17 نوفمبر، 2024 6:33 م
Search
Close this search box.

نفذوا مطالب شعبكم بدلا من اللعب بالعواطف

نفذوا مطالب شعبكم بدلا من اللعب بالعواطف

تتسارع الأحداث بتسارع  أتساع الحراك الشعبي المتمثل بعشرات التظاهرات  التي اندلعت في الكثير من محافظات و مدن العراق المختلفة و ذلك لتجاهل الحكومة و وصفها بأوصاف مقززة لا يجوز للساسة و الحكام أطلاقها على أبناء شعبهم أذا كانوا فعلا يمثلون هذا الشعب و بكل أطيافه مما ساهم ذلك بتأجيج مشاعر المتظاهرون و قناعتهم أن الحكومة  لا تنوي أبدا تنفيذ أي مطلب من مطالبهم ..  و بدلا من التفاوض مع المتظاهرين للاطلاع على  مطالبهم مباشرة قامت الحكومة و أحزابها   بتجييش الشارع العراقي عندما عملت على دفع المواطنين بالقوة و الترغيب و الترهيب للمشاركة في تجمعات ترفع شعارات منددة بمطالب المتظاهرين في الأنبار و الموصل و صلاح الدين و غيرها من محافظات العراق و تنعت  هؤلاء المتظاهرون بالإرهاب و البعثية و القاعدة و غيرها من الكلمات التي تنم على أن من أملى هذه الشعارات لا يمت بأية صلة لا للعراق ولا لشعبه ولا يهمه التطورات الخطيرة التي يشهدها الشارع العراقي ..

و بعد قيام سياسيون  و نواب تابعون للحكومة و أحزابها بإثارة النعرات الطائفية و حشد العواطف من خلال وصف المتظاهرين  بالطائفية و يعملون على إعادة البعث للسلطة و أن شعاراتهم  تدعوا إلى أطلاق  سراح المجرمين الذين سفكوا دم العراقيين ..  استخدمت الحكومة  الجيش و الشرطة بالاعتداء على المتظاهرين في العديد من مواقع تجمعاتها و قطعت جميع الطرق المؤدية أليها و أعتدت على المواطنين و شنت حملة اعتقالات واسعة للمتوجهين إلى تلك التظاهرات  و من المشاركين فيها و استخدام أتباعهم من المليشيات بالاعتداء على تلك التجمعات و خاصة مثل ما حدث اليوم أثناء صلاة الجمعة المشتركة  في الأعظمية ,  كما أن الأخبار تتواتر و بشكل سريع على استعدادات الحكومة باستخدام القوة لفض هذه التظاهرات.

ففي هذا اليوم ثبت للعالم أجمع بأن ما موجود من قوات شرطة أو جيش و أجهزة أمنية أخرى هي من مكون واحد و تأتمر بأمر الأحزاب الدينية الطائفية و ذات الأجندات الخارجية حينما تقوم بسب و شتم مكون معين من مكونات الشعب و التعرض لرموزهم الدينية و استخدام القسوة المفرطة ضد المتظاهرين مهما يكن لونهم و جنسهم و مذهبهم  ,  مما يدل و يؤكد بشكل واضح و جلي بأن هذا الجيش لا يمثل العراق و إنما يمثل طائفة بعينها تستخدمه لبسط نفوذها على هذا البلد و بها يتم أظطهاد باقي أطياف المجتمع العراقي .

و عليه نقول للذين يستجيبون  لنداء الحكومة و أحزابها  بالتظاهر لرفض مطالب شعبهم  التي يرفعها المتظاهرون منذ أكثر من ثلاث أسابيع أن أبنائكم و أمهاتكم و رجالكم  الكثير منهم لم يصبهم إرهاب الدولة و لم تعانوا مثلما عانوا إخوانكم  من المكونات الأخرى فلماذا تنصرون الظلم على المظلوم ؟؟  أليس  من الواجب و كما يدعوا أليه الشرع و القوانين و إسلامنا الحنيف أن ننتصر للمظلوم و نقف بوجه الظالم ؟؟ إلا تعلمون أن من يلعب بمشاعر و عواطف الناس لدفعهم إلى محرقة المذهبية المقيتة لا ينتمون من قريب أو بعيد لهذا الشعب العظيم ؟؟  لا يطلب منكم شعبكم إلا أن تقولوا قولة الحق و أدعوا إلى أطلاق سراح الأبرياء من المعتقلين  و المعتقلات كما طالب به المتظاهرون و ليس  كما يدعيه رجال السلطة بأن المتظاهرون يطالبون بإطلاق سراح المجرمون ..  و هذا المثال يكفي لإثبات أن ما تدعيه السلطة و أحزابها هو تشويه للمطالب النزيه و الشرعية..

و نقول للسلطة و من يحاول  تثوير المشاعر الطائفية بأن  ما تقومون به هو اللعب بالنار و دعوة صريحة للاقتتال و التقسيم وهذا هو مشروع  و ضعته جهات أجنبية الهدف منه الانتقام من هذا الشعب .. و خير وسيلة لإثبات ولائكم لهذا الوطن و شعبه أن تعملوا على إطفاء الفتنة و إنصاف المظلومين و العمل بجدية على تحقيق مطالبهم و التوجه بالشعب كله و بكل أطيافه لمرحلة أخرى من التنمية و البناء تحت خيمة الأخوة الوطنية  الآمنة الأمينة على مستقبل هذا الوطن .

أحدث المقالات