22 ديسمبر، 2024 10:59 م

نفوذ أم العار بعينه؟!

نفوذ أم العار بعينه؟!

هل هناك من طرف أو شخصية سياسية عراقية بإمکانها إنکار الدور والنفوذ المشبوه والخبيث جدا للنظام الايراني والذي يسعى لإستخدام کل الطرق والسبل الملتوية وغير القانونية من أجل إحکام قبضته على العراق من مختلف النواحي؟ من المٶکد لايوجد أبدا لأن هذا الدور والنفوذ قد صار منتشرا وشائعا بحيث إن نتانته تزکم الانوف وهو يفرض نفسه في ظل تحاشي معظم القوى والاطراف السياسية الاصطدام به، حتى صار يبدو إن کل جهة يريد فقط المحافظة على نفسه ومصالحه ولايهمه مايجري للآخرين تماما کما کان يحدث مع الدولة العباسية عندما کان هولاکو يحاصر بغداد والمستعصم العباسي آخر خلفاء بني العباس يصرخ:”بقيت لي بغداد في الافاق أيستکثرونها علي؟”، والحق إن کل مسٶول عراقي قد صار مثل المستعصم العباسي ولکنهم لايطالبون ببغداد وإنما فقط بمصالحهم الضيقة!
التصريح الکارثي الذي تم نقله عن أحد وزراء حکومة العبادي والتي أکد فيها عن تلقي قوى عربية سنية دعما واسعا من إيران، بين شهري نيسان وآب من العام الماضي. موضحا بأن أبرز هذه القوى هي حركة الحل بزعامة جمال الكربولي، والحزب الإسلامي العراقي، ورجل الأعمال خميس الخنجر، وكل طرف منهم تلقى دعما مختلفا عن النوع الآخر وأضاف وهو يلقي الاضواء الى أية درجة ومستوى قد وصل الدور والنفوذ الايراني في العراق عندما يقول:” الدعم الإيراني لتلك القوى تفاوت بين دعم سياسي وآخر قانوني من خلال إسقاط تهم فساد وإرهاب كانت تلاحق عددا من شخصيات تلك القوى ورموزها، بوساطة من طهران وأخرى من بيروت من قبل قيادات في حزب الله، إضافة إلى تقديم الدعم المالي لبعض الأطراف التي عادت لتمارس نشاطا سياسيا داخل المدن المحررة. وهو بالعادة كان من بين امتيازات حصلت عليها تلك الأطراف لقاء الانضمام إلى معسكر الفتح، الذي كان في معركة مع الطرف الشيعي الآخر المتمثل بمقتدى الصدر وحيدر العبادي وعمار الحكيم، للظفر بلقب الكتلة الكبرى التي لها حق تشكيل الحكومة”، والسٶال الذي يطرح نفسه هو؛ هل إن العراق يمر بفترة الاستعمار والانتداب لکي يعيش هکذا حالة ووضعية مزرية؟ بل وإننا نجزم بأنه لا الاحتلال البريطاني ولا حتى الامريکي قد تمادوا الى هذا الحد وتصرفوا بهذه الوقاحة.
دور ونفوذ النظام الايراني في العراق والذي وصل الى حد فرض الوصاية على جميع الاطراف السياسية بل وحتى إن الاتفاقيات السياسية والاقتصادية التي يقوم بتوقيعها مع الحکومات العراقية”المغلوبة على أمرها”، کلها مخزية ويندى لها الجبين خصوصا إذا ماتذکرنا الاتفاقيات”الفضائحية”التي وقعها عادل عبدالمهدي مع رئيس النظام الايراني روحاني خلال زيارته المشبوهة الاخيرة للعراق، المثير للسخرية والتهکم إن هذا النظام في الوقت الذي يخسر الکثير داخليا وإقليميا ودوليا بحيث إن دولة کألمانيا وصلت صادراتها الى إيران من 3.15 مليار يورو عام 2017، إلى 2.7 مليار يورو، عام 2018. إضافة الى إن الهند واليابان وغيرها صارت تغلق أبوابها أمام هذا النظام في وقت کانت في السابق من أهم مصادر النظام، وإن هکذا نظام قد صار منبوذا ومکروها ويسعى الجميع للإبتعاد عنه ويناضل الشعب الايراني والمقاومة الايرانية بلا هوادة من أجل إسقاطه، کيف يمکن أن يکون له هکذا دور في مثل هذه الفترة التي تشهد غروب نجمه الکريه؟!