18 ديسمبر، 2024 9:53 م

نعيم عبد مهلهل يؤرخ حلما جديدا  للمندائية  في كتاب..!

نعيم عبد مهلهل يؤرخ حلما جديدا  للمندائية  في كتاب..!

عن دار فضاءات عمان صدر كتاب «موناليزا مندائية على جدران اللوفر» للروائي والكاتب العراقي نعيم عبد مهلهل يتناول الكتاب تفاصيل دهشة الشعر والنثر والرؤية السيمائية والروحية والميتافيزيقية لوجود واحدة من اقدم ديانات وادي الرافدين (الديانة المندائية) حيث أسطورة قصة حلم أنوثة الأرض والماء والنخل.
الكتاب يؤرخ أخيلة الدمعة والتاريخ وأماني اللحظة الفاتنة في أمكنة جاورت طفولة نعيم عبد مهلهل ومراهقته والحروب التي خاضها منذ أن تعلمت أصابعه صناعة دمى الطين وحتى نجاح فمه في نيل محبة الله من فم طفلة كان وجهها يخبئ كل أسرار القمر بين أنوثته.
والكتاب سيرة ذاتية لشجنِ أقدم الديانات على الأرض وقراءة لتاريخ مكان أزلي صنع الأساطير والمدن وشهوات الملوك وأيقونة الموسيقى، وعطر أول حروف الكتابة؛ كلها اجتمعت في آنية عيون الوطن المبحوح من عذاب حنجرته المبحوحة، من حروبه التي لاتنتهي، طمعًا بالحصول على انتصار مفترض تتوحد فيه الشهوة والأماني ودماثة الغرام بين أحجار قلائد أميرات مدينة أور اللازوردية المصنوع من عطر ورد كل جنوب سماوات الحقول الناعسة بعناق المساء البارد، وهن يضعن نار أجسادنا في مواقدنا لنتخيل بريق الأشياء بدهشتها وحنانها ودموعها وأرغفة جوعها اللذيذ.
يتخيل مهلهل اتحاد القلوب والقارات والديانات وهو يغادر مكان اللوحة التي رسمها دافنشي إلى لوحة تمتلئ حياة وأنوثة ورائحة آس وخبز وسمك حي يغني للماء أنشودة ليل الصياد وهو يتمنى عيون مندائيته، قبل أن يتمنى صيد الطير أو النجمة المصبوغة بنعاس غيرتها من جمالك، ليأتي مقطع من الكتاب ليؤكد شيئا من هذه الأحلام بالقول: « هذا الجمال الرباني في بدئه الأيقوني وسحر نظراته كان ولم يزل ذاكرة لكتاب الجنوب المتأصل في سيقان السنبلة؛ غزل الفلاحات وطعم شواء الطير ولمعان مناجل صنعها المندائيون لحقول الشوق بسهول الجنة…! في اللوفر عيناك مرايا وعلى الماء مرايا وعلى دمعة أم مندائية يدفعها الشوق لنسيان ألم المنفى وتذكر بيت الأب بتلك الأهوار».
«موناليزا مندائية على جدران اللوفر» كتاب يجمع بين القصة والشعر والنثر، يحاول فيه المؤلف التفوق على تلك اللوحة الجامدة والمعلقة على جدران اللوفر، التي رسمها ليوناردو دافنشي قبل مئات السنين.
«موناليزا مندائية على جدران اللوفر» قصة حلم، وسير ذاتية لليل ثمالة الآلهة وقراءة في جسد الكائن الخفي الذي لا يظهر حسنهُ إلا عندما نقف أمام المرايا اشتياق ممهور بآلافٍ من عواطف الكلمات والسيمفونيات والبهجة الدمثة في خلق رغبتها لتجعل من أيامها استعادة ممكنة لكل ما تاه منا في شوارع العمر والذكريات والخسائر.
نعيم عبد مهلهل الذي يؤرخ لهذا العالم الساحر بطريقته الخاصة يعتبره المندائيون في عموم العالم صديقهم الازلي وكاشف اغوار محبته الروحية للحياة واطياف سماواتها عندما يتبحر في صنع دهشته الروحانية من خلال النص والقصيدة وابتكارا تعاويذ عولمية ليجدد  في ارواحنا سلطة الضوء ودفء الماء والوصول لمعرفية الهاجس الذي يسكننا بدماثة كل تلك الرؤى الابداعية التي يسطرها نعيم عبد مهلهل في نصوصه عن المندائية وحياتها وربما وصف الكاتب المندائي عزيز عربي ساجت لعلاقة مهلهل بالمندائية ومريديها واتباعها في مقال له عن هذا الكاتب  يمثل اصدق تعبير عن علاقة هذا الكاتب الرافديني المعروف بتلك الديانة ونقاءها الذي يرفد الروح بأشياء لاتحصى من الجمال والسحر والنقاء عندما يكتب :
((عندما كتب شاعر المانيا الكبير ( غوته ) المعروف بجيته ، سيرته الذاتية، فاختار لها عنوانأ سماه ( الشعر والحقيقة ) ، وها هو اديبنا وكاتبنا الكبير ، السمفوئية المندائية ، نعيم عبد مهلهل يخبرنا عبر طروحاته الادبية وكتاباته الشعرية الجميلة ، معنى حقيقيأ وواقعيأ للمندائية متخذا اياها هدفا وغاية سامية في اغلب كتاباته عنها ، وهو ويحلم دائمأ بمحاكاة الواقع الذي عاشوه ، فرغم المحن وصولات الحرمان والكبح المرير ، يخرج لنا بحقيقة واضحة عن نقاء المندائية واصولها العميقة عمق التاريخ ، ، لكي نتحرر من الالم والذعر والخوف ، ونتحرر من ويلات الحروب اللعينة ، حيث نجد انه نابغأ حقيقيا مبتكرا ينطق باشياء مذهلة ، ناصفا المندائية عبر اصولها ومدلولاتها النقية ، انه ابن مدينتنا الوديعة الجميلة الغافية على نهر الفرات الخالد – الناصرية ، مدينة الادباء والشعراء والفنانين الكبار.  هو ابن المندائية وليس بمندائي ، السمفونية المندائية وقيثارتها عبر الزمن ، يعزف دائما باوتارها ويتغنى بها ويدافع عنها ، كمنهج ودين وعقيدة سمحاء وراية بيضاء ، نقية صافية نقاء الروح الخالدة .))
الكتاب صدر في عمان وشاركت به دار فضاءات في كل معارض الكتاب العربية .ويعتقد الناشر أن الكتاب جديدا في روحه ومادته وخياله ويضيف للمكتبة العربية تعريفا نادرا بهذه الديانة النقية …! .