لم يكن توفيق عكاشة مخطئا حينما وصف شعبنا بالحمير لكنه أخطأ بالتعميم ؛ كان بإمكانه القول إن هنالك من العراقيين أشد حيوانية من الحمير وأكثر قساوة ودموية من أخطر الحيوانات شراسة
تاريخنا العراقي للأسف لايكتبه إلا الحمير وقادتنا لايثبتم ولايصفق لهم إلا أولئك الحمير الذين تفوق أعدادهم اعداد الأوادم
أتذكر جيدا تلك الجموع الملتفة حول صدام حسين وهي تهتف بالروح بالدم نفديك ؛ ويعيش يعيش القائد ؛ وهلا بيك هلا وبجيتك هلا ؛ هل هناك فرق بين الحمير وبين الهاتفين بحب صدام ؟ أعتقد إن الحمير أشرف وأنبل من هؤلاء الذين يصفقون لقاتل أرعن جر البلاد وأهلها الى الجحيم
صورة الجموع الهاتفة بحياة المجرمين والقتلة لم تفارق هذا الشعب بل أصبحت واقعا معاشا وممارسة تمارسها الغالبية العظمى من اولئك الحمير الذين جروا الويلات لهذا الشعب نتيجة لتلك الممارسات
نفس هؤلاء الحمير هتفوا وتجمعوا تأييدا لأفراد داعش وهم يجرون مجموعة من المواطنين الأكراد إستعدادا لحرقهم على طريقة معاذ الكساسبة ؛ هل هذا الجمهور المؤيد لداعش والمصفق لممارسات افراده يختلف عن الحمير ؟ أم إن الحمير أكثر رأفة ورحمة من هذا الجمهور الذي جاء ليؤيد ويتفرج على مشاهد الذبح والحرق ؟
نفس هؤلاء الحمير سيهتفوا بحياة أية قوة جديدة تكسر قوة داعش وتسيطر على المنطقة ؛ إنهم يشتركون مع الحمير بصفة واحدة فالحمير لاتحركه الا القوة وهؤلاء لاتحركهم الا القوة ايضا واينما حلت القوة والبطش والدماء حل معها تأييد هؤلاء الحمير
علينا أن نعي جيدا ان عراقنا لايمكن أن يستقر يوما ولايمكن ان يصبح بمثابة الدول المحترمة مادام فينا مثل هؤلاء الحمير.