تتسارع الأحداث بتسارع أتساع الحراك الشعبي المتمثل بعشرات التظاهرات التي اندلعت في الكثير من محافظات و مدن العراق المختلفة و ذلك لتجاهل الحكومة و وصفها بأوصاف مقززة لا يجوز للساسة و الحكام أطلاقها على أبناء شعبهم أذا كانوا فعلا يمثلون هذا الشعب و بكل أطيافه مما ساهم ذلك بتأجيج مشاعر المتظاهرون و قناعتهم أن الحكومة لا تنوي أبدا تنفيذ أي مطلب من مطالبهم .. و بدلا من التفاوض مع المتظاهرين للاطلاع على مطالبهم مباشرة قامت الحكومة و أحزابها بتجييش الشارع العراقي عندما عملت على دفع المواطنين بالقوة و الترغيب و الترهيب للمشاركة في تجمعات ترفع شعارات منددة بمطالب المتظاهرين في الأنبار و الموصل و صلاح الدين و غيرها من محافظات العراق و تنعت هؤلاء المتظاهرون بالإرهاب و البعثية و القاعدة و غيرها من الكلمات التي تنم على أن من أملى هذه الشعارات لا يمت بأية صلة لا للعراق ولا لشعبه ولا يهمه التطورات الخطيرة التي يشهدها الشارع العراقي ..
و بعد قيام سياسيون و نواب تابعون للحكومة و أحزابها بإثارة النعرات الطائفية و حشد العواطف من خلال وصف المتظاهرين بالطائفية و يعملون على إعادة البعث للسلطة و أن شعاراتهم تدعوا إلى أطلاق سراح المجرمين الذين سفكوا دم العراقيين .. استخدمت الحكومة الجيش و الشرطة بالاعتداء على المتظاهرين في العديد من مواقع تجمعاتها و قطعت جميع الطرق المؤدية أليها و أعتدت على المواطنين و شنت حملة اعتقالات واسعة للمتوجهين إلى تلك التظاهرات و من المشاركين فيها و استخدام أتباعهم من المليشيات بالاعتداء على تلك التجمعات و خاصة مثل ما حدث اليوم أثناء صلاة الجمعة المشتركة في الأعظمية , كما أن الأخبار تتواتر و بشكل سريع على استعدادات الحكومة باستخدام القوة لفض هذه التظاهرات.
ففي هذا اليوم ثبت للعالم أجمع بأن ما موجود من قوات شرطة أو جيش و أجهزة أمنية أخرى هي من مكون واحد و تأتمر بأمر الأحزاب الدينية الطائفية و ذات الأجندات الخارجية حينما تقوم بسب و شتم مكون معين من مكونات الشعب و التعرض لرموزهم الدينية و استخدام القسوة المفرطة ضد المتظاهرين مهما يكن لونهم و جنسهم و مذهبهم , مما يدل و يؤكد بشكل واضح و جلي بأن هذا الجيش لا يمثل العراق و إنما يمثل طائفة بعينها تستخدمه لبسط نفوذها على هذا البلد و بها يتم أظطهاد باقي أطياف المجتمع العراقي .
و عليه نقول للذين يستجيبون لنداء الحكومة و أحزابها بالتظاهر لرفض مطالب شعبهم التي يرفعها المتظاهرون منذ أكثر من ثلاث أسابيع أن أبنائكم و أمهاتكم و رجالكم الكثير منهم لم يصبهم إرهاب الدولة و لم تعانوا مثلما عانوا إخوانكم من المكونات الأخرى فلماذا تنصرون الظلم على المظلوم ؟؟ أليس من الواجب و كما يدعوا أليه الشرع و القوانين و إسلامنا الحنيف أن ننتصر للمظلوم و نقف بوجه الظالم ؟؟ إلا تعلمون أن من يلعب بمشاعر و عواطف الناس لدفعهم إلى محرقة المذهبية المقيتة لا ينتمون من قريب أو بعيد لهذا الشعب العظيم ؟؟ لا يطلب منكم شعبكم إلا أن تقولوا قولة الحق و أدعوا إلى أطلاق سراح الأبرياء من المعتقلين و المعتقلات كما طالب به المتظاهرون و ليس كما يدعيه رجال السلطة بأن المتظاهرون يطالبون بإطلاق سراح المجرمون .. و هذا المثال يكفي لإثبات أن ما تدعيه السلطة و أحزابها هو تشويه للمطالب النزيه و الشرعية..
و نقول للسلطة و من يحاول تثوير المشاعر الطائفية بأن ما تقومون به هو اللعب بالنار و دعوة صريحة للاقتتال و التقسيم وهذا هو مشروع و ضعته جهات أجنبية الهدف منه الانتقام من هذا الشعب .. و خير وسيلة لإثبات ولائكم لهذا الوطن و شعبه أن تعملوا على إطفاء الفتنة و إنصاف المظلومين و العمل بجدية على تحقيق مطالبهم و التوجه بالشعب كله و بكل أطيافه لمرحلة أخرى من التنمية و البناء تحت خيمة الأخوة الوطنية الآمنة الأمينة على مستقبل هذا الوطن .