18 ديسمبر، 2024 8:12 م

نفط العراق للفاسدين والسارقين

نفط العراق للفاسدين والسارقين

لم يكن تواجد النفط في العراق خيراً، بل جاء وبالاً علينا ولم يستفد من هذة الثروة الهائلة سوى السراق والفاسدين، منذ تأسيس الدولة العراقية وتوالت حكومات متتالية لم تعطي للشعب حقة كباقي الدول الذي تنعم بخيرات بلدها، قبل أربعة وتسعون سنة تم إكتشاف النفط في العراق وبالتحديد عام 1927، لا أجدادنا ولا أبائنا أستفادوا من الذهب الأسود لا لبناء الإنسان العراقي ولا حتى بناء العراق، حتى فتافيت قليلة من هذة الثروة لم يستفد منها الشعب العراقي وبقى يعيش على أعتاب الفقر، فقط الحاكم هو من يستفاد منها هو وعائلته ليعيش منعم، ليلبسون الحرير والذهب وشراء اليخوت المذهبة والقصور على ضفاف بحيرات العالم.

حتى بعد تأميم النفط العراقي عام 1972 وإنهاء إحتكار الشركات النفطية الإجنبية الذي كانت نسبتها تفوق نسبة الحكومة ذلك الوقت، لم يستفد الشعب العراقي من هذا التأميم ولم تضف له شيء وبقى يعيش في فقر مدقع وبيوت من طين منتشرة في عموم العراق، بعدها بدأت الخطب السياسية بالإطماع الأجنبية في العراق للضحك على الشعب العراقي بالأوهام وإتجاه الحكومة بسرقة النفط وبناء مستقبلهم ولم يكتفوا بذلك بل إتجهوا لشراء السلاح لحماية نفسهم من كذبت الأطماع الإجنبية، والحكومة في ذلك الوقت تشتري الفلل والقصور والبنايات الشاهقة خارج العراق ويكنزون أموالهم في البنوك السويسرية، أي حكومة تمر على العراق كانت تضع أساس رخو لبناء العراق وسرقة النفط لحد هذة اللحظة.

تم إكتشاف النفط في الإمارات عام 1960 وكانت ذلك الوقت صحراء جرداء نسبة الصحراء أوسع نفوذاً من المناطق المبنية، وتم إكتشاف النفط في الكويت عام 1938 وكذلك السعودية والبحرين وسلطنة عمان وقطر وتتراوح الإكتشافات بسنين متفاوتة ومتقاربة مع بعضهن، والجميع يعلم الإمارات أصبحت في مصاف الدول المتقدمة عالمياً من الأعمار والبنى التحتية والتطور والتكنولوجيا مع بناء الإنسان الإماراتي، الذي كانوا يطلقون عليهم العراقيين لقب شعب بدوي، ولينظر شعبنا ماذا فعلت حكومتهم بشعبهم البدوي؟ الذي أصبح ينافس عالمياً بالتطور والعلم وإتقانه عدد من لغات العالم مع رفاهية تامة وحصانة دولية لسفر مواطنيها وتسهيل سفرهم بجميع أنحاء العالم، لم نسمع خطب لحكوماتهم على أطماع خارجية أو أجنبية أو خطر أمريكي وإسرائيلي ولم يشتروا أسلحة ويحرمون شعوبهم من خيرات بلدهم كما يفعل حكامنا، لم تأتي حكومة للعراق تنظر للشعب بعين الرحمة بل أي حكومة تحكم عراقنا تسرق وإضافة لسرقاتها إدخال العراق في حروب ومجازر مع أستفادة الحكومة بنهب ثروات العراق وشعب العراقي يعيش على أنقاض وطن مستباح مسروق المال والكرامة.

جميع طرق العنف والحروب العبثية تاتي بكارثة على بلدانها ونهايتها مأساوية، شواهد كثيرة من قيادات العالم الذي أستغلت ثروات بلادها لإجل دمار البشرية والذي أعطاها حافز لإستغلال هذة الثروة وإستخدامها للعنف، عوضاً من إستغلالها لتطوير بلادها وإثراء شعبها، بحيث تتحكم نفوسهم جنون العظمة وإذية الشعوب وبالآخر لا ينالون سوى الخيبة ومصير دموي لنهاية حياتهم، العراق يرزخ بثروات هائلة من آبار النفط والغاز الطبيعي والزئبق بجميع أنواعه بلد غني وشعب فقير لم يحكمه رجل لدية ضمير جميع من حكموا العراق بلا ضمير، أستغلوا ثروات العراق للشر وللعنف وحصد ملايين من ارواح العراقيين وملايين من الأرامل والأيتام والنساء الثكالى لفلذات أكبادهن، لم تكن أصلاً أطماع خارجية ولا عدو أمريكي ولا حتى إسرائيلي، بل جنون العظمة تتغلب شخصية الحاكم عندما يرى المليارات من ثروات العراق تحت تصرفة ويستغلها لنفسه وللمقربين من سدة الحكم، ليعوض سنين الفقر والعوز الذي عاشها بطفولتة ويحرم الشعب من هذة الخيرات بل يدخله محارق متتالية لإرضاء نزعتة الجنونية بالعظمة.

شعب يتم حرمانة من الكهرباء والغذاء وتتفشى به جميع الأمراض بسبب الضغوط النفسية الكبيرة، لم يهنئ براحة منذ ان توالى عليه حكام مجانين وعملاء مرتزقة، بقى يعيش في فقر مدقع وحياة صعبة أماتت مبادئه وقيمه الإنسانية وتحول الى مجرد إنسان مطيع لكل ما يملى عليه، يحاول يغير التأريخ ويزيفه ليقنع نفسة وذاتة المسحوقة، لتجده يقول نحن كُتبَ علينا أن نعيش محرومين كما كان أسلافنا الأولين، لذا تجده يصفق للذي سرق نفطة وبلاده، لم ينتفض من ذاك الوقت ليضع أساس قوي وليهيء دولة للأجيال القادمة بل عاش خانعاً راضياً بما قسمه له القدر ، فتوالى عليه الحكام ليسرقوا ما يشائوا وليطلقوا عليه شعب بائس، ما يحدث لنا أساسه نحن صفقنا للظالم وباركنا للذي يسرق نفطنا وأغلقنا عيوننا للذي يذبحنا كي لا نرى الحقيقة.