الكل يعرف قانون الجاذبية اي جاذبية مركز الارض للاشياء نحو مركزها الا في العراق تنعدم تماما جاذبية المركز والقوانين الفيزائية بحيث بدل السقوط تصعد الى فوق اي كل شئ يجري بالمقلوب.
عندما دخلت الدبابات الامريكية بغداد في 2003 غازية، ومن هذه الظواهر العجيبة والغريبة على علوم الفيزياء، ولأجل الحماية ان احدى هذه الدبابات الامريكية تمركزت امام بوابة مقر الحزب الشيوعي العراقي العدو اللدود للامبريالية الامريكية.. وهكذا من علم الخيال العراقي تفننا في السياسة وصنع التاريخ البهلواني.
اليوم وبعد 20 عاما لا يزال المشهد العراقي في ظواهره الفزيائية الغريبة اذ صفق الحزب الديمقراطي الكردستاني والتيار الصدري لقرارين للمحكمة الاتحادية في شرعية الانتخابات وانتخاباب الحلبوسي في رئاسة المجلس النيابي وخسر الاطار الحكمين وقبل حكم المحكمة واحترمه. لكن المحكمة عندما تحكم بعدم شرعية بيع النفط العراقي في جزئه الشمالي بدون المرور بقرار الحكومة المركزية تصبح المحكمة متحيزة سياسيا ووو وكذلك بحكم عدم شرعية ترشيح هوشيار زيباري خال السيد مسعود البرزاني ايضا حكم مسيس ووو. وبإيعاز من السيد مقتدى الصدر وجب على بغداد دفع رواتب البيشمركة لان ((اربيل جائعة وشعبها خاوي البطن)) مع كل هذا النهب الملياردي من الدولارات اليومية.
والظاهرة المضحكة التي تدخل في خصوصية علم الخيال العراقي، ان السيد مقتدى الصدر يدخل في تحالف مع الانفصاليين اسمه حلف (انقاذ وطن)… اترك القارئ الكريم ان يعلق او يضحك او اي شئ يمكنه ان يعبر عنه.
السؤال هل الشعب العراقي لهذه الدرجة من السذاجة ان تعبر عليه هذه البهلوانيات بين تيار يدعي بشعارات كلا كلا كلا امريكا واسرائيل ويتحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو منخور من فوق لتحت بالموساد ويدعو الى الانفصال ويُعتبر امين للقواعد الامريكية؟ هل البارتي الكردي للسيد مسعود البرزاني يثق بالسيد الصدر؟ او العكس؟ الاثنان يعرفان موقعهما امام الاخر جيدا هذا لا جدال فيه. ولكن على ما يبدو ان هذا التحالف مع حلفاء تركيا والامارات من قيادات سنية بعثية سابقا الذين يصبون مثل السيد البرزاني الى التطبيع مع اسرائيل هو موجه ضد المقاومة المدعومة اقليميا من قبل جبهة عريضة وعلى رأسها ايران، هنا يكمن سر ظواهر انقلاب قوانين الفيزياء كي يفلتوا امام كشف الحقيقة هي التي تقول ان التيار الصدري يريد السلطة بأي ثمن ربما مشروعه هو فعلا وطني لكن (مَكيافيليا) الغاية تبرر الوسيلة وعليه يجب ازاحة جزء كبير من امامه من الكتلة الشيعية التي تدعم المقاومة والفصائل والحشد الذين يمنعونه من السلطة، واخرون كما بالنسبة لقيادة السنة اعادة ما خسروه في 2003. اما بالنسبة لكاكا برزاني هو ان يكون مركزا كردستان العظمى لجميع اكراد العالم في الشتات.
اما بالنسبة لقياديي الاطار فلقد فشلتم فشلا مجانا قد يؤدي بوحدة العراق ووحدة المقاومة في الاقليم بحساباتكم مع الاشخاص الذين تباينوا معكم وبقيتم على تآلف معهم بالرغم من جهتهم المخالفة كليا للمقاومة ونزعتها الانتهازية وتركتموها تنمو وتتعملق من جهة، ومن اخرى لقد تركتم التصويت الالكتروني يمضى مرتين ولم تعترضوا فعلا عليه قبل فوات الاوان في تشرين اول 2021 وكان عليكم جعله فقط التصويت والفرز اليدوي ووقعتم في االفخ الذي نُصب لكم وتأزم العراق كله. اذا مضت الامور على خير ان شاء الله يجب التفكير مليا بتغيير القيادات الشائخة التي خرجت من بعد الاحتلال بقيادات شابة فعلا طموحة في التغيير الوطني والانماء والاقليمي مع جبهة المقاومة.
