً أن “العراق تعهد من خلال مؤتمرات دولية بالتقدم في هذا المجال إلا أن الظروف السياسية عرقلت تنفيذ التعهدات”
ووفق احصائيات دولية ,أن مجموع سكان العراق يشكل نسبة 0.5% من سكّان العالم، خلال عام 2019، حيث جاء العراق في المرتبة 36 عالميًا وفي المرتبة الثالثة عربيًا بعد مصر والسودان, وأشار الموقع الإحصائي المتخصص إلى أن “تعداد سكان العراق يبلغ 40 مليونًا و412 ألفًا و299 شخصًا، من مجموع عدد سكّان العالم حاليًا الذي يبلغ 7 مليارات و683 مليونًا و717 ألف شخص,, وبلغت نسبة النمو السكاني في العراق، خلال السنوات الأربع الماضية 2.6% من مجموع عدد سكان البلد الذي تجاوز 40 مليون نسمة، حسب تقديرات وزارة التخطيط، والزيادة تتراوح بين ( 850.000 – 1000.000) نسمه سنوياً,, وتراجعت هذه النسبة كثيراً عمّا كانت عليه قبل عشر سنوات، حيث كانت 3% سنوياً
ويحمل المجتمع العراقي إرثا دينيا واجتماعياً يشجع على زيادة الإنجاب، فضلاً عن نسبة خصوبة عالية بين أفراده، ويعد من المجتمعات الشابة، فالأعمار (14- 45) سنة، تشكل ما نسبته 57% من مجموع السكان، وفق إحصاءات وزارة التخطيط، وعدد الإناث متقارب من عدد الذكور بنسبة 50% لكليهما,, كما ان العراق يفتقد قوانين أو تشريعات من شأنها أن تحد من النسل، وذلك بسبب الطبيعة الاجتماعية والمنظومة القيمية، لأننا مجتمع شرقي، وليس من السهولة تقبل تلك التشريعات
من جهة أخرى، يعتبر مختصون بالموارد البشرية أن زيادة الوعي لدى العراقيين بأهمية تحديد النسل هو الأساس في السيطرة على ارتفاع معدلات الإنجاب في العراق.,, واسباب عدة لزيادة الإنجاب أهمها قلة الوعي والفقر والرغبة بالاستفادة من الأولاد كأيدٍ عاملة”، داعين إلى “إطلاق حملة تثقيفية لتحذير العائلات من التداعيات السلبية لكثرة الإنجاب”. وأضاف ليث أن “تحديد النسل لا يتلخص بسن قوانين في مجلس النواب وإنما تنشيط الجانب التثقيفي والإعلانات التي تتحدث عن خطورة هذا الأمر والتركيز إضافة إلى البعد الاقتصادي على صعوبة تربية الأطفال ومشكلاتهم وإيجاد الحماية لهم,, وتقليل حالات حمل اليافعات، وتقليل وفيات الأمهات والعنف القائم على النوع الاجتماعي وزيادة فرص كسب العيش للشباب. وتضيف البعثة الدولية أنه “إذا تم الوفاء بهذه الالتزامات، فهذا الأمر سيدعم العراق في الاستفادة من العائد الديمغرافي والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030